مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

نورونا يا مشايخ

د.شملان يوسف العيسى
2014/08/25   10:43 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

دول المنطقة لاتزال منقسمة في سياساتها ضد الإرهاب الذي يطوقها


أكدنا مرارا وتكرارا في هذه الصحيفة على أهمية ابتعاد رجال الدين عن التدخل في السياسة لأن السياسة فيها مراوغة وكذب وخداع.. تطمح لتحقيق المصلحة بينما الدين بعيد عن كل ذلك، مشايخ الدين في الخليج والوطن العربي اصبحوا يزجون بأنفسهم في الشأن السياسي ارضاءً لحكوماتهم والمثال الصارخ على ذلك هو ما نشرته جريدة «الخليج» الإماراتية يوم السبت 23 اغسطس الحالي.. ففي الصفحة الأولى نشرت الصحيفة ان الشيخ صالح بن حميد امام الحرم المكي قال في خطبة الجمعة «ان الارهاب صنيعة استخبارات دولية وإقليمية وندد بالصمت العالمي على القتل والابادة الجماعية في فلسطين المحتلة وسورية والعراق».
وفي الصفحة 22 من نفس الصحيفة خبر عن اجتماع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المنعقد في مدينة اسطنبول التركية حيث تم انتخاب الشيخ يوسف القرضاوي رئيسا للاتحاد لفترة 4 سنوات جديدة، ونددت الصحيفة الاماراتية بهذه الخطوة واعتبرت هذه الخطوة استمرارا لخروج الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن دوره الديني المفترض من خلال تدخل رئيسه في الشؤون السياسية والشعبية لدول المنطقة وتطاوله وتماديه بالاساءة الى قادتها وشعوبها بهدف احداث حالة من البلبلة والارباك فيها متخذا من الاعلام القطري والتركي واراضيهما منطلقا لافتراءاته وهذيانه المتواصل والمجرد من كل الادبيات والاخلاقيات لبث سموم الزيف والحقد لدول المنطقة.
واضح جدا من قراءة الخبرين في نفس الصحيفة ان ما يعبر عنه مشايخ الدين لا صلة له بالدين.. بل هو يعبر تعبيرا واضحا وصادقا عن صراع دول الخليج وتذبب مصالحها.. دول الخليج مع الاسف مازالت لا تملك رؤية استراتيجية خليجية مشتركة لكيفية التعامل مع الغرب وكيفية التصدي والاستعداد للمتغيرات المتسارعة في المنطقة خصوصا بعد تمدد نفوذ «داعش» في المنطقة وانخراط الشباب الخليجي في العمل الجهادي مع الدولة الاسلامية، حيث استنفرت دول العالم اجمع لمحاربة «داعش» في شمال العراق وربما تنتقل الملاحقة الى سورية.
ما يخيفني فعلا ان دول المنطقة لاتزال منقسمة وغير موحدة في سياستها وفي محاربة ظاهرة الارهاب الاسلامي الجهادي الذي يطوق المنطقة.
تصريحات امام الحرم المكي باعتبار الارهاب صنيعة استخبارات دولية واقليمية.. ربما يكون صحيحا في السابق.. لكن لم يوضح لنا من هم الدول والتنظيمات والافراد الذين اصبحوا اداة في يد الاستخبارات وزجوا بأبناء الخليج للعمل الجهادي في افغانستان والشيشان وكشمير والبوسنة والهرسك والآن في العراق وسورية.. الجميع يعرف بان دول الخليج هي الحاضنة للارهاب من خلال الفكر الاقصائي المتطرف والتمويل وتزويد دول العالم بالجهاديين من شبابنا.. لماذا لا ننقد ذاتنا ونعترف بقصورنا.. لمعالجة هذه الظاهرة.. والحد منها؟!
تصريحات امام الحرم المكي تأتي في الوقت الذي تعجز فيه الدول العربية والخليجية عن محاربة الارهاب والحد من نفوذ «داعش» لتدخل الولايات المتحدة اخيرا وتعلن فيه واشنطن ان معركتها مع «داعش» طويلة وتؤكد أن الولايات المتحدة تعتبر «داعش» أخطر مجموعة ارهابية واجهتها خلال السنوات الاخيرة وحذرت من ان الشرق الاوسط يواجه معركة طويلة الامد لالحاق الهزيمة به ولا يجب الاكتفاء بمحاربته في العراق وسورية ايضا، انه لامر مؤسف ومخجل ان تختلف دول الخليج في مواقفها وتحرض مشايخ الدين ضد اخوتهم في الدول الخليجية وحلفائهم في الغرب، نحن شعوب المنطقة نشعر بالغرابة في بلداننا تائهون لا نعرف أين تتجه حكوماتنا في حربها ضد الارهاب الذي يهدد بقاءنا.. يا حكام الخليج اتحدوا فالمخاطر القادمة أكبر مما تتصورون.

د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
349.0122
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top