مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

مناسبة جيدة للإصلاح السياسي

حسن علي كرم
2012/07/08   11:28 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الصراع الدائر على الساحة السياسية ظاهره خدمة الوطن وحقيقته التشبث بالكرسي


للسياسة وجه كوجه العاهرة؛ فالعاهرة تتحدث عن الشرف والطهارة كما القديسة في محراب الصلاة، والسياسي يتحدث عن النزاهة والاصلاح والشرف ناعتاً خصومة بالفساد و«الحرمنة» والكذب وهو ربما يكون اكثر من خصمه فساداً و«حرمنة» وكذبا. لذلك، عندما ندعو الدينيين إلى تجنب الخوض في غمار السياسة – فلأننا نبرئ قداسة الدين من دنس السياسة.
على الساحة السياسية الكويتية في الظرف الراهن ثمة صراع محموم، هذا الصراع ظاهره الاصلاح وخدمة الوطن وحقيقته صراع مصالح والتشبث بالكرسي، واذا كان محور الصراع هو الكرسي الذي تكمن به المصالح والوجاهة ومنافع اخرى، ولكن الخاسر الاكبر هو الوطن والمواطن.
دعونا نفهم ماذا يدور على الساحة السياسية، والعهر السياسي الذي يتقن ممارسته بعضهم بلا خجل او حياء مستغلين طيبة المواطن وسمو اخلاقه..
المعركة او الصراع لم يبدأ على ذريعة حكم المحكمة الدستورية الموقرة القاضي بإلغاء انتخابات مجلس (2012) وعودة مجلس (2009) وهو الحكم الذي كان بمثابة سهم انطلق الى نحور من كانوا يظنون انهم امتلكوا المجلس وامتلكوا الحكومة وامتلكوا الدولة، وانهم يستطيعون ان يفعلوا مايشاؤون.
لكن الله قد اركسهم بما كسبوا جراء غرورهم وغفلتهم، واذا كان الصراع ليس على ذريعة حكم المحكمة وانما يسبق على ذلك بسنوات سابقة وبمجالس امة سابقة حيث تعارض المصالح وحيث سباق الكرسي وكسر العظم..
الدور الآن على المواطن، فإلى متى يكون هذا الوطن الجميل والكريم مصلوباً على مذبحة العهر السياسي؟ والى متى يستمر الصبر على زمرة من السياسيين كل بضاعتهم الكذب والتدليس وسوق الاتهامات من غير دليل؟ الى متى يبقى الوطن والمواطن اسيرين لزمرة من المتمصلحين واختلاق المشاكل وتهديد امن واستقرار الوطن الاجتماعي والتنموي..؟!!
ان على المواطن الا يكون اداة سهلة يوظفها هؤلاء لضمان كراسيهم واستمرار مصالحهم، فالساحة الآن هي للمواطن والمعركة معركة المواطن، والوطن ينتظر من المواطن الواعي والمخلص ولله الحمد توخي الوعي والاخلاص وان يكون صخرة صلبة في وجه تلك الزمرة الكاذبة التي استغلت الجماهير الطيبة وسهلة القياد لتخويف السلطة وتأجيج الفتنة وشق صفوف المجتمع الآمن المسالم.
لعل اسقاط المجلس غير الدستوري فرصة جيدة للمراجعة وتحديد العلل وتعيين الحلول بغية الانتقال للمرحلة التالية، فلا يجوز الدوران في حلقة مفرغة الذي استمررنا عليه منذ سنوات، فالعالم يتغير ونحن ايضا علينا ان نتغير، وما كان مقبولاً قبل سنوات لم يعد مقبولاً الآن، فالكويت تنعم باستقرار اجتماعي قلما وجد نظيره في بلدان كثيرة، فلا هنالك ازمة مواطنة ولا هنالك ازمات بين المواطنين، واذا كانت ثمة ازمات فهي من صنع ومن اختلاق مجلس الامة، فكل ازمة تحدث يكمن وراءها نائب.. ومن هنا السؤال كيف نعالج هذه العلة (علة الازمات النيابية) وكيف نصحح الوضع السياسي الفاسد..؟!!
لقد جربت ثلاثة نماذج من الدوائر الانتخابية وكل نموذج كان الأسوأ من الآخر. اذن فإحد اسباب الفساد والازمات يكمن في خطأ توزيع الدوائر الانتخابية وهذا مايقتضي توزيعاً جديداً للدوائر، فهل عقمت عقولنا حتى نعجز عن ايجاد البدائل واصلاح الدوائر الانتخابية؟!!
وتالياً ان الذين يطعنون بمجلس (2009) هم الذين تضرروا من ابطال مجلس (2012) وفي مقدمة هؤلاء كتلة العمل الوطني والجماعات الاسلامية، فهل ترتهن البلاد بيد حفنة من المتضررين ومن نواب اسقطت عضويتهم، وعودتهم للمجلس قد تكون مستحيلة، ولعلي هنا استشهد باثنين من السياسيين، الاول هو السياسي والرمز التاريخي الدكتور احمد الخطيب الذي كتب مقالتين نشرتا في (جريدة القبس) حيث دعا في المقالتين مجلس (2009) الى اصدار قانون في شأن استقلال القضاء وقانون في شأن هيئة مستقلة للانتخابات.
واما الثاني فهو الاستاذ الدكتور محمد عبدالمحسن المقاطع الذي لم يشأ ان يكرر في مقالات متعددة الى عدم دستورية الدوائر الخمس وحذر من الطعن بها لدى المحكمة الدستورية، من هنا نعتقد ان الدعوة بحل مجلس (2009) او التشكيك بعدم دستورية قبل استئناف جلساته هو تخويف في غير محله، فالمجلس محصن بحكم دستوري وعودته يجب ان تكون لاستئناف اعماله، كما لو كان مجلساً دستورياً قائماً طالما لا يوجد مبرر او خلاف بين السلطتين يقتضي الحل..
ان على الحكومة وتحديداً رئيس الوزراء ألا ينجر خلف مايسمى بالاغلبية النيابية، فهذه الاغلبية الورقية قامت على الفوضى وخرق القوانين والتلاعب بالدستور.
فليكن لرئيس الوزراء موقفاً بديلاً وبعيداً عن تلك الزمرة الانتفاعية.

حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
323.01
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top