مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أنا مع وضد

شفافية «الاختلاف» السياسي

د. عبدالله يوسف سهر
2012/07/25   08:31 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أنا
لا نود ان نطلق عليه صراعاً سياسياً بل تهذيبا نريد ان نصفه بالاختلاف السياسي، لكن هل هو اختلاف يتميز بالشفافية؟ لا أعتقد بأن أحدا من الكويتيين لا يريد تعزيز الحريات والتمسك بالدستور والديموقراطية ومكافحة التمييز والفساد وتعزيز الإصلاح والتنمية، لكن هناك اختلافاً في كيف تتحقق هذه الأمور، ولا شيء غريباً في ذلك لأن الناس يختلفون في أفكارهم وتدبرهم للحياة عبر مناهج وطرائق متباينة على الرغم من تبنيهم لذات الأهداف والغايات.نحن في الكويت كذلك لا نختلف على الغايات حيث نريد الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتنمية الديموقراطية والحريات والتمسك بأهداب الديموقراطية، لكننا مختلفون في كيفية تحقيق ذلك، كما ان مفاهيمنا أو فهمنا لتلك المفردات مختلفة أيضا.فبعضنا يفهم الديموقراطية بشكل مختلف عن البعض الآخر، وهكذا الحال بالنسبة للإصلاح والفساد وغيره من تلاوين السياسة العامة التي تلف سجالنا السياسي يوميا. كل ذلك طبيعي وقد يكون الى درجة ما أمراً محموداً يؤدي الى الإبداع كونه من نواتج الاختلاف البشري حول الأشياء، لكن ما هو ليس بطبيعي بأن هنالك شعورا عاما ينتاب أطراف الاختلاف السياسي بانعدام شبه عام في شفافية في الحديث وحول مصداقية القرناء والفرقاء السياسيين سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات المتحركة. وبمعنى آخر فإن هناك مسافات كبيرة ومتنامية بين المتحركين سياسيا في مجال الثقة السياسية. حتى لو تداعى البعض لاتفاق سياسي ما فانه يبقى وقتيا مرتهناً بالمصالح المتداخلة.المشكلة بأن الكثير من الأفراد والجماعات السياسية تعاني من عدم الثقة ببعضها البعض، حيث يرى طرف في الطرف الآخر أجندة مختلفة مختفية بين جنباته ولا يستطيع الحديث عنها اما لأنه لا يملك الدليل عليها أو ان المجاملة السياسية ومصلحة الموقف لا تدعو لذلك.اذا صح ذلك الافتراض فان ليست مشكلتنا تنحصر حول تقسيم الدوائر أو مشروع قانون ما أو حتى الاقتراح في اجراء بعض التغييرات الدستورية، بل مشكلتنا ان المختلفين أو المتخاصمين سياسيا لا يثقون ببعضهم البعض الى درجة توصلهم لتقاذف التهم الجارحة أحيانا وقد تصل بهم في أحيان أخرى لدرجة التوافق السياسي الهش.ان درجة الشفافية في الاختلافات السياسية متدنية جدا بسبب انعدام الثقة وهي اشكالية كبيرة لن تحلها التوافقات المؤقتة بالرؤى، ولن تجدي معها المشاريع السياسية، ولن تحلها مشروع الدائرة الواحدة أو الأربعة أصوات أو غير ذلك.اننا يا سادة في مجمل الحال وليس كله لا نصدق بعضنا البعض، ومع الأسف الشديد تكرس هذه القناعة أكثر لدى البعض مع مرور الزمن لأنه سيكتشف ان الصدق كما هو أحيانا في الحب كان من طرف واحد.

مع
عن انعدام الثقة السياسية خاصة بين المتقاربين سياسيا هو خطر كبير يؤدي الى تعثر العمل السياسي.كما ان انعدام الثقة على المستوى المؤسسي يؤدي الى تآكل الأداء العام وانعدام مشروعيته، وهو بالتالي خطر يداهم مجتمع الدولة.فقبل طرح تلك المشاريع لنتحدث بصراحة عما نريد فلقد سئمنا التدليس المحبوك بالمتناقضات السياسية.

ضد
الثقة والمصداقية السياسية لا تبنى من العدم وإنما من تركة سياسية مرتهنة باختبارات سياسية يمتحنها الواقع. في الواقع الكويتي كان هناك الكثير من الاختبارات التي سقط من فشل فيها وفاز من نجح منها. الآن يبقى علينا تشخيص الناجح من الفاشل، ولا نقف عند حد ذم أو وصف الكل فذلك من قبيل البهتان.

د.عبدالله يوسف سهر
sahar@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
878.0175
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top