مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بدون رتوش

نبيها في حب الوطن

نجلاء عبدالعزيز خليفة
2012/07/07   11:28 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

ما نحن مقبلون عليه هو خريف يريد أن يسقط أوراق المحبة بفروع الوطن وجذوره المعطاءة


منذ ان أصدرت المحكمة الدستورية حكمها التاريخي ببطلان المجلس الحالي وعودة مجلس 2009 بدأت الشائعات تروج لرغبة الحكومة في تغيير الدوائر الخمس الى عشر ومنها انطلقت شرارة أغلبية المجلس المبطل والتي كانت تنتظر من يشعل الفتيل المنغرس في وقود الألم الناتج عن صدور الحكم الذي أفقدهم مقاعدهم وأغلبية أصواتهم التي كانت في طريقها للسيطرة على البلد وجعلتهم يعتقدون أنهم قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى خططهم المرسومة بدقة للتحكم في الدولة وتغيير نظامها ليناسب أهواءهم السياسية المتمردة، وعدنا من جديد نسمع أصواتهم تتعالى وتتوعد في ساحة ارادتهم التي يريدون فرضها على ارادة الشعب ولكن هذه المرة لم يستطع هؤلاء ان يعودوا لتمثيل دور الوطني المحب لبلده وأفقدهم غضبهم السيطرة على أنفسهم فخرجوا لساحتهم عراة من المنطق وتركوا خلفهم عباءة القبيلة ولحى الدين ليظهر ما كان يخفونه من تشوهات معيبة لأي منتمٍ لهذه الأرض، وأصبح من الواضح ان أبعادهم تعدت المجلس وكرسي التوزير الى حدود الحكم وادارة الدولة واسقاط الشرعية الدستورية، فهم يطمعون اليوم في اخذ الجمل بما حمل اذ لم يعد يكفيهم ان يسيروا في القافلة، ومازالت آمالهم متمسكة بطرف الحلم تحاول ان تجذب معها من يسايرها ولذلك نراهم يحاربون من أجل دوائرهم الخمس ضد حكومة تريدها عشراً، وبغض النظر عما يريده الطرفان فهذا يضعنا أمام حقيقة واحدة ألا وهي أهمية صوت أفراد الشعب الذي من أجله تعقد الندوات ويحتشد المعارضون وتجتمع الحكومة، ولكن تلك الحقيقة التي يعرفها كل سياسي محنك يسعى للوصول الى هدفه مازالت غائبة عن أذهان الكثير من أبناء الوطن ممن يبيعون أصواتهم أو يتخلون عنها بارادتهم أو بجهل منهم لقبيلة أو طائفة أو حزب فتذهب لمن لا يستحق ويحرم منها من يستحق، وبكل أسف جهلنا بتلك الحقيقة لم يجعلنا نأخذ من الربيع العربي سوى هتافاته وتغاضينا عن العامل الحقيقي في نجاح تلك الثورات وهو صوت الشعوب التي أرادت ان تغير من معاناتها ارادة حقيقية، وبسبب هذا الجهل أصبحنا اليوم نقف أمام مفترق طرق، طريق فئة لديها ارادة واصرار ولكن نحو أهدافها الشخصية ومبتغاها لنفسها، وطريق يحملنا لاكمال مسيرة ابتدأها بناة الوطن وحماته فاما ان نلغي ارادتنا وننساق وراء ارادة من يريدون ان يسيرونا بحسب أهوائهم مضحين بدماء الشهداء التي سالت من أجل تحرير الوطن وأبنائه من كل من يريد السيطرة عليه واما ان نختار طريقاً لأنفسنا نرتضيه لأبنائنا ونورثه لأحفادنا مستكملين به ما ابتدأه الأجداد الذين بنوا هذا الوطن بسواعد الخير وقلوب مخلصة لم تعرف يوماً حبا يعلو على حب الوطن، ومن يظن أننا أمام ربيع عربي فليعلم أنه ربيع للشعوب التي عاشت في القهر والظلم والفقر وما نحن مقبلون عليه هو في الواقع خريف يريد ان يسقط أوراق المحبة التي تربطنا بفروع الوطن وجذور أرضه المعطاءة ويفرغنا من النعمة التي أنعم الله بها علينا، ان صوتنا اليوم نقطة فاصلة بين بقاء الكويت وبين ضياعها تلك حقيقة لا مناص منها، فأيهما ستختارون يا أبناء الكويت المخلصين؟!

نجلاء عبدالعزيز خليفة
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
268.0103
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top