الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
03:43
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
المغرب 17:27
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=215632&yearquarter=20123&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
حين يصبح النصر أخطر من الهزيمة
فهمي هويدي
2012/08/21
10:09 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
لا ينتظر أن يعود المجلس العسكري لممارسة دور سياسي في الأجل المنظور على الأقل
إذا لم يقدم الإخوان من خلال حزبهم مبادرات جادة لإنجاح التجربة فإن ذلك سيعد برهاناً على أن انتصارهم جاء مكلفاً لهم كثيراً
فهمي هويدي
حين يتقدم الإخوان ويصبحون في صدارة المشهد السياسي فان ذلك يعد انتصارا لهم لا ريب، لكنه يظل انتصارا أخطر من الهزيمة.
(1)
الى ما قبل أيام قليلة، قبل ان يصدر الرئيس محمد مرسي قرارات اقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان ويعفي بعض القادة من مناصبهم وينقل آخرين الى مواقع أخرى، كانت أهم قوتين منظمتين وفاعلتين على الأرض هما المجلس الأعلى للقوات المسلحة والإخوان المسلمون، وبصدور القرارات سابقة الذكر انتهى الدور السياسي للمجلس العسكري، حيث يفترض ان يعود الى سابق عهده معنيا بشؤون القوات المسلحة ولا شأن له بإدارة البلد وحراكه السياسى، ولا ينتظر له ان يعود الى القيام بذلك الدور، في الأجل المنظور على الأقل.
هذه الخطوة كان لها وقع خاص في تركيا، لأن اخراج العسكر من المشهد السياسي هناك لم يتم الا بعد صراع مرير استغرق أكثر من أربعين عاما، قام خلالها العسكر بثلاثة انقلابات هزت البلاد (الرابع كان ناعما ووصف بأنه نصف انقلاب)، وفي حوار أخير مع بعض خبرائهم المعنيين بالأمر قلت ان المشهد المصري يختلف عن نظيره التركي في أمرين جوهريين، أولهما ان عسكر تركيا تصدروا المشهد السياسي عن جدارة واستحقاق، فهم الذين أنقذوا بلادهم من الانهيار بعد الهزيمة القاسية التي لحقت بها في الحرب العالمية الأولى، وانتهت باحتلال اسطنبول ذاتها، وهم الذين أسسوا الجمهورية، الأمر الذي سوغ لهم الادعاء بأنهم أصحاب فضل على البلد. أما في مصر فالوضع مختلف، لأن المجلس العسكري كان مشاركا في حراسة الثورة ولم يكن صانعاً لها، ثم ان رصيده الشعبي تراجع بسبب سوء إدارته للمرحلة الانتقالية، فضلا عن أن قرارات اخراجه من المشهد السياسي جاءت في أعقاب حدث كشف عن تراخي دور القوات المسلحة وقصور أدائها. الأمر الثاني المهم أن عسكر تركيا نصبوا أنفسهم مدافعين عن العلمانية، أي أنهم كانت لهم رؤيتهم الأيديولوجية التي اعتبروها أساسا للجمهورية، في حين ان المجلس العسكري في مصر انطلق من موقف وطني في الأساس وليس موقفا أيديولوجيا، صحيح ان بعض أعضائه كانت لهم تحفظات رافضة للإخوان، لكن تلك كانت رؤى فردية، ولم تعبر عن موقف للمجلس الذي تباينت فيه الآراء بهذا الخصوص.
هناك فرقان آخران يمكن الاشارة اليهما في هذا السياق، الأول تمثل في اختلاف الظرف التاريخي الذي أحاط بالتجربتين، فأجواء ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي التي احتملت قيام العسكر بالدور السياسي مختلفة عن أجواء الألفية الثانية التي لم تعد ترحب بذلك الدور، حتى أصبح الحد من نفوذ العسكر في تركيا أحد شروط الاتحاد الأوروبي لتأهيلها لعضويته.
الفرق الثاني ان عسكر تركيا ظلوا لعدة عقود في قلب السياسة، بل كانوا صناعها في حقيقة الأمر، أما في مصر فان الجيش ظل محترفا وخارج السياسة طول الوقت، ولأن دخوله فيها كان طارئا وعارضا، فان اعادته الى ثكناته كانت أمرا ميسورا، ولم يكن بحاجة الى «جراحة» من أي نوع.
