مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

هل ينجح التحالف الإقليمي والغربي في هزيمة داعش؟

أحمد الدواس
2014/09/05   09:53 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



من المعروف ان العلاقات بين الدول لاتحكمها العواطف وانما تقوم على المصالح، ولقد توقعنا في مقالٍ سابق ان يؤدي ظهور الجماعة المارقة «داعش» في شمال العراق وشرق سورية الى دفع الأطراف الاقليمية للالتقاء والاتفاق على مجابهة هذا الخطر، اذ سيكون هناك «تحالف امريكي ايراني سعودي» لقتال تلك الجماعة والقضاء عليها، وهو مايجري العمل به على أرض الواقع الآن، وان يكن التحالف بصفة مؤقتة، الأمر الذي لم يكن أحد يتصور حدوثه من قبل، فعلى سبيل المثال أصبحت البيئة الجيوبوليتيكية مُهيأة للتعاون الأمريكي الايراني، اذ أرسلت امريكا الى العراق بضع مئات من المستشارين العسكريين، وأخذ «فيلق القدس» الايراني الموجود أصلاً في العراق يتعاون مع الامريكيين لتعزيز قدرة العراق في مواجهة خطر داعش، وفي المعارك القادمة ضد داعش سوف تستخدم ايران قواتها البرية، بينما تتولى امريكا القيام بالضربات الجوية بواسطة طائرات بدون طيار، هذا في العراق. أما في سورية فلا تلتقي مصالح البلدين، انما تكون الضربات الجوية اما بطلبٍ من الحكومة السورية أو بالتنسيق معها.
من المعلوم كذلك ان وفاقاً فاتراً قد حدث بين السعودية وايران في مايو الماضي عندما زار وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي جدة لحضور مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي، ولكن بظهور داعش فيما بعد، مع ضعف الحكومة العراقية في التصدي له، تغيرت الصورة الاستراتيجية تماماً فقد اضطر البلدان الى «التقارب المؤقت» لصد هذا الخطر المشترك، فأصبح هناك نوع من «التوافق بين السعودية وايران»، مع حاجة ايران للسعودية من أجل التأثير في القبائل العراقية السّنية. وهكذا، فطالما ان السعودية لاتستطيع بمفردها التصدي لخطر داعش فان المصلحة المشتركة بين السعودية وايران قد جمعتهما معاً في هذه الظروف.
مما يزيد من احتمالات المواجهة العسكرية ضد هذه الجماعة الارهابية الوصف المتداول في السياسة فعندما تصف الدولة، أمريكا مثلاً، حدثاً سياسياً وتقول انها «تنظر بعين القلق» الى الوضع الداخلي في بلد ما، فمعنى ذلك أنها «ستتدخل» في شؤونه، بينما تقوم الولايات المتحدة بحشد الدعم الاوروبي من أجل هذا الغرض، لذلك فمن المحتمل ان يشن التحالف الغربي حرباً ضد داعش، انطلاقاً من أسبابٍ منها «حدة الخطاب السياسي الأمريكي» - لاسيما بعد مقتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي على يد داعش ثم مقتل صحافي أمريكي آخر - الذي ألقاه الرئيس اوباما حول وحشية داعش ووصفه له بأنه «سرطان»، ثم وصف وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل «داعش بأنه يمثل تهديداً للمصالح الأمريكية»، الى جانب تصريحات الحكومتين الامريكية والبريطانية بأنهما ماضيتّين «لمحو داعش من الوجود»، على الأقل لحماية مئات الامريكيين ممن يعملون في أربيل، ناهيك بان داعش تمارس أعمال التنكيل والقتل بحق الآلاف من غير المسلمين.
وفقاً لتحليلات عسكرية غربية قد تستغرق هزيمة داعش مدة طويلة، ربما تمتد لأشهر أو لسنوات قادمة.

أحمد الدواس
aldawas.ahkwt@yahoo.com
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
769.0078
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top