مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رؤيتي

التعليم رهان التغيير القادم

د.سلـوى الجسـار
2014/05/16   10:11 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



يمثل التعليم اليوم أهم المقومات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة حيث محورها رأس المال البشري والذي يمثل غاية وهدفاً في برامج السياسات العامة لأي دولة. ان عمليات الاصلاح التي نتطلع اليها اليوم وتمثل مطلب كل مواطن ومسؤول على كافة المجالات التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي لا يمكن ان تحدث وتأتي بشكل صحيح وفعال الا من خلال رؤية وبرامج عمل ملموسة تشترك كل الجهات والمؤسسات بكافة أنواعها في نظام الدولة والمجتمع.لذلك هذه المسؤوليات يجب ان تعي ان قيادة التغيير والاصلاح يجب ألا تكون بعيداً عن مواكبة التحولات المجتمعية التي نشهد التغيير فيها بشكل مستمر. بقراءة مؤشرات برامج التنمية البشرية على الصعيدين المحلي والعالمي نجد ان رهان التغيير الذي نتطلع اليه لا يكون الا من خلال التنمية الانسانية والتنشئة الاجتماعية التي تعمل بهدف احداث التغيير المطلوب.
ان مؤسسات المجتمع المختلفة من أسرة ومدرسة واعلام وأندية وجمعيات نفع عام وغيرها تسهم في وضع نوعية مؤشرات صناعة الانسان ولكن تظل مؤسسات التعليم والأنظمة التربوية المسؤول الأول عن تقديم كل ما هو متطور لمسايرة التطورات العالمية ولكن اذا ما فحصنا واقع التعليم المدرسي والجامعي نجده مازال يسير في الاطار التقليدي الذي يقدم التعليم في أساليب التلقين والحفظ من خلال الحشو والتكرار وانعكس ذلك على طبيعة محتويات المقررات الدراسية التي ركزت على المعلومات والمعرفة على حساب المهارات وتنمية الاتجاهات والقيم لذلك فقد ظلت الأنظمة التعليمية عاجزة عن مسايرة واقع المتعلم اليومي ومجريات الأحداث الجارية ولم تهتم في تقديم التعليم المبدع والمبتكر الذي يسمح بالحوار والنقاش وتبادل الآراء.
اليوم أصبحت مدارسنا وجامعاتنا تقدم التعليم الاستهلاكي الذي يمنح المؤهل الدراسي شهادة تضع درجات كمقياس لاجتياز المرحلة التعليمية ولكن لا تعكس مستوى علميا واقعيا وملموسا في مؤسسات سوق العمل، فتخّرج جيلا اتكاليا غير منتج غير مبدع الا القلة منهم.وهذا ما نسمعه كل يوم في عدم الرضى على مخرجات التعليم.
ان رهان التغيير المطلوب لن يكون الا من خلال اعادة النظر في الأنظمة التعليمية والسياسات التربوية التي تنظر الى المتعلم أنه محور التعليم بالتطبيق والابتكار وليس بالتنظير والكلام المستهلك.فبداية التطوير بهدف الاصلاح والتغيير يكون من خلال مؤسسات اعداد المعلمين حيث البرامج ومحتواها وطرق التدريس والأنشطة والخبرات العملية المبكرة المقدمة لمعلم المستقبل ونوعية قيادات هذه المؤسسات.ثم الجهة التي تشرف على تنفيذ التعليم وهي وزارة التربية وما تتضمنه من المدخلات والعمليات التي تحتاج الى اعادة غربلة وتقويم شامل للنظام العام الذي تدار به عملية صناعة القرارات التعليمية والبرامج الدراسية والارشادية والتأهيلية وطرق التدريس وأساليب التعليم ومستوى الهيئات الاشرافية والادارية التعليمية والتربوية.ان قرار انشاء المركز الوطني للتعليم وهيئة الاعتماد الأكاديمي يحتاج الى اعادة توصيف العديد من القرارات والسياسات التربوية حتى تعمل هاتان المؤسستان في مبادرة الاصلاح من أجل التغيير المطلوب.
ولكن يظل اصلاح التعليم مسؤولية الجميع كل في موقعه فتحقيق التنمية الشاملة لن يكون بقرار فردي أو مصالح مؤقتة بل في رؤية وبرنامج عمل محدد يتابع ويحاسب فيه كل مسؤول.

د. سلوى الجسار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
460.0042
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top