

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 05:56 توقيت الصلاة الظهر 11:36

مقالات

A A A A A

طرف الخيط

حرام.. يابوكو حرام!

خليل علي حيدر

2012/02/01

12:50 ص

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

حرمت العمل بالأجهزة الحكومية وأعضاء المجموعة لايختلطون حتى مع السكان المسلمين

بعد كينيا والصومال، ومن قبل ذلك مصر والجزائر والمغرب، جاء دور ديار الاسلام في نيجيريا لتنضم الى الركب، وتتجرع ضربات «المجاهدين» من «جماعة بوكو حرام»، التي تسمى كذلك «طالبان نيجيريا»، وغزوات التفجير المتوالية، «بهدف تطبيق الشريعة الاسلامية في نيجيريا وانشاء امارة اسلامية». وقد تكونت هذه الجماعة من طلبة متشددين تركوا الدراسة، واقاموا قاعدة لهم في قرية «كاناما» «بولاية «يوبه»، شمال شرق البلاد عام 2002، على يد سياسي نيجيري يدعي محمد يوسف بهدف «تطبيق الشريعة الاسلامية بصورة صحيحة واقامة مجتمع اسلامي خالص في عموم نيجيريا» ويبدو ان هذه التفجيرات المتوالية مجرد مقدمة «جهادية» لقيام ذلك المجتمع!
اسم الجماعة الرسمي، وهذا هو المدهش، «جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد». واشتهرت باسم بوكو حرام التي تعني «التعليم الغربي حرام»، لان كلمة «بوكو» تعني بلغة الهاوسا «التعليم الغربي». هذه الحركة لاتخفي هويتها، حيث اعلنت في 2009/8/16 التحاقها بتنظيم القاعدة، كما انها توالي بشكل اساسي حركة طالبان الافغانية، وقد قتل زعيم الجماعة محمد يوسف في 30 يوليو 2009، بعد ان ألقي القبض عليه في عملية مطاردة شاركت فيها مروحيات عسكرية راح ضحيتها نحو 600 قتيل، وكان قتله في اثناء محاولة فراره من السجن. وتولى الزعامة بعده «أبو بكر شوكو»، ثم اصيب، فتولى الجماعة «مامان نور»، وهو شاب في الـ 35 من العمر عاد أخيراً من الصومال، وتقوم ايديولوجية هذه الجماعة، كما يقول تقرير في الشرق الاوسط 2012/1/20، على فكر «السلفية الجهادية». وهي ليست ضد تعاليم الغرب او التعاون معه، بل ضد التعامل مع اي نظام لا يطبق الشريعة الاسلامية، واولها الحكومة النيجيرية، حيث حرمت الجماعة العمل في الاجهزة الحكومية للدولة، كما ان اعضاء هذه المجموعة لايختلطون حتى مع السكان المسلمين في نيجيريا، فضلاً عن قيامهم باغتيال كل من ينتقدها من رجال الدين الاسلامي!
وهذه كلها ملامح للسلفية الجهادية عرفناها خلال نشاطهم الدموي في العراق، حيث كانوا يغتالون أئمة مساجد السنة ويفجرون تجمعات الشيعة ويصرحون علناً باحتقارهم لسنة العراق وشيعته معاً، وكانوا في العراق ونيجيريا – ولايزالون - من دعاة اقامة الدعوة بالمفخخات وبناء الدولة باصابع الديناميت والالغام!
تقرير الصحيفة يضيف ان مؤسس «بوكو حرام» القتيل «محمد يوسف»، كان يعيش حياة باذخة. وفي حوار مع البي بي سي BBC، قال يوسف انه «يرفض التفسير العلمي للكثير من الظواهر الطبيعية مثل ان البخار هو سبب نزول المطر، ونظرية التطور، وان الارض كروية، باعتبار ان كل ذلك مخالف لتعاليم الله وتعاليم الدين الاسلامي». وكان يرى كذلك ان العلوم التجريبية والبحتة والتطبيقية حرام ينبغي تجنبها!
الجماعة مدت نشاطها التفجيري منذ فترة الى المسيحيين النيجيريين، فاستهدفت الكنائس في 25 ديسمبر 2011 خلال صلوات عيد الميلاد. ثم اعقبت ذلك الهجوم بست هجمات خلف اكثر من 80 قتيلا، معلنة مسؤولية الجماعة عن معظم تلك الهجمات. ثم قامت بهجمات اخرى على الكنائس، حيث صرح «ابو القعقاع» ان الهجمات الاخيرة «هي احدى نتائج انتهاء المهلة التي اعطيناها للمسيحيين لمغادرة المناطق التي يشكلون فيها اقلية». ومن المعروف ان عدد السكان في نيجيريا نحو 150 مليون نسمة منقسمين بين مسلمين في الشمال ومسيحيين ووثنيين في الجنوب.
شعبية جماعة بوكو حرام في ازدياد، يقول التقرير بسبب «سياسات الحكومات النيجيرية المتعاقبة على الحكم والتي تستخدم العنف والشدة المفرطة تجاه الحركات السياسية المناوئة لها .. وبسبب عمليات القتل البشعة والخارجة على القانون والتي ارتكبتها الشرطة النيجيرية في حق اعضاء الجماعة». كما ان المسلمين يقولون، كما يضيف التقرير انهم «يتعرضون للاضطهاد وانهم لا يعينون في المناصب المهمة في الدولة ولا يمثلون فيها».
ولكن مثل هذه الحجج رائجة في دول عديدة، حيث تقتل التنظيمات الجهادية في احيان كثيرة المسلمين انفسهم باسم الدفاع عن مصالحهم. وما ذنب الجمهور البريء في العراق وافغانستان وباكستان ونيجيريا، كي يفتك به ويقتل بالمئات في دور العبادة والاسواق، انتقاما من مواقف وسياسات حكومية؟ الا يستطيع نحو 80 مليون مسلم نيجيري تحقيق اهدافهم السياسية والاجتماعية باساليب «الربيع العربي» مثلا؟.

خليل علي حيدر

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

270.009


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة