مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

الديموقراطية العصبية

د.شملان يوسف العيسى
2012/02/06   01:30 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

على الحكومة أن تتعامل مع الواقع الجديد بمنظور مختلف


على الرغم من كل المحاولات التي بذلتها الحكومة لتعديل مسار الديموقراطية الكويتية ومنع الاحتقان السياسي بين السلطتين باتخاذ خطوات باستقالة الحكومة وحل مجلس الأمة والدعوة الى انتخابات جديدة الا ان المشاكل التشريعية الجديدة التي جرت يوم الخميس 2 فبراير 2012.. حيث شارك في الانتخابات حوالي %60 من الناخبين وجاءت نتيجة التغيير في المجلس الجديد حوالي %50.
الانتخابات كانت مفاجأة للجميع ليس فقط بنسبة التغيير التي حدثت.. بل بتحقيق المعارضة فوزاً ساحقاً وصل فيه عددهم ما بين 32-28 عضواً من 50 وحققت جماعات الاسلام السياسي من السنة ويمثلهم الاخوان المسلمون والحركة السلفية انتصاراً باهرا بفوز حوالي 20 عضواً منهم يشمل المستقلين الذين يتعاطفون مع التيار الديني- اما الشيعة فقد خسروا مقعدين وتقلص عددهم في المجلس الجديد الى 7 بدلاً من 9 في الانتخابات السابقة.. اما القبائل فقدر عدد نوابهم بـ 12 نائباً والليبراليون تقلص عددهم الى 5 اعضاء بدلاً من 8 والمستقلون لديهم 4 مقاعد فقط.
الانتخابات الكويتية على الرغم من قربها من ثورات الربيع العربي منحت الوطن فرصة لاختيار الافضل لكن يبدو ان نسبة كبيرة من الناخبين يحتكمون بالفطرة الى انتمائاتهم القبلية والطائفية والعائلية مما يدل على عدم ترسيخ المفاهيم المدنية لديهم.. فالانتخابات لم تشهد تحالفاً مدنياً او تحالفاً حسب البرامج يدعو لترسيخ قضايا التنمية والحداثة.. فالقبائل تمسكت بمرشحي القبائل وجاءت بعض الاسماء الجديدة لكن معظم النواب القدامى الذين يشكلون المعارضة عادوا الى المجلس الجديد.
حقق الاسلاميون الشيعة نتائج طيبة على الرغم من خسارة عضوين منهم حيث فاز 5 من الشيعة المرتبطون بمرجعيات مختلفة واثنان فقط لديهم خط وطني ليبرالي.
الانتخابات الجديدة افرزت عناصر شبابية جديدة كلهم من الرجال ولم تحقق المرأة الكويتية هذا العام اي نتائج.. منذ خسرت جميع المرشحات اللاواتي نزلن الانتخابات وعددهن 23 امرأة ويعود سبب خسارتهن الى زحف التيار الديني اما السبب الآخر فهو تخاذل المرأة الكويتية عن مساعدة اختها المرشحة ولم تصوت النساء للنساء على الرغم من حقيقة ان النساء الكويتيات المسجلات للتصويت يفوق عدد الرجال بأكثر من 30 الف صوت.. فشل النساء ليس ظاهرة كويتية.. بل ظاهرة عربية فقد منيت المرأة في مصر في الانتخابات الأخيرة بخسائر كبيرة لكن الوضع في تونس افضل حالاً.
واستحوذت القضايا المحلية على الحملة الانتخابية حيث ركز المرشحون على تردي الخدمات من تعليم وصحة وطرق واسكان وغيره.. وركز المرشحون على جماعاتهم وانتماءاتهم الضيقة لكسب الاصوات.. فالتركيز لبعض المرشحين على مصالح القبائل والطوائف والعوائل.. لكن نواب المعارضة ركزوا في حملتهم على الحكومة وطالبوا بالشفافية والقضاء على الفساد في الاجهزة الحكومية كما طالبوا بمحاكمة النواب السابقين الذين تسلموا الرشاوى من الحكومة كما طالبوا بمعالجة قضايا الشباب والبطالة مع التعليم والصحة وغيرها..
نتائج الانتخابات جاءت مفاجئة للجميع بما فيها الحكومة التي عليها ان تتعامل مع الواقع الجديد بمنظور مختلف عن السابق!.. اذ ان عليها اجراء اصلاحات جذرية وتحديث اداراتها لارضاء المعارضة بكل شرائحها واحزابها وانتماءاتها العقائدية واخيراً نرى بأن انقضاء شهر العسل الذي قد يمتد الى ما بعد الصيف القادم.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
411.0086
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top