مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

المفهوم الرأسمالي للإسكان

د.شملان يوسف العيسى
2014/04/20   11:25 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

تلعب آلية العرض والطلب دوراً رئيسياً في تحديد اتجاه السكن أو الإيجار


التجارب الانسانية مع قضية الاسكان تختلف من دولة الى اخرى حسب طبيعة النظام الاجتماعي والسياسي لكل دولة ففي الدول الرأسمالية مثلا تلعب آلية السوق (العرض والطلب) دورا رئيسيا في تحديد اتجاه السكن والايجار اما في الدول الاشتراكية فتلعب الدولة الدور الرئيسي في تحديد الاولويات بالنسبة للسكن.
لدينا تصور خاطئ في الكويت بان المشكلة الاسكانية هي مشكلة محلية تعالج من خلال الحكومة ومجلس الامة لكن مشكلة الاسكان وارتفاع الاجور اصبحت مشكلة عالمية.. ويكمن الاختلاف حول آلية الحل لهذه المشكلة المعقدة. في الولايات المتحدة نشرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء 10 ابريل الحالي خبرا عن تفاقم ازمة الايجار والسكن في الولايات المتحدة حتى اصبح الايجار في المدن الامريكية الكبرى بعيدا عن متناول الطبقة الوسطى الامريكية.
ما هي المشكلة؟ ترتبط المشكلة بارتفاع الايجار باسعار جنونية ليس في مدن مثل نيويورك وسان فرانسيسكو وفي كالفورنيا بل امتدت المشكلة لتشمل %90 من المدن الامريكية حسب تحقيق الصحيفة. فمعدل الايجارات في المدن اخذ يلتهم %30 من معدل دخل الفرد الامريكي فمعدل الايجارات في مدينة كبرى مثل شيكاغو ارتفعت فيها الايجارات من %21 الى %31 وفي مدينة نيواولينز تضاعفت الايجارات من %14 الى %35 في الفترة من عام 1985 - 2000.
ففي دراسة اجرتها جامعة هارفارد اوضحت ان نصف المستأجرين في المدن الامريكية ينفقون %30 من دخلهم على ايجار السكن وقد انخفضت من %38 عن عام 2000 ويعود سبب الانخفاض في الايجارات الى آلية السوق فالمواطنون بدأوا يعزفون عن البحث عن سكن جديد مما تسبب في انخفاض الايجارات لكن الاقتصاديين يؤكدون بان الطلب على ايجار السكن سيعود للارتفاع بنسبة %4 هذا العام رغم ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة واكدت الصحيفة ان اعلى معدل لارتفاع الايجارات موجود في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا حيث ارتفعت الايجارات بمعدل %43 بالنسبة لدخل الافراد. معاناة الطبقة الوسطى الامريكية وصلت الى قمتها فالمدرسة سمنتا التي مضى عليها 11 عاما بالتدريس براتب مقداره 41 الف دولار سنويا وهو راتب ضئيل تدفع ثلث معاشها المتواضع للايجار.. هذه الازمة الطاحنة دفعت الشباب الامريكي سواء الرجال او النساء للجوء الى المشاركة في السكن والايجار.
هذه الازمة دفعت الطبقة الوسطى الى تخفيض الانفاق على المواد الاستهلاكية والغذائية والاكل والمشروب وغيره.
هذا الوضع دفع الرأسماليين والمختصين في مجال السكن والعقار الى بناء شقق وبيوت جديدة خصوصا شقق الديلوكس (المتميزة).. كما اتجه اخرون الى بناء الشقق المنخفضة الايجار.. حسب الطلب عليها وقد ترك امر التوسع الاسكاني للولايات والمدن الصغيرة وبلدياتها. فالمسؤولية تقع عليهم في توفير السكن للراغبين في الايجار او شراء السكن المناسب. الدراسة اكدت بان من الافضل شراء بيت مناسب ودفع قيمته بالاقساط المريحة بدلا من دفع 1/3 الدخل على الايجار.. تكمن المشكلة هنا في عدم توفر الاموال للبنوك لاقراض المواطنين.
ما هو الدرس اعتقادا من التجربة الامريكية مع الاسكان؟ اول الدروس هو ان المشكلة الاسكانية ليست خاصة بالحكومة الفيدرالية او المحلية على مستوى الولايات. فمهمة توفير الاراضي مسؤولية الحكومات.. وبعدها ينتهي دورها بعد ان توزع الاراضي حسب الحاجة والتخصص - مسكن صناعي - تجاري الخ وتأخذ الضرائب المطلوبة على القطاع الخاص.. وهنا يحق للمواطن ان يختار ما يشاء شقة او فيلا حسب دخله الفردي.. المهم تستطيع ان تشتري منزلا بامريكا مساحته اكثر من 5000 باسعار تقل عن 100 الف دينار.. بينما نحن ارض بمساحة 500 سعرها اكثر من نصف مليون دينار (مليون ونصف دولار) بسبب احتكار الاراضي.

د.شملان يوسف العيسى
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
711.0093
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top