(2)
اذا قال قائل انه من غير الانصاف تجاهل القوى والجماعات السياسية الأخرى في مصر فلن أختلف معه، وألفت النظر هنا الى أنني تحدثت عن المجلس العسكري والإخوان بوصفهما أهم قوتين منظمتين وفاعلتين على الأرض، وقصدت اطلاق ذلك الوصف حتى لا ألغي القوى الأخرى غير المنظمة أو غير الفاعلة، التي لا أعرف لها حصرا، وقيل لي انها ناهزت العشرات، واذا لاحظت ان نظام مبارك أصاب الحياة السياسية بالجدب والعقم، وأن الأحزاب التي تشكلت في عهده أو أنها اندثرت واما تحولت الى كيانات لا حضور لها الا في وسائل الاعلام، فسوف تعذر أحزاب ما بعد الثورة لأنها بدأت من الصفر، ولأنها في طور التشكيل ولم يتبلور مشروعها بعد، فان التقييم الموضوعي للحالة السياسية يخرجها تلقائيا من عداد القوى الفاعلة والمنظمة، بالتالي فان غاية ما يمكن ان توصف به أنها أحزاب محتملة، قد تتحول الى قوى سياسية في المستقبل، لكنها في الوقت الراهن تخرج من ذلك التصنيف، علما بأن استيفاءها لعناصر القوة ضروري لعافية المجتمع ولانجاح الديموقراطية، وهو ما يسوغ لي ان أقول ان انفراد الإخوان بصدارة المشهد السياسي لا يكفي لوحده لانجاح التجربة، لأنه يعني في أحسن فروضه ان النظام الجديد يمشي بساق واحدة، ولن تتوافر له الساق الثانية الا اذا استقام عود الأحزاب السياسية الأخرى، وصار للإخوان من ينافسهم ويراقبهم ويتداول السلطة معهم ويقدم نفسه بديلا عنهم.
(3)
حين انفرد الإخوان بصدارة المشهد فانهم أصبحوا في موقف لا يحسدون عليه، لأنهم يتعاملون مع وضع تحيط به الأزمات من كل صوب، ذلك فضلا عن الأزمات التي تعاني منها الجماعة من داخلها.
لن أقف طويلا عند أزمة الأوضاع العامة في مصر التي باتت عناوينها معلومة للجميع، لأن التحديات التي تواجه الجماعة من الداخل هي التي استدعت الى ذهني فكرة النصر الذي قد يكون أخطر من الهزيمة، في مقدمة التحديات التي أعنيها ما يلى:
< انه من الناحية النظرية لا تخلو العملية من مغامرة، ان تظل الجماعة أي جماعة طول الوقت خارج منظومة جهاز الدولة، ثم تصبح فجأة ودون أية مقدمات في قلب المنظومة أو على رأسها.
< ان سنوات الحظر والاقصاء أفرزت قيادات مشغولة بالتنظيم والدفاع عن الذات، استجابة للظرف التاريخي المفروض، الأمر الذي جعل القدرة التنظيمية لدى الجماعة أقوى من قدرتها الفكرية والابداعية، ولأن مرحلة الدفاع عن الذات والانتقال بالدعوة لابد ان تختلف عن مرحلة الانفتاح على الآخر والانشغال بالدولة، فان ذلك يطرح سؤالا هو: هل العناصر التي قادت المرحلة الأولى يمكن ان تكون قادرة على مواجهة متطلبات المرحلة التالية؟
< ان الإخوان لم يختبروا في العمل من خلال أجهزة الدولة وأدواتها، وقد صوت الناس لصالحهم انطلاقا من حسن الظن ليس اعتمادا على حسن الأداء، واستنادا الى الأقوال وليس الانجازات والأفعال، والاختلاف كبير من هذه الزاوية بينهم وبين حزب العدالة والتنمية في تركيا مثلا، الذي كان أعضاؤه قد حققوا انجازات كبيرة في البلديات قبل ان يخوضوا الانتخابات التشريعية ويفوزوا بأغلبية مقاعد البرلمان.
< ان مشروع الجماعة الذي تبناه الدكتور محمد مرسي وانتخب على أساسه يعاني من ثغرات جوهرية، سبق ان نبهت الى اثنتين منها هما: أنه افتقر الى الحلول المبتكرة، وتبنى أفكارا اصلاحية مقتبسة من خبرات التجربة الغربية، ولم نجد فيها ما هو نابع من صميم الخصوصية والتربة المصرية، حتى قلت فيما كتبت أنه لم يكن ليختلف كثيرا اذا ما قدمه الرئيس السابق بعد تنظيف الطاولة، كما يقولون، الثغرة الثانية ان المشروع لم يول قضية العدالة الاجتماعية ما تستحقه من أهمية وأولوية، حتى خشيت ان يكون المستفيد منه هم الأثرياء والقادرون وليس الفقراء والمستضعفين.
