منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

منتقى الجمان

2014/11/21   05:35 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
منتقى الجمان



خطاب الكراهية!

الشيخ علي حسن

{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ، يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ، ألَمْ تَرَ الَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ القَرَارُ} (ابراهيم: 29-26).
مَن يتمعّن في حقيقة (خطاب الكراهية) يجده مصداقاً للشجرة الخبيثة، وأصحابُ خطاب الكراهية والمروِّجون له هم مصداقٌ للذين: {بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ} اذ لا ثمرة لهذه الشجرة الخبيثة التي تستهلك نعم الله وتوجّهها في الأحقاد والعدوان وسفك الدماء سوى الدمار.

تعريف خطاب الكراهية:

الإعلان الدولي لحقوق الانسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948 عرّف خطاب الكراهية باعتباره (الخطاب الذي يؤكد دونيَّة شخص ما أو جماعة ما على أساس الانتماء الاثني أو الديني.. الخ).
وفي المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عن الأمم المتحدة عام 1976: (تُحظر أية دعوة الى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكّل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف).

خطر خطاب الكراهية:

منذ عقود، وهناك توجه قانوني وانساني واسع لتجريم (خطاب الكراهية)، لأن هذا الخطاب لا يتوقف عند حد الكلمات، بل يتجاوز ذلك ليمثّل الوقود الدائم لارتكاب الجرائم والحروب، وذلك بحسب طبيعته، حيث يُعتمَد فيه على الترهيب من الآخر، والتحريض عليه، والاعتماد على التشويه واستعمال التعبيرات غير اللائقة.
في راوندا كانت محطة الراديو والتلفزيون الحر (دي ميل كولين) منطلقاً لخطاب الكراهية تجاه قبيلة معينة، وكانت النتيجة ان وقعت الابادة الجماعية، ولقي مليون شخص حتفه عام 1994 بسبب ذلك. وفي 1998 تمت ادانة مسؤولي المحطة من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

خطاب وسطي.. ولكن:

قبل سنوات، وعندما ابتُليت الكويت بمجموعات ارهابية مارست العنف، قامت عدة جهات حكومية بمساعي لتجريم الخطاب التكفيري، وهو من أنواع خطاب الكراهية، ولإبداله بخطاب (وسطي) و(وطني) و(معتدل)..
ولكن الجهد كان منصباً على التكفير السياسي، وأما ما سواه فقد أهمِل، وصُمَّت الآذان عن عشرات الدعوات المخلصة لتنقية المناهج وغيرها، وهذا خطأ كبير، فالتكفير تكفير، وما يصيب المواطنين يصيب الوطن ككل.

خطوة عرجاء:

نعم، حسناً فعلت وزارة التربية بادخال مادة الدستور في المناهج الدراسية، وما أروع العبارات الوطنية والوحدوية التي يتضمنها هذا المنهج.. ولكنها خطوة عرجاء، لأن في منهج (التربية الاسلامية) ما يهدم هذا كله. والفرصة قائمة أمام الوزير الجديد لأن يعيد النظر في هذا الأمر بجدية وبأسلوب علمي.. فالمشكلة أحياناً أنه يتم تشكيل لجنة لتقييم المنهج، وبعض أعضاء اللجنة من حملة الفكر التكفيري والإقصائي! ومن الطبيعي حينئذ ان يخرج التقرير في نهاية المطاف مبرئاً المنهج (الإقصائي) من التهمة المنسوبة اليه.

جريمة الإحساء:

اليوم تَمثل أمامَنا الجريمة التي ارتُكبت في الاحساء خلال اقامة مجلس عزاء حسيني، واخترقت فيها رصاصات الغدر والحقد أجساد تسعة عشر مواطناً سعودياً، وقتلت منهم سبعة.. ومنّا الى اخوتنا في الإحساء كل العزاء والمواساة.
ولكن رُبَّ ضارة نافعة.. فان مظاهر العزاء والتشييع رسمياً وشعبياً واقليمياً عكست حضوراً وطنياً مَهيباً حُمل فيه شعار (إخوان سُنّة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه) لتتوجه بذلك ضربة قاصمة الى مشروع التكفيريين التخريبي الذين تصوّروا أن الأجهزة الأمنية ستتقاعس عن مهامها، وذلك لحضور العنوان المذهبي.
ولكن يبقى ان نؤكد على ان هذه الجريمة ليست وليدة صُدفة، ولا نتاج لحظة طيش أو تغرير، ولا هي محدودة في اطار بلدٍ خليجي دون آخر.. هذه الجريمة نتاجُ خطابِ كراهيةٍ مستمر منذ عقود.

