مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

معلم على الصدمات قلبي..قصة مهاجر

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/11/30   10:15 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

نتمنى وضع دراسة مستفيضة لقادم الأيام حتى لا نصل إلى مرحلة استفحال المشكلة


يعيش مهاجر عراقي في السويد منذ عدة سنوات، هروبا من الأنظمة الاستبدادية المتوالية، البعثية والطائفية، وأدخل أبناءه المدارس الحكومية هناك، التي تستوعب المهاجرين واللاجئين، وتعاملهم معاملة المواطن.
ومن لطائف الصدف، ان ولده كان من أوائل المتفوقين دراسيا، وقررت ادارة المدرسة تنظيم رحلة لهم الى البرازيل مدفوعة الثمن، وطلبت ادارة المدرسة من الطلبة جوازات السفر لاستخراج تأشيرة دخول.
بعد عدة ايام اتصلت مديرة المدرسة على الأب العراقي، وطلبت مقابلته شخصيا، ولما حضر اليها، أخبرته وملامح الحزن تملؤها، بأن السفارة رفضت اعطاء ابنه تأشيرة بسبب جوازه العراقي، وأكدت عليه عدم اخبار ابنه لكي لا ينصدم وتتعقد طفولته، ورجته ان يعطيها فرصة لحل الاشكالية لتجنب صدمة الطفل!! غادر الرجل مكتب المديرة وهو يضحك، ومستغرب من ردة فعل المديرة فائق الرقة والعطف والحنان، وهي لا تعلم ان الشعب العراقي يعيش قاعدة «معلم على الصدمات قلبي»، لدرجة انه لما عاد الى المنزل، أخبر ابنه مباشرة دون تردد، ويبقى الطفل عربي المنشأ..«معود على الصدمات قلبه».
بعدها بفترة، اتصلت مديرة المدرسة على الأب وطلبت حضوره، فلما وصل قابلته بابتسامة عريضة، بعكس المرة الماضية، ثم مدت يدها اليه، وأعطته جواز سفر سويدي لابنه! انبهر الرجل من الصدمة وعُقد لسانه، فبادرته المديرة قائلة: لقد قمت شخصيا بمخاطبة رئيس الوزراء بخصوص ابنك، فوافق على منحه الجواز السويدي، لتجنب الصدمة النفسية التي سيتلقاها الطفل، والتي قد تنعكس على شخصيته عند الكبر! قصة حقيقية نقلها لي احد الأصدقاء، عاشها ذلك المواطن العراقي، الذي لم ولن ينس هو وابنه وأسرته هذا الاهتمام الكبير، وسيظل طول عمره حبه وتقديره لهذا البلد، هذا ان لم يستقر به، وينتقل ولاؤه اليها.
واستذكرت وانا اقرأ هذه القصة، جالية كبيرة تعيش بيننا بوضع مأساوي، وهي الجالية السورية، فقد أصبح تجديد جوازاتهم أشبه بالمستحيل في الأوضاع الحالية، وبالتالي أصبحت اقاماتهم معلقة، ومن ثم علاجهم وتعليمهم ومعاملاتهم، وقد تفضلت بلادي مشكورة - كما سمعت - بعدم التدقيق كثيراً على هويات الجالية السورية، وممارسة التكافل الانساني في العلاج، وهذا امر طيب.
وأتمنى وضع دراسة مستفيضة بهذا الشأن لقادم الأيام، حتى لا نصل الى مرحلة استفحال المشكلة، او تعقدها وتراكمها، وان توضع لهم خطة استيعاب شاملة، بدءا من البطاقة الأمنية والصحية، ومروراً بالمرورية والتعليمية والوظيفية والزواجية والميلادية..وغير ذلك، وانتهاء بالوفاة، الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، قبل ان يحبط الشعب السوري بأكمله ! ولعلنا لا ننسى موقف الشعب السوري فترة الاحتلال العراقي، واستيعاب الكويتيين في مدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم، ومعاملتهم معاملة المواطن السوري وأكثر، وتبقى الكويت بلد الخير للجميع.
٭٭٭
معلم على الصدمات قلبي
ربيته بهمومي وجراحي
جرحي الجديد وين أضمه
ما ضل مكان البيه صاحي
خلي المصايب وحدة وحدة
لا كلهن تصبهن عليه
سووها بيه أقرب الناس
من ياهم احتر واكتب الشر
ما ينوصف همي ال عليه
اضحك غصب وال بيه
بيه ذل العزيز ال بيه غدرتي
ماينوصف همي ال عليه

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
370.0111
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top