(4)
لدي حيثيات أخرى تسلط الضوء على جوانب المسؤولية التي يتحملها الإخوان، وتدلل على أنها ليست أكبر منهم فقط، ولكنهم أيضا ليسوا على استعداد كاف لحملها والوفاء باستحقاقاتها، وهو ما يسوغ لي ان أقول بأن صدراتهم للمشهد السياسي سوف تكشف بالضرورة عن كل تلك الثغرات والعيوب.وفي هذه الحالة فان الصدارة تصبح مصدرا للحرج وكاشفة لحقيقة القدرات وحدودها، والوقوع في ذلك الحرج وتعرضهم للانكشاف هو ما عنيته باستخدام وصف النصر الذي هو أخطر من الهزيمة، اذ يصبح عبئا على صاحبه وسحبا من رصيده وليس اضافة ترفع من رصيده وتعزز الثقة فيه.
أدري ان هناك من تمنى هذه النتيجة أو سعى لحدوثها، الأمر الذي يصنف ضمن أساليب الكيد السياسى، التي تعنى بهزيمة الخصم بأكثر من عنايتها بمستقبل الوطن، وتقدم الأولى على الثانية لذلك فان سؤال الساعة الذي ينبغي ان تعنى الجماعة الوطنية بالاجابة عنه هو: كيف ينجح الوطن؟ وليس: كيف يفشل الإخوان؟.
كنت من أوائل من تمنوا على الإخوان ان يكتفوا بدورهم في المجلس التشريعى، وأن يكون اسهامهم في السلطة التنفيذية محدودا في الظروف الراهنة، الى ان يصبح المجتمع والطبقة السياسية على استعداد أكبر لاستقبالهم والتفاعل معهم، بعد ان يبددوا هواجس الناس ويطمئنوا الجميع، لكن الرياح أتت بما لم أشته ووقع الفأس في الرأس كما يقال، الأمر الذي أبقى على الهواجس ولم تفلح الجهود التي بذلت لتبديدها بسبب عمق أزمة الثقة خصوصا بين الإخوان وبين القوى السياسية الأخرى، وقد باتت تلك الأزمة احدى العقد التي فشل الطرفان في حلها.
أدري ان الإخوان بذلوا جهدا في التقليل من تمثيلهم في مواقع السلطة التنفيذية، خصوصا في الحكومة، الا ان تهمة أخونة النظام مازالت تلاحقهم، حتى تعالت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات الداعية الى اقصائهم مرة أخرى، وللأسف فان من تلك الأصوات من حاول اثارة الأقباط واقحامهم بصفتهم تلك في الصراع الدائر، ويتضاعف الأسف حين نعلم ان نفرا من غلاة الأقباط تورطوا في تلك الحملة.
لايزال الأمل معقودا على عقلاء الجانبين لكي يتوافقوا على ضرورة انجاح التجربة، لكني أزعم ان مسؤولية الإخوان تظل أكبر في السعي الى ذلك التوافق، خصوصا بعدما أصبحوا وحدهم في الواجهة بعد طي صفحة المجلس العسكري، الأمر الذي حملهم مسؤولية مضاعفة، واذا لم يقدموا من خلال حزب الحرية والعدالة مبادرات جادة في هذا الصدد، فان ذلك سيعد برهانا على ان انتصارهم جاء مكلفا لهم كثيرا، حتى غدا أخطر من الهزيمة.
أخبار ذات صلة
وكأن اليوم قريب من البارحة
من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
«جبل العلم والأدب خرج من عالمنا»
تويتر في زمن الصحابة
هل سيصبح المواطن الكويتي مقروداً؟
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
مقالات ذات صلة بالكاتب
3 ملفات مؤجلة تنتظر الحسم
فهمي هويدي
05/01/2015 09:03:52 م
معنى أن تبقى الراية مرفوعة في تونس
فهمي هويدي
30/12/2014 09:40:48 م
شكوك في كسب المعركة ضد الإرهاب
فهمي هويدي
16/12/2014 09:51:13 م
ليست نهاية الربيع العربي
فهمي هويدي
02/12/2014 10:14:33 م
أجراس انتحار زينب المهدي
فهمي هويدي
25/11/2014 11:29:33 م
بانتظار أن تكرم ثورة تونس أو تهان
فهمي هويدي
13/11/2014 12:10:00 ص
دعوة لمراجعة مسلَّمات مشكلة سيناء
فهمي هويدي
05/11/2014 09:27:56 م
تونس إذ نغبطها ونحسدها
فهمي هويدي
28/10/2014 09:28:27 م
مسيرة العالم العربي ضد التاريخ
فهمي هويدي
15/10/2014 09:06:53 م
معنى أن تسقط صنعاء تحت أعين الجميع
فهمي هويدي
01/10/2014 09:57:30 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1056.0023
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top