مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طرف الخيط

محمد أحمد الراشد.. ومجلة «المجتمع»

خليل علي حيدر
2014/03/08   10:36 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



من اغرب الشخصيات الصحافية التي عملت لفترة طويلة في الكويت في مجلة بالغة الاهمية، دون ان يعرف احد الاسم الحقيقية لهذا الكاتب، هو الاستاذ «محمد احمد الراشد» الذي تولى لسنوات ولايزال سكرتارية وتحرير مجلة «المجتمع»، الصادرة عن «جمعية الاصلاح الاجتماعي» في الكويت، والناطقة باسم جماعة «الاخوان المسلمين».
والاسم الحقيقي للاستاذ «الراشد»، كما تقول «الشبكة الدعوية» في الانترنت، هو «عبدالمنعم صالح العلي الغَزِّي»، وهو عضو قديم بارز في حركة الاخوان المسلمين العراقية، ومن مواليد بغداد 1938/7/8 حيث انضم لحركة الاخوان في العراق في مايو 1953.
وتقول الشبكة ان «الشيخ الراشد»، او «الاخ عبدالمنعم صالح العلي الغزي»، خرج من العراق الى الكويت عام 1972، «حيث انشغل في الكويت بالعمل كمحرر في مجلة المجتمع التي تصدرها جمعية الاصلاح، ثم انتقل الى الامارات وعقد دورات كثيرة فيها ودروساً، واستفاد من دعاتها وشبابها.. وما زال الشيخ حتى الآن يتنقل بين ماليزيا واوروبا وغيرها من الدول يلقي الدروس والمحاضرات، ويحيي فقه الدعاة وينشر العلم الشرعي».
لم يكن الداعية المربي «صالح العلي» مجرد صحافي عابر، فهو في الحقيقة ابرز المفكرين والمنظرين الحزبيين لجماعات الاخوان المسلمين في الكويت والدول الخليجية والعراق، حيث اعتاد كتابة مقالات تنظيمية حزبية في المجتمع لسنوات ممتدة، جمعها فيما بعد في عدة كتب وكراريس ابرزها «المنطلق»، و«العوائق»، و«المسار»، و«الرقائق» وغيرها، نشرت بعضها «مؤسسة الرسالة» في بيروت عام 1993، ولا شك انها طُبعت مرارا بعد ذلك، كما انه عاكف الآن، كما تقول الشبكة، على وضع كتاب في خمسة اجزاء بعنوان «موسوعة معالم تطور الدعوة والجهاد»، الى جانب ثلاثين رسالة من «مواعظ داعية».
الموضوع المحوري في رسائل «الداعية عبدالمنعم»، تجذير التربية الحزبية للاخوان المسلمين وتعميق ولائهم للحركة، وهذا ما يمكن معرفته من مواضيع وعناوين كتبه مثل العوائق، الرقائق، المنطلق.
فيقول في المنطلق، في الطبعة رقم 17 من الكتاب عام 1997: «ان العالم الاسلامي اليوم لا يحتاج لحل مشكلته الى انتقال جمهور جديد من المنحرفين والغافلين الى التمسك بالاسلام، بمقدار ما هو بحاجة سريعة الى توعية المتمسكين به، وبعث هممهم وتعريفهم طريق العمل وفقه الدعوة». (ص6).
ويقول: «ان هذه الدعوة والله لهي شأن الرجال حقا، الذين يضم سربهم كل مقدام، اما اهل الحذر والهلع من الصدام وعقباته، فليس فيهم الا رويجل. فمن ثم كان ابن تيمية يكثر تقريع الخائفين من الصالحين». (ص206).
ويقول: «حقيقتان بازغتان تصفان الداعية المسلم دوما: لا الارض تحده، ولا العذاب يرهبه، انه يعمل ان هاجر وطرد، لا يعشق ترابا، ولا يضيق ضمن حدود، أوْهَمَ الاستعمار انها حدودهم، ويتآخى مع كل بني الانسان، واذا شنق كان هبوط الحبل به علوا ينقله الى منزل جميل كريم» (ص222).
«محمد احمد الراشد» كثير الاستشهاد في كتاباته بابن تيمية وسيد قطب والمودودي، وهو عميق الاحساس بالمرارة من الدعاة لانهم لا يفهمون الدعوة كما ينبغي ويقعون ضحايا للدنيا والغفلة ومشاغل الحياة، اخطر مقالات «عبدالمنعم العلي» السياسية والحزبية نشرها في مجلة حزبية اخوانية ربما كانت محدودة التداول واسمها «العين» يبدو ان «العين» كانت للقيادات الاخوانية فحسب، فلم اجد اعدادها للبيع في المكتبات والمعارض، وقد وجدت المجلد الذي يحوي العددين الاول والثاني من هذه المجلة في احدى المكتبات بعمّان في الاردن.
