مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

غلطانة يا دلال.. والقانوني

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/01/11   08:36 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

العطاء لهذه الأرض لا تحده حدود ولا ثمن سوى رضا رب العباد


نعم..غلطانة يا دلال، فلم يكن سامي سوى مواطن مخلص محب لوطنه، اختلف معه الكثير فكرياً وسياسياً وإدارياً، ولكنهم احترموه كرجل ذي عطاء بلا حدود.
نعم.. غلطانة يا دلال، فقد تقدم سامي وقتما تراجع الآخرون، وأعطى حينما أمسك البعض، وبادر حينما سكت الناقدون.
نعم.. غلطانة يا دلال، كان قبوله الوزارة شجاعة، وقبوله الخطوط الكويتية جسارة، في وقت ظل الكثير من الناس ليس لهم سوى الانتقاد، وبقي البعض تائها في مقاعد الشماتة.
نعم.. غلطانة يا دلال، فنحن لسنا ملائكة، والبشر خطاؤون بطبيعتهم، وخير الخطائين التوابون، ولم يدع سامي معصوميته من الخطأ والزلل، ولم يقعد على كرسي وثير، وبيده سيجار كوبي غير مشتعل للمباهاة، ولم يجلس الساعات الطوال للانتقاد بلا عمل، بل نزل الميدان وشمر عن ساعديه حتى اختل السكر عنده لفرط العمل والحساسية الوظيفية والأخلاقية.
نعم.. غلطانة يا دلال، فالعطاء لهذه الأرض لا تحده حدود، ولا ثمن لهذا العطاء سوى رضا رب العباد، ويكفيه أنه دخل جميع أعماله نظيفا، وخرج نظيفا، وبرائحة زكية، متمتعا بخلق جم، وحفظ لسانه حتى مع خصومه، ومنذ خروجه من «الكويتية» لم يذكر أمامي أحدهم بسوء، وكان يقول دائما «الله يوفقهم».
دلال.. الزمن يجري، والعمر له أحكامه، والصحة لها التزاماتها، والجسد له حقه، والروح لها حقها، والنفس لها حقها، والأسرة لها حقها، والدين له حقه، والعقل له حقه، فليعط كل ذي حق حقه، ومجالات العطاء كثيرة، ولا يكونن كباقي المتقاعدين الذين يقضون أوقاتهم بين الأحفاد وحضاناتهم ومدارسهم، ومحشومة من الغلط يا دلال مع سامي، والله يحفظكم لبعض، ولا يفرق بينكم.
٭٭٭
ﻳُﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ الخليفة العثماني، ﺃن أخبره ﻣﻮﻇﻔﻮ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺎﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺬﻭﻉ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻓﻲ قصر «ﻃﻮﺏ ﻗﺎﺑﻲ»، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ، ﺧﻠﺺ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﻫﻦ جذوعها ﺑﺎﻟﺠﻴﺮ، ﻭكان ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ حين ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ما ان يأخذ رأي مفتي الدولة، الذي كان لقبه الرسمي شيخ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ الشيخ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﺘﻮى، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻪ، ﻓﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ببيت شعر ﻳﻘﻮﻝ ﻓيه:
ﺇﺫﺍ ﺩﺏ نمل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮ
ﻓﻬﻞ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﺿﺮﺭ؟

ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺎﻝ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﻼ:
ﺇﺫﺍ ﻧُﺼﺐَ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ
أخذ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺣﻘﻪ ﺑﻼ وجل

في اشارة منه الى ما هو أعظم وأهم، وهو «العدل»، ففهم الرسالة.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺃﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳُﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺇﺫ لا يكاد ﻳُﻨﻔﺬ ﺃﻣﺮﺍ ﺇﻻ ﺑﻔﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ.
ﺗُﻮﻓﻲ ﺍﻟﺴُﻠﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ «ﺯﻳﻜﺘﻮﺭ»، ﻓﻌﺎﺩﻭﺍ ﺑﺠﺜﻤﺎﻧﻪ الى ﺇﺳﻄﻨﺒﻮﻝ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﻊ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻮﺿﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻣﻌﻪ في القبر، ﻓﺘﺤﻴّﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻴﺰﻭﺍ ﺇﺗﻼﻓﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘُﺮﺍﺏ، ﻭﻗﺮﺭﻭﺍ ﻓﺘﺤﻪ، فأﺧﺬﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺼّﻨﺪﻭﻕ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺑﻔﺘﺎﻭﻳﻬﻢ، حتى يدافع بها عن نفسه يوم الحساب، ﻓﺮﺍﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﻳﺒﻜﻲ ﻗﺎﺋﻼ: ﻟﻘﺪ ﺃﻧﻘﺬﺕ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻓﺄﻱ ﺳﻤﺎﺀٍ ﺗﻈﻠﻨﺎ، ﻭﺃﻱ ﺃﺭﺽٍ ﺗُﻘﻠّﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻣﺨﻄﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﺘﺎﻭﻳﻨﺎ؟
لقد شوهوا صورة سليمان القانوني بأنه مولع بالنساء، واشتهر اسمه في مسلسل «حريم السلطان»، وليس هذا بغريب، فهو دأب أعداء الاسلام في الاعلام، والتاريخ شاهد على ذلك، والحقيقة ان الخليفة سليمان بطل مجاهد، قاد الفتوحات.
٭٭٭
قال ابن القيم رحمه الله: «انتهت قصة النمرود ببعوضة، وانتهت قصة فرعون بالماء، وانتهت قصة الاحزاب بالريح، وينهي الله قصص الباطل بأبسط الأشياء، فلا تشغل بالك كيف سينهي الله الباطل، ولكن اشغل بالك كيف تدافع عن الحق».

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1033.9974
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top