مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طرف الخيط

أشهر دير.. في العالم الاسلامي

خليل علي حيدر
2012/09/04   10:44 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

كانت كنيسة الاسكندرية أولى وكبرى كنائس المسيحية قاطبة


وسط صحراء سيناء الجبلية يوجد دير شهير اسمه «دير سانت كاترين»، يمر به الكثير من السياح الغربيين وقليلاً مايزوره العرب. كانت سيناء منذ ايام الفراعنة، يقول احد الشباب لمصطفى نبيل، في تحقيق لمجلة «العربي» عن الدير، «منجم مصر للذهب والنحاس والمعادن النفيسة، وهي الآن بئر بترولها الكبرى، ومركز أمنها».
عندما تقف امام الدير، يقول نبيل، تقف امام مدينة فريدة، اقيمت وسط فراغ لا نهائي من أجل عبادة الله وداخل الاسوار عدة كنائس تبلغ ثماني عشرة كنيسة، والى جوار الكنيسة الرئيسية جامع يرجع تاريخه الى العهد الفاطمي، وبالدير صومعة للرهبان، ومخازن للحبوب ومطابخ وافران ومعصرة لزيت الزيتون. الدير يحمل اسم القديسة «كاترين»، من القرن الرابع الميلادي، عاشت في الاسكندرية واعتنقت المسيحية على يد زاهد، وعندما بلغت الثامنة عشرة ذكرت ان السيد المسيح قد ظهر لها في الحلم، ووضع في اصبعها خاتم خطبة من ذهب، وعندما استيقظت وجدت الخاتم في اصبعها.
واخذت تدعو لدينها، فواجهها الامبراطور بخمسين فيلسوفاً يناقشونها، كما يقول كتيب من منشورات الدير، ولكنهم جميعاً مالبثوا ان تحولوا الى الدين الجديد، فألقى الامبراطور بها الى السجن ، وامر بتعذيبها حتى تكسرت عظامها، ثم امر بقطع رأسها.
الدير على مذهب الروم الارثوذكس، اي ان الكنيسة بيزنطية بنيت عام 542م.
وعندما دخل الاسلام مصر لم تُمس هذه الكنيسة بأذى. اغلب رهبان الدير من اليونانيين الذين لايجيدون العربية – ولا ندري ان كان هذا الوضع مستمراً – والسبب في عدم وجود رهبان من المصريين هو قلة عدد الروم الارثوذكس في مصر، كما يقول احدهم، اذ لا يتجاوز عددهم الفي نسمة. وبالطبع، يختلف هؤلاء مذهبياً عن اقباط مصر، الذين تخاصموا مع اليونانيين منذ قرون! الدير عبارة عن كنز من المخطوطات والايقونات. ففي هذه المنطقة امكن الحفاظ على تراث ديني وفني، ونجت هذه الايقونات من التدمير، بعد ان قرر الامبراطور البيزنطي تدميرها في نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع، باعتبارها اصناماً. وتمكن هذا الدير الذي لا يخضع للسلطة البيزنطية من حماية جميع ايقوناته. أما مكتبة الدير، يضيف معد الاستطلاع مصطفى نبيل، فـ «هي المكتبة الثانية في العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث عدد وقيمة المخطوطات التي تضمها. واهم ما في مكتبة الدير «السجل السينائي»، نسبة الى سيناء، وهو اثمن مخطوط في العالم لاحتوائه على اقدم نص يوناني للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد». (العربي، ابريل 1982).
جاء الى الدير احد الالمان «تزوندوف» سنة 1844 فاكتشف في بعض صفحات مخطوط كنزاً ثميناً. فهذه الصحائف جزء اساسي اليوم مما يعرف باسم «مخطوط سيناء»، وهو احد اقدم نسختين موجودتين للكتاب المقدس في كل ارجاء العالم. اما النسخة الثانية فتوجد في مقر الفاتيكان بروما، وتعرف باسم «مخطوط الفاتيكان».
المخطوطان مكتوبان باللغة اليونانية، كما قدم رهبان الدير الى الرحالة الالماني 43 صفحة منها لدراستها. وفي زيارته الثالثة للدير عثر على 347 صفحة اخرى، استعارها لدراستها كما قال. ولكن الالماني اهدى المخطوط القديم الى قيصر روسيا، ثم باعت الحكومة السوفييتية هذا المخطوط للمتحف البريطاني بمبلغ نصف مليون دولار. ومازال الدير يحتفظ بـ 13 صفحة من صفحات الكتاب المقدس.
مصر من اعرق الدول المسيحية حيث دخلت هذه الديانة اليها في القرن الاول الميلادي، وكانت القبطية هي النسخة المصرية من المسيحية، وكانت كنيسة الاسكندرية اولى وكبرى كنائس المسيحية قاطبة. وكان لمصر اكبر الاثر في العمارة البيزنطية، خاصة المباني الدينية. «فقباب الكنائس البيزنطية وعقودها واقبيتها مأخوذة من مصر، وكان السقف ذو القباب ابتكاراً فرعونيا أصيلاً، وبالمثل في الايقونات والزخارف والنقوش»، كما يقول د. جمال حمدان.
قامت جامعة الاسكندرية بتسجيل وتصوير كافة المخطوطات والايقونات في دير سانت كاترين، في مشروع مشترك مع جامعتي ميتشغان وبرنستون، وحصلت مكتبة الكونغرس على نسخة من كل هذه المخطوطات.
وجاء في الاستطلاع ان الرهبان اكتشفوا عام 1975 عدداً من المخطوطات يبلغ الفاً ومائة قطعة، في غرفة كان يظن انها مستودع لاشياء قديمة، قرروا ان يحتفظوا بها لانفسهم عندما كانوا في ظل الاحتلال الاسرائيلي. وقد سمح مؤخراً، كما قال كاتب الاستطلاع، للباحثين بدراسة هذه المخطوطات، «وهي تشتمل على اجزاء من الكتاب المقدس خُطت في القرون الخامس والسادس والثامن، ونسخة من رسائل بولس ترجع الى القرون الحادي عشر ومعها ترجمة عربية، وقطع متناثرة من نسخة لاعمال ارسطو يرجع تاريخها الى العصور الوسطى ومخطوط لإلياذة هوميروس عمرها الف عام. وهذا المجموعة من اهم الاكتشافات الثقافية في عصرنا».
هذه بالفعل ظاهرة مصرية متكررة، حيث يتم اكتشاف نوادر الكتب والمخطوطات والتحف والآثار في غرف مغلقة أو مهملة. لماذا لا يقرر المسؤولون فتح كل الغرف المماثلة، واكتشاف مافيها.؟


خليل علي حيدر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0174
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top