مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

قصة ليلى على لسان حفيد الذئب

د.عصام عبداللطيف الفليج
2012/09/06   12:01 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

مازالت تلك الأنظمة القمعية تعتمد أساليب التنكيل والاعتقال دون محاكمة


كلنا نعرف قصة ليلى والذئب، ولكن هناك رواية أخرى على لسان حفيد الذئب يقول فيها: كان جدي الذئب لطيفا طيبا ولا يأكل اللحوم، وقرر جدي الذئب ان يكون نباتيا وكانت تعيش في الغابة فتاة شريرة اسمها ليلى تسكن مع جدتها.وكانت ليلى تخرج كل يوم الى الغابة وتقتلع الزهور وتدمر الحشائش التي كان جدي الذئب يقتات عليها.وكان جدي يحاول ان يثنيها عن ذلك دون جدوى، فكانت ليلى تعاند وتقطع الحشائش، فقرر جدي الذئب ان يزور جدة ليلى في بيتها ويخبرها بأفعال ليلى.
ولما وصل البيت وطرق الباب، فتحته الجدة، لكنها للأسف كانت شريرة أيضاً، فأحضرت الجدة العصا وهجمت على جدي المسكين دون ان يتعرض لها، فدافع عن نفسه ودفعها بعيداً عنه، فسقطت الجدة وارتطم رأسها بالسرير وماتت الشريرة.
تأثر جدي الذئب كثيراً لموتها، وأخذ يفكر بليلى..كيف ستعيش دون جدتها؟! فقام ولبس ملابس الجدة ونام في سريرها، ولكن ليلى الشريرة لاحظت التغيير في شكل جدتها، فخرجت تصرخ بأن جدي الذئب أكل جدتها، وأخذت تنشر الاشاعات الى يومنا هذا!
هذه هي قصة «ليلى والذئب» نقلا عن قناة سورية الحكومية!! انتهى.
عندما قرأت هذه القصة مثلكم، استغربت من فكرتها، وتذكرت بعض الأفلام الهوليوودية التي تعيد قصصاً وأفلاماً قديمة، مثل الباتمان والسوبرمان وطرزان..وغيرها، الا انني لما قرأت آخر جملة «نقلا عن قناة سورية الحكومية» ضحكت كثيراً، ووضح مغزاها، الذي لا يختلف كثيراً عن حادثة تزوير كلمة رئيس دولة في مؤتمر عدم الانحياز بطهران!! فمازال الاعلام السوري والعراقي والايراني ومعظم الدول العربية والشرقية يتعاملون بالأسلوب النمطي التقليدي القديم، دون احترام لعقلية البشر، متناسين التطور الهائل في وسائل الاعلام والاتصال، متجاوزين تفكير المواطن الذي لم يعد يقنعه ما يقال وما ينشر، ولم يعد ذلك الفرد الخائف من الحديث والحوار السياسي الذي كان محظورا عليه فترة طويلة من الزمن وللأسف..مازالت تلك الأنظمة تتعامل أيضاً بنفس أسلوب رد الفعل التقليدي القديم من اعتقالات دون محاكمة، وفصل عن العمل وتهديد ووعيد، واذلال الأسرة والنساء والأطفال، واخفاء عن الساحة عدة سنوات، وأحيانا قتل، متغافلين عما يجري في الساحة من ربيع عربي وأعجمي، سلمي أو ثوري.
القصة سالفة الذكر لو تليت في الحقب السابقة لسمعت الرد «تمام يافندم» مثل حكاية الفيل الذي يطير، بس مش أوي، لكن الآن لم يعد الفيل يطير، ولم يعد الذئب نباتيا، وأصبح الناس أكثر وعيا، وأضحت المجتمعات أكثر تفاعلا، وأمسى الرموز أكثر شجاعة.ولابد ان يواكب ذلك كله تطور في أسلوب الادارة السياسية والاعلامية العربية، والتعامل مع الواقع بواقع، ومع المنطق بمنطق، ومع العقل بعقل، من أجل استقرار أكثر للأوطان، فولاء الشعوب لا يصنع بالأموال، بل بالانسانية وحفظ الكرامة، وان كان المستشارون يشيرون بغير ذلك، فهم بطانة غير صالحة.
٭٭٭
سئل غاندي: لماذا لا تلعب لعبة الشطرنج؟
قال: لا أرغب بتعلم الشطرنج لسبب بسيط، هو أنني لا أريد ان يموت الجميع لكي يحيا الملك.

د.عصام عبد اللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
639.0187
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top