مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

هل يستقر العراق؟

د.شملان يوسف العيسى
2012/01/22   11:56 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

مطلوب من النخبة توحيد صفوفها والابتعاد عن الشحن الطائفي أو القومي


بدأت الاجتماعات التمهيدية في العراق لعقد المؤتمر الوطني الموسع الذي يحضره الرؤساء الثلاثة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان مع حضور ممثلين عن كل كتلة مشاركة في العملية السياسية. ويأتي عقد هذا المؤتمر بعد ان شهد العراق ازمة سياسية حادثة وصلت إلى أوج حدتها بعد قرار مجلس الوزراء العراقي بمنع وزراء القائمة العراقية من ممارسة مهامهم في وزاراتهم والتلويح بعرض اعترافات جديدة لعدد من عناصر حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المطلوب للقضاء بتهمة الارهاب.
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد انه رغم مساعيه الحثيثة لوضع الديموقراطية الجديدة في العراق على الطريق الصحيح لاتزال التحديات قائمة فلا تزال العملية السياسية والعلاقات بين مختلف الاحزاب السياسية في طور التطور وهنالك خلافات جوهرية لاتزال تحيط بالتكوين السياسي للدولة العراقية واكد ان هذا يمكن حله عن طريق مزج وتوسيع صلاحيات المحافظات مع الالتزام في الوقت ذاته بوحدة الدولة .. كما دعا المالكي الى حل المنازعات المتعلقة بالدستور بالطرق السياسية.
زعيم القائمة العراقية المعارضة الدكتور اياد علاوي طرح 3 خيارات في حال فشل المؤتمر الوطني المقرر عقده للخروج من الازمة السياسية من بينها تسمية رئيس وزراء جديد بدلا من نوري المالكي واقترح ان يقوم التحالف الوطني لتسمية رئيس وزراء جديد بدلا من نوري المالكي قادر ومؤهل لادارة شؤون البلاد يعاونه وزراء بعيدون عن المحاصصة السياسية الطائفية مع ضرورة وجود معارضة نيابية لا تقل شأنا وفاعلية عن الحكومة.
اما الخيار الثالث فهو العمل على تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تستند الى اتفاقيات اربيل كاملة لتأسيس منظومة دولية مؤسساتية ووضع مشاريع لعراق مزدهر يكون موضوع فخر وجيشاً محترفاً مهاباً واجهزة امنية تساعد المواطن ولا ترهبه.
لماذا تفجرت الاوضاع الامنية والسياسية بعد رحيل اخر جندي امريكي من العراق..؟ ولماذا بدأت حملة الاتهامات الحكومية ضد نائب الرئيس العراقي الهاشمي ونائب رئيس الوزراء المطلك؟ خصوصا وان الاتهامات جاءت عبر شاشات التلفزيون وسرد تفاصيل المؤامرة .. الصراع السني – الشيعي بدأ منذ دخول القوات الامريكية للعراق قبل ثماني سنوات .. لكن ما ازعج رئيس الوزراء فعلا هو مطالبة السنة في العراق بالحكم الذاتي في اقليم فدرالي في مناطقهم بدلا من الحكومة المركزية وهذا ما قرره الدستور العراقي.
منذ تولي المالكي رئاسة الوزارة في العراق عام 2006 عمل على توطيد سلطته ونفوذه ونجح في اقصاء اعدائه، ومن يخالفه من الشيعة مثل وزير الداخلية السابق جواد البولاني ووزير الدفاع السابق عبدالقادر العبيدي في حكومة 2010 تولى المالكي مسؤولية وزارتي الدفاع والداخلية ووزارة امن الدولة (الامن القومي) وبحكم منصبه يسيطر على وحدات خاصة مسؤولة امامه فقط من مكتب مكافحة الارهاب الذي يشرف على قوات العمليات الخاصة .. واليوم ترسخ نفوذ المالكي الذي اصبح ابرز زعيم في العراق واصبح يهيمن على الجيش والشرطة وكل المؤسسات الامنية.
العراق اليوم امام محنة حقيقية بسبب الانقسامات وفشل حكومة الشراكة الوطنية .. ماذا يمكن لدول الجوار العربي فعله لمساعدة العراق لتخطي ازمته؟ وهل يقبل العراق بأي وساطة اقليمية خصوصا بعد ان ساءت العلاقات العراقية – التركية بسبب اتهام العراق لرئيس الوزراء التركي بالتدخل في شؤون العراق المحلية .. كما ان العراق ليس في علاقة طيبة مع السعودية بعد ان اتخذ العراق موقفا مؤيدا للرئيس السوري بشار الاسد رغم معاداة العراق ورئيس وزرائه لحزب البعث الذي مطلوب من النخبة العراقية توحيد صفوفها والابتعاد عن الشحن الطائفي او القومي .. فالعراق يمكن ان يكون مثالا للدولة المدنية التي يمكن ان تتعايش فيها كل الطوائف والعقوبات والاديان دون اي مشكلة اذا تمت اعادة الاعتبار الى دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع مهما كانت انتماءاتهم العرقية والدينية والقومية.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
415.0084
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top