مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

لا بوادر للتسوية

د.شملان يوسف العيسى
2014/02/16   08:32 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

طرفا المفاوضات كل لديه أجندته الخاصة ويحاول فرضها على الطرف الآخر


اقترحت روسيا مشاركة دبلوماسيين روس وامريكيين في المفاوضات في جنيف 2 لتحقيق تقدم بعد تعليق جلسة مشتركة بين وفد الحكومة والمعارضة السوريين في مفاوضات السلام الجارية في جنيف، بعد ان رفض مندوب النظام الانخراط وقبول مناقشة تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات وهو الامر الذي كان وفد المعارضة طلبه من المبعوث العربي والدولي المشترك الاخضر الابراهيمي.
وتجدر الاشارة على توافق نادر بين الجانبين بإعلان الحكومة استعدادها لمناقشة اقتراح المعارضة بطرد المقاتلين الاجانب من البلاد.
يبدو ان طرفي المفاوضات في جنيف ذهبوا الى جنيف وكل منهم لديه أجندته الخاصة ويحاول فرضها على الطرف الآخر فالنظام لا يريد التنازل عن السلطة ويريد استمرار الاسد فيها مهما كان السبب بينما تطمح المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية في سورية بدون وجود الاسد.
استمرار الحرب الاهلية في سورية يعني عدم قدرة الطرفين على ايقافها والتفاوض على حل المشكلة سلميا، فتأكيد المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي على عودة القضية الى مجلس الامن يعني صعوبة التوصل الى حل بدون اتفاق الدول العظمى عليه.. روسيا لا تريد التعاون مع مجلس الامن ولا تريد اصدار بيان من المجلس يدين سورية ومعاملتها للابرياء من المدنيين.. روسيا تؤخر التوصل الى حلول سلمية، لأنها تتصور أن باستطاعة النظام حسم المعركة لصالحه وقد زودت روسيا سورية بالاسلحة كما تدعم ايران وانصارها سورية بإمدادها بالمقاتلين.
الامر المؤكد بالنسبة لنا هو ان الحسم العسكري لصالح النظام لن يحدث بسبب اتساع رقعة العنف الذي تمارسه السلطة مما ادى في المقابل لاتساع حجم المقاومة الشعبية التي كانت سلمية في بدايتها ثم تحولت الى مقاومة مسلحة للرد على همجية الارهاب والعنف الذي يمارسه النظام، استمرار الحرب الاهلية فتح الابواب لدخول جماعات جهادية مختلفة من جهة على المعارضة وتدخل ايران وانصارها من شيعة العراق ممثلة بلواء أبو الفضل العباس وتدخل حزب الله اللبناني لدعم النظام.. دعم روسيا لنظام الاسد يعود الى تحولها من سقوط النظام مما يعني اضعاف ايران وفقدان روسيا لمصالحها في آسيا بعد خروجها من افريقيا وامريكا اللاتينية، القيادة الروسية لا تزال تؤمن بأن حل المشكلة في سورية يكمن في بقاء الاسد والضغط على اقطاب المعارضة لقبول العمل معه لمنع التطرف الديني وبذلك تتحقق مصالح روسيا في المنطقة بدون ان تأخذ في الاعتبار مطالب الشعب السوري الذي ثار من اجلها وهي تحقيق الديموقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان.. روسيا لا تكترث كثيرا لمعاناة الشعب السوري اليومية مع هذا النظام الدموي، الخوف كل الخوف ان تستمر الحرب الاهلية السورية لعدة سنوات دون ان يحقق أي طرف انتصاراً عسكرياً وقد تمتد آثار الحرب للمنطقة ككل وتستمر معاناة الشعب العربي السوري المأساوية دون ان يتحرك الضمير العالمي لوضع حد لهذه الكارثة.

د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
326.0096
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top