المجد السريع:

ومما يدفع نحو المزيد من خطاب الكراهية أنه صار مصدراً من مصادر النجومية والمجد السريع، فمَن أراد ان يُحقق المال والشهرة، فإن التحريض كفيل بنقله في وقت قياسي الى وسائل الإعلام والاتصال وليضعه في مصاف نجوم الدعاة والمشايخ. عشرات الكتب تُطبَع، والكثير من دعاة الكراهية يُجلبون الى البلاد محمَّلين بأجنداتٍ خاصة تريد أن تجعل من الكويت دار بوار.. ونتطلع الى اليوم الذي تُتَّخذ فيه كل الإجراءات القانونية والتعليمية والتربوية والإعلامية التي تقضي على خطاب الكراهية من أيّ كان ومن أيّ مذهب أو فئة، ليفكّر أصحابُ النفوس المريضة ألف مرة ومرة قبل ان ينطقوا بكلمة تحرّض على هذا أو ذاك.

alwalaa@alwalaa.com



===========


تراث للحياة

عندما ندرس تراث الإمام زين العابدين عليه السلام العلمي، وندرس الأسماء التي أخذت عنه، والتي استفادت من علومه، نرى فيما يعدّده المؤرخون من هذه الأسماء، انها الأسماء البارزة في ثقافة تلك المرحلة، التي لازال المسلمون يعيشون على مائدتها، ومنهم (الزهري) و(سفيان بن عيينة) و(نافع) و(الأوزاعي) و(مقاتل) و(محمد بن اسحاق) المؤرخ المعروف.
ويقول الشيخ المفيد إنه روى عنه الفقهاء ما لا يحصى كثرة، فهذه الأسماء مقارنة بالتراث الكبير الموجود في كتب التاريخ والتفسير وكتب الفقه والموعظة، تدلنا على ان الإمام كان يغذّي الحركة العلمية في وقته في مختلف نواحي الثقافة في ذلك العصر، وقد ذكر المؤرخون أنه ما من كتاب ألّف في الموعظة إلا وفيه حديث لعلي بن الحسين عليه السلام، لأنه كان يتحدّث في هذا الجانب من الثقافة الإسلامية بشكل كبير وواسع، ومن هنا، فإننا نتمثّل فيه شخصية الإنسان الإمام الذي كان العلمُ يشغله، وكانت الثقافة الاسلامية بكل تنوعاتها تمثّل خط النشاط والتعليم والتوجيه والتركيز فيما ينطلق به... ولذلك، وإزاء هذه الحقائق، ندعو الى قراءة الإمام علي بن الحسين في تراثه الفقهي والتفسيري والوعظي والتاريخي، لأن ذلك يمكن ان يمثل لنا حجم الحركة الثقافية التي تحرك بها الإمام آنذاك.