في المجلة مقالات وتقارير اخوانية عديدة عن غزو صدام للكويت فماذا قال الراشد في هذه القضية وكيف نظر فيها عام 1990؟
من مقالات المجلة مثلا «احتلال العراق للكويت في الموازين الشرعية».
ويقول فيه: «اختلف الدعاة والعلماء في فهم احتلال العراق للكويت، وافترقوا الى مؤيد لصدام فيما فعل، والى رافض تبلغ به ردة فعله الى تسويغ استقدام الجيش الامريكي، والجيوش الكافرة الاخرى، وفي الموقفين من الخطأ المتعاكس ما هو واضح».
ويرفض الراشد الاحتلال، ويدعو العالم الاسلامي الى التدخل لانقاذ الكويت «لان الجيوش الغربية في عداد المشركين من الناحية الشرعية»، والاستعانة الكويتية والخليجية لم تكن بأفراد المشركين والكفار»، بل «بجيوش كثيفة هي في عددها اكثر من جيوش المسلمين»، واضاف حول وجود نساء في هذه الجيوش: «بل مع رجال الكفر الزواني، يزنون بهن ويدفع لهن من اموال المسلمين على ارض المسلمين، فضلا عن احتواء هذه الجيوش لعدد كبير من اليهود من مواطني دول الغرب».
ويقوم الراشد بإحصاء «اخطاء الكويت» التي تسببت في قيام صدام باحتلالها فيقول:
«فمن خطأ الكويت او باطلها التقتير المالي ازاء العراق بعد ان انهكته الحرب مع ايران، ومن خطأ الكويت اصرارها على امتلاك حقل الرميلة الجنوبي الذي هو امتداد طبيعي لحقل الرميلة الشمالي العراقي، ومن خطأ الكويت كذبها في اعلامها الدفاعي بادعائها الاعتداء على الاعراض من قبل العراقيين، ومن خطأ الكويت وحكومات الخليج كلها ايجادها الفرقة الاجتماعية والتحدث في وسائل الاعلام وكأن كل العراقيين قد اجرموا».
ولكن الراشد يؤيد مطلبا خطيرا من مطالب صدام فيقول: «من حق العراق حقه في شريط ساحلي دفاعي تجاه ايران في بعض جزيرة بوبيان، ولدينا معلومات بان هيئة الاركان في الجيش الكويتي كانت قد اقرت في دراسة لها منذ قبل الحرب العراقية الايرانية بهذا الحق للعراق واوصت الحكومة بمنح التسهيلات له، ولكنها لم تفعل».
فهل يستطيع الجيش الكويتي تأكيد او نفي ما يقوله «الراشد» في هذا المقال؟
ويبدي الراشد، او الاستاذ الداعية عبدالمنعم اسفه من «ان موقف الاخوان المسلمين في الاقطار غير موحد»، ازاء احتلال الكويت ما مصير الكويت بعد الاحتلال؟ وهل امريكا صادقة في وعودها؟
قال الراشد في تفكير استراتيجي: «الغالب انهم – اي الجيش الامريكي – سوف لا يهجمون هجوما بريا، تجنبا لمقتَلَة عظيمة تنتظرهم عند الالتحام، ولذلك قد يطول بقاء الكويت بيد العراق، ولا يضير امريكا ان تتعامل مع صدام اذا آل امره الى ضعف بعد ضربه وتأديبه، ولذلك قد تهديه الكويت وتُقرّه على احتلالها، من اجل بقاء الاستثمارات الكويتية في يدها، ومن اجل اعطاء مبرر دائم لوجودها، ومن اجل التضييق على الحركة الاسلامية العالمية كلها وحرمانها من التمويل الكويتي والخليجي». (مجلة العين: سياسية، فكرية، تربوية، منهجية، محمد احمد الراشد وآخرون، الجزء الثاني، بدون تاريخ، ربما اواخر 1990، ص356-347 يبدو ان مجلة العين موجودة على الشبكة الالكترونية).
لقد توقع «محمد احمد الراشد» ضم الكويت الى مملكة صدام حسين الى الابد، وان الموقف الامريكي كلام في كلام، ولكن الراشد عاد بعد التحرير الى مبنى جمعية الاصلاح فوجده سليما، والى مكاتب «مجلة المجتمع» فاذا بها قد سلمت من الدمار، فلم تقع «المقتلة العظيمة» التي توقعها، ولا قام الامريكان بإهداء الكويت لصدام حسين، كل توقعاته وتنبؤاته.. كانت في غير محلها!
هل اعتذر الراشد فيما بعد عن سوء ظنه؟
ما يمكن ان يقال عن مقالات اخرى في نشرة «العين» كثير، وبحاجة الى مقالات تابعة، اذ يبدو انها كانت تشكل جوانب من موقف الاخوان من ازمة احتلال الكويت عام 1990.

خليل علي حيدر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1921.0065
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top