مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الإثنين للإثنين

بين الماء والسراب

د.خالد أحمد الصالح
2014/08/17   09:23 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

ما يضر الناس من فتن وخلافات ليس أكثر من زبد لا منفعة وراءه


الأصل والصورة أو الماء والسراب تعابير تهدف كلها الى توعية الانسان بحقيقة الحياة، نعم حياتنا عبارة عن أصل يعكس حقيقة وجودنا وصورة يجب ان نتغافلها ولا نجعلها تلهينا عن الهدف الاسمى لحياتنا.
عزيزي القارئ، أحيانا لابد ان نبتعد عن حلبة الصراعات التي تحيطنا من كل جانب، خلافات سياسية وفكرية جعلتنا شئنا أم أبينا في دوامة أفكار ومعتقدات تعصف بسكوننا الداخلي، وتفرض علينا الحياة فوق سطح التيار، اننا نعاني من تموجات السيل واضطراب أمواجه.
كل انسان اليوم في عالمنا الواسع يُعاني، فقد تحولت الدنيا بما رحُبَت الى بيت كبير، بيت فيه غرف متلاصقة دون حوائط ولا ستائر، ترى وتسمع كل ما يدور بين الشعوب حال وقوعها.
لم يكتف الانسان بمصائبه وقضاياه وخلافاته، لا لم يكتف بذلك بل أصبح يرى ويسمع ويتفاعل مع كل قضايا العالم، ما أوسع العالم وما أكثر قضاياه! كيف يتحمل الانسان كل ذلك؟
هنا يحفظنا الله بأكبر نعمه الخالدة، كتاب الله، فنقرأ في سورة الرعد ما يكشف عنا غطاءنا ويجعلنا نعرف الأصل ونبتعد عن الزبد، يقول ربنا عز وجل: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال} سورة الرعد آية 17.
انها علامات لطريقنا حتى لا نخلط بين الماء والسراب، أو بين الأصل والصورة، المعيار واضح لا لبس فيه، منفعة الناس، هو الماء النافع وهو الحلية الثمينة، هي اذا حقيقة الحياة، ما ينفع الناس يستحق ان نهتم لأمره فهو الأصل وهو الماء النافع أما ما يضر الناس من فتن وخلافات وصراعات كأمواج الليل فليس أكثر من زبد لا منفعة وراءه أو هو شوائب يضيع عمر الكثير من الناس وهم مشغولون فيها.
الحل اذا أمامنا، علينا ان نلبس عقولنا مصفاة سورة الرعد، لا نهتم الا بالأصل ونتغاضى عن الصورة، نجتهد في الوصول الى الماء غير مبالين بانعكاسات السراب.
الشوائب اليوم مشغول بها جل شعوب العالم، يطفئون نار مشاعر الغضب، يتصارعون ويتقاتلون حتى اذا هدأت العواصف واقترب الأجل منهم اكتشفوا أنهم أضاعوا أعمارهم في سراب، وأنهم انشغلوا بالزبد الرابي فوق سطح الماء عن رؤية الماء الصافي والخيرات في الأعماق.الوقت مضى بهم ولم ينالوا نعمة سورة الرعد.
انها خسارة عظيمة لو لم نميز بين الحقيقة والوهم أو بين الماء والسراب.

د.خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
350.0086
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top