كنز الصحيفة السجادية:
وعندما نقرأ الجانب الثاني من تراثه، وهو الجانب الدعائي، فإننا نجد أن الصحيفة السجّادية الكاملة بلغت من الوثاقة والشهرة المستوى الذي لا يحتاج الإنسان أن يبحث في سندها، وان دراستنا لهذه الصحيفة ستكشف لنا أنها تتحرك في دعاء، اذا قرأه الإنسان يتعرّف من خلاله الى صفات الله تعالى، بحيث يشعر وهو يدعو ربه أنه يتحرك في خط المعرفة لله، من خلال المفردات الموجودة في الدعاء، تماماً كما يتحرك مع الله من خلال الروحانية التي ترتفع به الى الله في حالة الدعاء.
فإذا انتقلنا من ذلك وقرأنا دعاءه الذي يتحدث به عن الملائكة، هذه المخلوقات الغيبية الخفية التي لا نعرف عنها شيئاً، نرى ان هذا الدعاء يدخل بنا في مجتمع الملائكة، لنتصوّرهم في أشكالهم وفي وظائفهم وفي مهمّاتهم وفي عبادتهم، حتى لتشعر من خلال كل هذه الكلمات كأنك تعيش معهم، وقل الشيء نفسه عندما يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن حديثه عنه في دعائه يختصر كل حركة رسول الله في الدعوة، وكل جهاده وكل نشاطه، وكل آلامه.
ويتحدث بعد ذلك عن أهل بيته وعن صحابته، ثم ينفذ الى الزمن لينطلق بالإنسان الى الدعاء في الصباح وفي المساء، ليعرّف الإنسان كيف يبدأ صباحه ليكون صباحاً إسلامياً منفتحاً على كل قيم الإسلام التي لابد من أن يملأ بها يومه، وأن يكون مساؤه مساء إسلامياً ينفتح على كل ما يريد الله للإنسان ان يتحرك به في علاقته بالزمن وبحركة الواقع المستقيم والمنحرف وفي حركته مع الإنسان الآخر. وهكذا ينطلق الداعي مع الله سبحانه وتعالى عندما ينزل به كرب وتعرض له محنة، ويتحرّك مع الله عندما يتذكر محاسن الأخلاق ومساوئها، ثم ينفتح في هذا البرنامج الأخلاقي الذي يمثل كل الخطّ الأخلاقي الإسلامي في مفرداته ودعائه في (مكارم الأخلاق)، ثم ينطلق الى الناس ليدعو لأوليائه وجيرانه وعائلته وأهل الثغور، فتشعر بأن هذا الإمام العظيم يعطينا الخط الذي يعيش فيه الإنسان مسؤوليته بين يدي ربه، وكيف يفكر بالناس، وكيف يفكر بأولئك الذين يقفون على ثغور (حدود) البلاد الإسلامية، وهم يعيشون رباطهم وجهادهم، ويفكّر بجيرانه ويخطط لك كل حقوق الجيران، ويخطط لعلاقة الإنسان بعائلته وبأولاده وبأبويه، لتستشعر بأنك عندما تجلس بين يدي الله داعياً، فإن عليك ألا تفكّر بنفسك، بل أن تفكّر بكل الناس الذين ترتبط بهم برباط النسب، لتعرف حقّك عليهم وحقّهم عليك، ولتعرف كيف تدعو لهم، وكيف تريد ان يدعو لك، وبالتالي تعرف كيف تدعو لكلّ الناس الذين يتحرّكون في حياتك وفي حياة الأمة كلها.
وعلى كل ما تقدّم، سواه كثير، فإن أدعية الصحيفة السجادية تمثل الثقافة الاجتماعية والأخلاقية والروحية والحياتية، وذلك من خلال انفتاحك بها على الله، فلا يعزلك الدعاء عن الحياة، ولا يبعدك عن الناس ولا عن التفكير بنقاط ضعفك من أجل ان تحوّلها الى نقاط قوة.

