مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة الوطن

أوقفوا العبث في الدوائر الانتخابية

الوطن
2012/07/29   08:43 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



نعم أيها الإخوة الكرام، اوقفوا العبث فوراً في الدوائر الانتخابية، اوقفوا الصوت العالي في التفاهم واستعيضوا عنه بصوت العقل والمنطق والحوار الراقي.
العبثية هي في فرض وجهة نظر دون الأخرى، وكلكم تعلمون ان التعديلات الكبرى تحتاج الى قدر عال من الشعور بالمسؤولية وإلى حالة خاصة من التفاهم المشترك والتعاون والاقتراحات البناءة، وآخر ما تحتاج اليه التعديلات الكبرى التهديد والوعيد والصراخ ليل نهار بشكل يومي لا يقطعه شيء، لا اعياد ولا رمضان ولا مناسبات وطنية!
لقد خضنا في الكويت التجربة سابقا، وجربنا الدوائر الخمس التي وعدتمونا بها وبخيرها الوفير على الكويت والنهضة التي ستكون مثل البلسم الشافي لجراح الكويت فور اقرارها.
اخذتم الدوائر الخمس بذراعكم وليس بالتفاهم، بتهديداتكم وليس بالاقتناع، باخافة الحكومة وليس بالتعامل المسؤول معها باعتبارها شريكاً اساسياً في القرار الكويتي كما ينص الدستور.
اليوم.. من حقنا وحق الجميع التساؤل.. ماذا جنينا من ذلك التعديل حتى اليوم؟.. هل جنينا شيئا مما وعدتمونا به؟ ليتكم تجيبوننا بصدق مع أنفسكم قبل الصدق مع الناس الذين وضعوا ثقتهم المطلقة فيكم.
استذكروا رجاءً كل تلك الوعود، استرجعوا الحالة المثالية التي حاربتم «علنياً» لأجلها، والله أعلم بالنفوس وما فيها.
واليوم من حقنا عليكم ان نسأل ومن واجبكم تجاهنا ان تجيبوا.. ما الذي حصدناه من تلك الحرب الضروس، وما الذي جنيناه من تعديل فرض فرضا.
الطائفية بلغت اوجها بشكل لم نشهد مثله من قبل لا أيام الثورة الايرانية ولا ايام الحرب العراقية الايرانية ولا ايام حرب اسقاط صدام الملعون.
الفئوية، هي ايضا في اسوأ حالاتها في الكويت اليوم، اما القبلية فحدث ولا حرج، ها هي اليوم تنمو وتترعرع بكل ما يصاحبها من عصبية نهانا عنها ديننا الحنيف.
التوتر صار شعارا دائما في الكويت لا ينقطع، والتذمر صار هو الاصل بين الناس، اما الفرحة والبسمة فقد صارت عزيزة ونادرة.
المجالس النيابية تتعثر، وتحول دورها الى حالة دائمة من الاحتقان والتوتر والتهديد في الصراع المتواصل مع الحكومة، اما التنمية وبناء الكويت واستثمار الانسان.. فمؤجل لما بعد المعركة التي لا تنتهي.
الوزراء.. يتساقطون الواحد تلو الآخر، والحكومات تترنح ومهما صارت مطيعة خاضعة للنواب بالحق او بالباطل.. مصيرها الضرب.
اليوم.. هل يملك احد منكم ان يزعم ان الكويت في وضع مثالي يجب ان يحرص الجميع على ديمومته واستمراره؟.. هل يملك احدكم الجرأة ليقول اننا في الوضع الذي طالما تمنيناه لبلادنا!
لنعترف ايها الاخوة الكرام ان الكويت صارت بيئة حاضنة لكل الامراض الاجتماعية والدينية والسياسية، ولنعترف ان الاستمرار اكثر في هذا الوضع لن ينتج الا دمارا وخرابا، واعداما لما بقي من مساحات المودة والحب بين ابناء الشعب الواحد.
الآن، وكأننا لا نتعلم من أخطائنا، ما لنا نعيد نفس اجواء التوتر والتصعيد والتحدي والاستعداء والمكابرة عبر الاصرار على المضي قدما على ذات الطريق وذات الاسلوب، متذرعين بالتشكيك في النوايا وتخوين الانفس، مع استمرار التعبئة والتهييج لتحريك الشارع والتهديد به آملين من ذلك سحب السلطات الدستورية من السلطتين التنفيذية والقضائية للاستئثار بكل السلطات والسلطان لجهة واحدة، وضمان إعادة الانتخابات بنفس التقسيمة التي جربنا نتائجها.
نعلم أن من حقكم أن تعملوا للنجاح والعودة إلى البرلمان، ولكن من حق الكويت عليكم أن تهدأ وتستقر وتنمو، ولنفكر سوياً.. ماذا لو خضعت الحكومة للتهديدات وأُعيدت الانتخابات بالنظام المشكوك في دستوريته، ثم قُدِّم طعن في النظام وقضت المحكمة الدستورية بعدم دستوريته، وهو الرأي المرجح حسبما قرأنا وسمعنا من.. وعن كل من الدكتور محمد الفيلي والدكتور محمد المقاطع والدكتور عادل الطبطبائي والدكتور خليفة الحميدة، عندها ماذا سنقول.. وماذا ستقولون؟؟... وكيف سنبرر ذلك للمواطنين؟.. أم سنواصل درب «التنمية الصوتية» تاركين الكويت وأهلها يدورون في الحلقة المفرغة؟.
أيها السادة الكرام..
نقولها ختاماً، نعم.. لا للعبث في الدوائر الانتخابية، لا لتجميد الوضع دون قطع الشك باليقين والتأكد من سلامة الوضع الانتخابي، افعلوها بهدوء ورقي، ولنتحاور في جو صحي سليم افتقدناه منذ سنين.

«الوطن»
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
752.0015
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top