مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رحلة.. بين «الصواريخ والمبدأ»

وليد جاسم الجاسم
2014/11/24   11:02 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



فجأة.. وأنا خلف المقود على الدائري الخامس، يممت وجه سيارتي إلى أرض المعارض في مشرف متوجهاً إلى معرض الكتاب خوفاً من أن تنتهي مدته دون أن أزوره كما حدث معي عدة مرات في السنوات الأخيرة، فالأفضل غالباً أن (تفعلها الآن) وتنجز ما تريده دون انتظار وقت آخر ربما لن يأتي.
ومع كل زيارة الى معرض الكتاب، يستعيد المرء شيئاً من ذكرياته.. وصورة من صور الماضي الجميل.. تذكرت عندما كنت صغيراً كم توجهت إلى أرض المعارض بصحبة أبي وإخوتي.. نبحث عما يناسبنا من المعروضات سواء كانت تثقيفية أو بغرض التسلية، فكلها غذاء للعقل في النهاية.
مع عبوري الجامعات الجديدة في مشرف وبلوغي مدخل أرض المعارض، فوجئت بكم من الإقبال والازدحام لم أتوقعه ابداً، خصوصاً وأن الزيارة تمت قبيل ظهيرة يوم من ايام الاسبوع وليست ضمن عطلة!!.. لكن هذا التزاحم أثلج صدري مثلما أثلج صدري وأسعدني هذا الكم الكبير من حافلات المدارس وهؤلاء المعلمين والمعلمات الذين يصطحبون معهم مجموعات من الطلبة والطالبات يجولون معاً في أرجاء المعرض.
وبعد زيارة جناح «دار المبدأ للطباعة والنشر» العائدة لأخينا وزميلنا وصديقنا الأديب مبارك بن شافي الهاجري، اطمأننا خلالها على روايتنا اليتيمة «فانيلا» وهي في عهدة دار المبدأ في طبعتها الثانية، وبعدما ارتشفنا القهوة العربية الفواحة بالهيل والزعفران، قمت بجولة في أرجاء المعرض لالتقاط ما يصلح لمزاجي في القراءة.. وأيضا لالتقاط بعض الصور الذهنية والملاحظات العامة نقارن فيها بين الوضع اليوم في معرض الكتاب.. والوضع في الأمس.
وقد لاحظت أن الغلبة والريادة في عالم الكتب مازالت مسجلة لكتب الطبخ التي يبدو انني يجب ان افكر جديا في خوض عالمها، فهو أطهر وأنظف كثيراً من عالم السياسة بأوساخها. كما تسيطر على الأجواء في المعرض – كالعادة – الكتب الدينية وكتب تخلط الدين بالإثارة وتزعم محاربة السحر والجن والعفاريت!! كما يوجد إقبال على الروايات والكتب «النفسية» في مجالات مثل تقوية الشخصية المهزوزة، وتحليل الشخصيات العدوانية.. و.. كيف تحول نفسك عبقريا.. او مليونيرا بين ليلة وضحاها.. وهلم جراً.
ومثلما تلفت الأنظار كثرة الأجنحة ودور النشر والتوزيع المشاركة في المعرض.. وهو أمر جميل، فقد كان من اللافت جدا تواجد الكثير من «الصواريخ النسائية» من نوعية «أرض – أرض» ومن نوعية «أرض – جو»، تجدهن في أبهى حلة وبكامل أناقتهن.. وجوههن مزدانة بماكياج سهرة.. وليس بماكياج نهار.. وأين.. في معرض الكتاب!!
بعضهن كاسيات.. مهتمات بالاطلاع على الكتب.. وبعضهن كاسيات عاريات حتى لو وضعن غطاء الرأس على شعورهن.. لكنهن في الواقع عاريات، فملابسهن تكشف كل ما يجدر بالمرأة اخفاؤه، وتبرز كل ما يجب على المرأة ستره، وترج كل ما يفترض بالمرأة الحرص على عدم اهتزازه!
أيضاً.. لاحظت أن الكثير من باعة الكتب قد اصابتهم العدوى التي اصابت الغالبية العظمى من الناس.. انها عدوى الهواتف الذكية حيث كانت الغالبية العظمى من الباعة في حالة انشغال بتقليب هواتفها الذكية، ولم ألحظ إلا واحداً فقط يتسلى في قراءة كتاب مفتوح أمامه، بينما هناك آخرون جل اهتمامهم تنظيم الكتب التي يحركها ويقلبها بعض الزبائن من رواد المعرض.
المهم.. انجزت جولتي.. وخرجت بحصيلة لا بأس بها من الكتب أرجو أن اتمكن من قراءتها ولا اضمها الى اكوام ما زالت تنتظر، ولكن.. فيما أنا مغادر المعرض لاحظت امرأة بالغة الرشاقة شديدة الرقة مفعمة بالأنوثة تسير أمامي بجسد يتمايل ذات اليمين وذات الشمال.. مثل غصن البان المستسلم لنسمات الهواء تحركه كيفما تشاء تتحدث هذه الرشيقة الى صديقتها وكلتاهما تنظران بحسرة الى شاشة الهاتف النقال الخاص بكل منهما.. وتقول.. «حسافة .. ما لقينا مشاهير نتصور معاهم اليوم»!!
وكل معرض كتاب والجميع بخير.

رضا الفيلي.. رحيل رائد من رواد الإعلام الكويتي

فقد الجسد الإعلامي الكويتي أمس أحد رواده البارزين ممن كانوا مع الجيل المؤسس للإعلام الكويتي في الزمن الجميل، انه الإعلامي الخلوق رضا الفيلي الذي مارس العمل الإعلامي منذ سنة 1959 وخاض تجربة كبيرة في تلفزيون الكويت مع بداية بثه سنة 1961، وامتدت مسيرته مع الإعلام لم يغادره حتى غادر دنيانا الفانية أمس وانتقل الى ذمة الله.
رحم الله الأستاذ رضا الفيلي وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.


وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
974.9954
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top