===========


صرْفُ البلاء

كانَ مِنْ دُعاء الإمام علي بن الحسين زين العابدين عَلَيْهِ السَّلامُ اذا دُفِعَ عَنْهُ ما يَحْذَرُ، أوْ عُجِّلَ لَهُ مَطْلَبُهُ: (أللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ قَضائِكَ، وَبِما صَرَفْتَ عَنّي مِنْ بَلائِكَ).
كيف يفكر المؤمن اذا تحققت له مطالبه بدفع ما كان يكره، أو جلب ما كان يحب بعد ان يشكر الله عليها؟ هل يعتبر ذلك علامة على الرخاء الدائم والمستقبل المشرق الذي لا اهتزاز في صورته؟ وهل يعتبر أن ما تحقق له هو خيرٌ محض؟ تقدير الأمور بهذه الصورة قد تترتب عليه عدة سلبيات:
1 - الاسترخاء والتهاون، مما يوقعه في محذور نسيان الله ونعمه، والتخلي التدريجي عن حرارة العبادة والدعاء والإقبال على الله. {ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا ان تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد: 16).
2 - لربما كان تعجيل هذه النعمة اختباراً له، ولم يتعامل معها بهذه الصورة، فيفشل في هذا الابتلاء: {قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أأشْكُرُ أمْ أكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَانَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإن رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} النمل: 40).
3 - ولعل الله عجّل له هذه النعمة تقديماً للخير على ما قد يعقبه من الشر الذي قد يستمر طويلاً. {من كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُوراً} (الإسراء: 18).
ولذا فإن الإمام عليه السلام يحذّر في هذا الدعاء مِن مثل هذا الاسترخاء الذي يقع فيه كثيرون، بدلاً من الشكر وتعظيم النعمة المشوب بالتعامل الحذِر مع احتمالات أسباب تعجيلها.
(فَلا تَجْعَلْ حَظّي مِنْ رَحْمَتِكَ ما عَجَّلْتَ لي مِنْ عافِيَتِكَ) فأنا لا أنخدع بالظاهر، ولا أعتبر ان ما تحقق لي الآن في الدنيا علامة على السعادة التامة، فلربما بهذه النعمة أفقدُ الكثير من الخير:
1 - حين أبتعد تدريجياً عنك وأنشغل بما أنعمت به عليّ.
2 - أو حين أطغى وأستكبر من خلال هذه النعمة.
3 - أو حين أوظّفها في ما يُغضبُك.
(فَأكُونَ قَدْ شَقيتُ بِما أحْبَبْتُ، وَسَعِدَ غَيْري بِما كَرِهْتُ) حين استمر البلاء بغيري فصبر، وازداد تعلقه بك، فنال بذلك رضوانك.
بالطبع هذا لا يعني ان يتمنى الإنسان البلاء، بل يعني أنه لو أصيب به، فمن الخطأ ان يجزع، بل يكون راضياً بما أصابه، صابراً عليه، لأنه يرى السعادة في هذا البلاء من خلال نتائجه الإيجابية اللاحقة... وان تخلّص منه، لم ينسَ الله ولم يغفل عن آخرته.
وفي النتيجة، فإن الإمام عليه السلام يطلب من الله ان يختار له ما هو الأصلح من العافية والبلاء، لأنّ مبلغ همِّه ان يكون في أحضان رضوانه، لا في مواقع سخطه. ولذا قال: (وَانْ يَكُنْ ما ظَلِلْتُ فيهِ، أوْ بِتُّ فيهِ، مِنْ هذِهِ العافِيَةِ، بَيْنَ يَدَىْ بَلاء لا يَنْقَطِعُ، وَوِزْر لا يَرْتَفِعُ، فَقَدِّمْ لي ما أخَّرْتَ، وَأخِّرْ عَنّي ما قَدَّمْتَ).
وأنا أدرك يا رب حقيقة ان البلاء في الدينا مهما كان عظيماً، فإنه يبقى محدوداً من حيث الزمن، ومن حيث الأثر، وأما عقاب الآخرة فهو العقاب الباقي الممتد في آثاره الرهيبة، ومن يستطيع ان يصبر على ذلك؟ (فَغَيْرُ كَثير ما عاقِبَتُهُ الْفَناءُ، وَغَيْرُ قَليل ما عاقِبَتُهُ الْبَقاءُ) فمغرور من يجزع من بلاء الدنيا، ولا يجزع من عذاب الآخرة (وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ).




