مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

قضايا الديرة

كبار السن في البوسنة والحنين للشيوعية

محمد غريب حاتم
2012/09/06   09:30 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الشيء الملفت للنظر تزايد الحجاب بين الجيل الجديد من البوسنيات


هذه السنة امتلأت شوارع وفنادق البوسنة بالكويتيين وخصوصا الحديقة الكبيرة بجانب سفارة الكويت والعلم الكويتي الذي زينها وجعل الفرحة فرحتين، وفي كل ركن من هذه الحديقة وحول بحيراتها تجد الاسر الكويتية حول نافوراتها، وفي كل رحلات الجبال والشلالات تجد الاسر الكويتية بكثرة وفي اول مجمع تجاري في قلب سيراييفو، والشيء الملفت للنظر تزايد الحجاب بين الجيل الجديد من البوسنيات وتزايد بناء المساجد وخصوصا بعد تدمير الصرب اثناء حصار سيراييفو لاكثر من (200) مسجد قديم، والمسجد الكويتي والسعودي علامة واضحة في سهل سيراييفو لانها مدينة محاطة بالجبال الخضراء من جميع الجهات، واكثر ما استغربت منه هو سؤالي لكبار السن سواء من اصحاب سيارات التاكسي او في المقاهي وحتى في القرى عن الفرق بين ايام تيتو والشيوعية والآن؟! والاجابة حنين لايام الشيوعية خصوصا من الذين عملوا في العراق وسورية وليبيا حيث ان الكثير من جيل ما بعد الحرب الثانية لديه حنين لتلك الايام والتي ملئت بالتعذيب والتنكيل والسجون، لدرجة ان الدين منع ولكافة الاديان السماوية، وكان المسلمون يعلمون اولادهم الشهادتين وسورة الحمد والصلاة بسرية كاملة وبخوف شديد جدا، وكثرة الاستخبارات بين الناس كانت ترهب المسلمين الذي هم اكثر من عانى من تلك الحقبة، بل يقولون لي حضور صلاة الجنازة بسرية تامة واذا صلى احد اقارب الميت عليه وتم ضبطه اعتبروا ذلك جريمة كبرى، وكذلك ختان الذكور، ومع ذلك استمع لكبار السن واجد للاسف غسيل المخ واضح لديهم حيث يذكرون عظامة تيتو وسهولة الحياة تحت الشيوعية وتوفر المعاش والمأكل والمشرب وليس هناك بطالة او تضخم، لكن الشباب عكس الكبار تماما. فهم يتكلمون عن الشيوعية بكل حزن وكآبة وعدم وجود الحرية ولا الرأي ولا حتى رؤية العالم الخارجي، ويقولون انهم في سجن كبير اسمه يوغسلافية الاشتراكية الشيوعية، ويقولون ان الايام كشفت سرقات كبار السياسيين الشيوعيين وتمتعهم وعائلاتهم بثروات البوسنة وباقي الدول الحديثة التي تحررت، والآن هم في حريات كثيرة ويتمتعون كما يتمتع العالم الحديث وان كانت لديهم مأساة هي ارتفاع نسبة البطالة والتضخم والرواتب القليلة.
وجدت ان الدكتاتوريين في العراق ايام المقبور صدام وفي سورية بشار النعجة وفي ليبيا معمر المجرم وفي ايران المنهوبة بنظام الملالي وفي السودان المنهوب بالبشير وزمرته وفي طالبان افغانستان على نفس الشاكلة، ينهبون الاموال ويسرقون الاوطان ويغسلون مخ الشعوب بالثورات والصراخ والبطولات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
اللهم احفظ لنا ديرتنا التي ننعم فيها بالامان النفسي ورغد العيش الوفير والنعم التي لا تعد ولا تحصى، واكبر شيء الحريات التي نعيشها والعلاقة المتميزة بين الشعب والسلطة واسرة الصباح الكرام، وبنعمة الدستور الذي هو الكنز الذي تركه طيب الله ثراه الشيخ عبدالله السالم الصباح للاجيال القادمة. فلنحافظ عليه.

محمد غريب حاتم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0208
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top