===========

ورحل جرداق

توفي قبل أيام الكاتب والأديب اللبناني جورج سجعان جرداق (2014-1933) عن عمر يناهز 83 عاماً، وهو الذي اشتُهِر بكتابات رائعة عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
كان جورج الصغير يهرب من المدرسة، بحثاً عن عين ماء من عيون السهل الشرقي تلك التي سمي المرج باسمها «مرج عيون»، فينتقي صخرة تحت شجرة تظلله، ليحفظ شعر المتنبي، وفقه اللغة العربية في مجمع البحرين للشيخ ناصيف اليازجي. وعندما اشتكت المدرسة من فراره الدائم، حاول ذووه معاقبته، فتدخل شقيقه فؤاد معللاً: «ان ما يفعله جورج يفيده أكثر من المدرسة». وتشجيعاً له أهداه «نهج البلاغة» للإمام علي بن أبي طالب، قائلاً:«اقرؤه واحفظه».
بعد انتهاء دراسته التكميلية في مدارس جديدة مرجعيون، انتقل جورج جرداق الى بيروت، ليلتحق بـ«الكلية البطريركية» عام 1949، وهي الكلية الذائعة الصيت بتخريج أقدر الطلاب في اللغة العربية وآدابها. في هذه الأجواء، كان من البديهي أن يؤلف جرداق كتاباً في سن مبكرة. في الثامنة عشرة من عمره، ونظراً الى أهمية الكتاب، قرر الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي إدراجه ضمن لائحة الكتب التي يجب على طلاب الدكتوراه في الأدب قراءتها بإمعان.
في عام 1953 بعد تخرجه من الكلية البطريركية، انتقل جورج جرداق الى التأليف والكتابة في الصحف اللبنانية والعربية من جهة، والى تدريس الأدب العربي والفلسفة العربية في عدد من كليات بيروت من جهة أخرى.
وضع موسوعة كاملة عن الإمام علي بن أبي طالب، سمّاها «الإمام علي صوت العدالة الإنسانية»، وتقع في خمسة أجزاء بعنوان «علي وحقوق الإنسان»، «بين علي والثورة الفرنسية»، «علي وسقراط»، «علي وعصره»، «علي والقومية العربية»، ثم أتبعها بملحق كبير بعنوان «روائع نهج البلاغة».
وفي ذلك يقول: (كتبتُ حول الإمام علي بن أبي طالب لأن علياً كان نموذجاً للعدالة، ولأن علياً كان أستاذ عصره وجيله في الحكمة والفلسفة، بل أستاذ الأجيال التي تعاقبت من بعده... لقد عُرض عليّ ان أكتب في آخرين كما كتبت في علي.. لكنني رفضت اذ لم أجد مَن هو أهل بعد علي للكتابة، فعقرت قلمي في أن أكتب لشخص غيره. إن العدالة المتوفرة في علي من عادات عربية أصيلة كحب الخير والمساعدة والنخوة والشهامة والكرم والرجولة والبطولة والفروسية والشجاعة والعدل والإنصاف والثقافة والأدب والفكر والعلم والدين والزهد ومخافة الله وما غير ذلك، كلها أمور تدفعني في أن أتخذ من الإمام علي أيقونة قوميةً عربية أتفاخر بها).


===========

للعبرة والعظة

الشيخ محمد جواد مغنية

كان في المدائن ايوان لكسرى وحاشيته، وكان من عجائب أبنية الدنيا، ومن أحسن آثار الملوك، بناه كسرى في نيف وعشرين عاماً من الرخام، والأحجار الكريمة، وكان فيه من الصور والنقوش ما أدهش العقول، حتى قالت العامة: إنه من صنع الجن لا من صنع الإنس!
وقد حاول المنصور هدمه فعجز، فقيل له: سيتحدث الناس انك عجزت عن هدم ما بناه غيرك! وقد تغن الشعراء في عظمته، وأطال المؤرخون العرب والكتاب الافرنج في وصفه، وتدل آثاره الموجودة الى اليوم على صدق ما قيل عنه.
ولما فتح المسلمون المدائن أخذوا ما فيه، وتركوه لحوادث الدهر، فكان أعرابي اسمه عتّاب العامري يرعى غنيمات له، فإذا جاء الليل آواها في هذا الإيوان، فكانت تصعد الى سرير رخام كثيراً ما كان كسرى يجلس عليه.. فسبحان الذي جعل لكل شيء أجلاً موقوتاً، وأمداً محدوداً، ولا يدوم إلا وجهه الكريم.

===========

المسائل الشرعية

الصلاة. 21

الشك في عدد الركعات: (الشك الذي لا أثر له): وهو الشك الذي لا يضر حدوثه بالصلاة، بل ولا يترتب شيئاً على المصلّي، وهو يتمثل في احدى الصور التالية:
1 - أن يجد المصلّي نفسه يتشهد، ولكنه يشك في أنه أكمل الركعة الثانية وان هذا التشهد لها، أو انه لم يكملها وان ما بدا هو الركعة الأولى، والتشهد الذي هو فيه واقع منه سهواً، فهنا يبني على انه في الركعة الثانية ويتم صلاته.
2 - ان يجد نفسه يتشهد في صلاة رباعية، أو قد أكمل التشهد، مع يقينه بتجاوز الركعة الثانية الى ما بعدها من ركعات، ويشك في انه هل فرغ من الرابعة، أو انه لايزال في الركعة الثالثة والتشهد واقع منه سهواً، ففي هذه الحالة يبني على الرابعة ويتم صلاته، ولا شيء عليه.
3 - أن يكون مشغولاً بالتسليم في صلاة ثلاثية ويشك في انه هل فرغ من الركعة الثالثة، وتسليمه هو المطلوب، أو انه لايزال في الركعة الثانية وتسليمه هذا واقع منه سهواً، فهنا يبني على انه أتى بالثالثة ويتم تسليمه، ولا شيء عليه.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0014
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top