مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

كيفية التعامل مع المتغيرات

د.شملان يوسف العيسى
2014/08/11   09:32 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

دول الخليج أهملت الجانبين الثقافي والتربوي وطرح بدائل مختلفة للشباب


تحتل اخبار التنظيمات الارهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة والاخوان حيزا كبيرا من اهتمام المسؤولين ووسائل الاعلام في دول الخليج العربية رغم القرارات الاخيرة التي اتخذها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمحاربة وملاحقة الارهابيين ولوم رجال الدين على تقصيرهم، ودعمه المالي والمعنوي للجيش اللبناني، كذلك اتخاذ الحكومة الكويتية قرارات جديدة تحد من ظاهرة جمع التبرعات عن طريق الجمعيات الخيرية وجمعيات النفع العام.
ما هي مشكلة دول الخليج مع التنظيمات الاسلامية في بلدانها والتحاق شباب الخليج وتحديدا السعوديين والكويتيين بالعمل الجهادي رغم مواقف دولهم المعلنة ضد الارهاب والتطرف؟ لا ينكر احد ان هنالك خلافا بين دول مجلس التعاون حول كيفية التعامل مع تنامي ظاهرة الارهاب في دول الجوار في كل من العراق وسورية والسودان واليمن والآن يهدد الارهابيون لبنان.. هذا البلد الصغير الديموقراطي المسالم.
دول الخليج اتخذت أخيرا سياسات امنية حازمة في محاولة لمحاربة الارهاب والحد من انتشاره وملاحقة تمويله وجذوره الثقافية والفكرية، لكن كل هذا المجهود لم يحد من ظاهرة تنامي التطرف الديني والانخراط في العمل الجهادي وتكفير المجتمع والدولة. لقد اوضحنا في مقالات سابقة ان الافراط في التركيز على الجانب الامني رغم اهميته لن يحل المشكلة لأن دول الخليج تغافلت واهملت الجانبين الثقافي والتربوي بمعنى طرح بدائل جديدة ومختلفة للشباب بعيدا عن التشدد الديني وفرضه على المجتمع.
دول الخليج تعمدت تكثيف البرامج الدينية في الاعلام والتربية والمساجد وقد نتج عن تلك السياسة شباب متدين متعصب ينفي الآخر ويكفر المجتمع والدولة لان المناهج والخطب ليست معتدلة.
الحقيقة التي لا تريد دول الخليج ولا شعوبها ولا تنظيماتها المدنية الاعتراف بها هي اننا لم نرق الى ما يحدث في المنطقة العربية من احداث دموية وحروب اهلية طائفية بسبب زج الدين في السياسة، لقد حاول الكتاب والمثقفون والاكاديميون والاعلاميون والفنانون المستنيرون في الخليج تحذير حكوماتهم وشعوبهم من خطورة تنامي التطرف الديني وزج الدين بالسياسة لكن لا احد يسمع او يتعظ.. الآن وبعد ان طاح الفأس بالرأس وبدأ داعش والنصرة يهددان لبنان ودول الخليج تحركت هذه الدول.. السؤال، هل تحرك بعض دول الخليج في محاربة الارهاب وملاحقة الارهابيين سيحقق الهدف منه؟
دول الخليج عليها ان تحدد مسارها الجديد وان تتفق على سياسة ونهج جديدين للحد من ظاهرة الارهاب والتطرف الديني، فلا يمكن اليوم الاستمرار بالنهج القديم الذي سارت عليه دول الخليج، فإذا لم تغير دول الخليج سياستها بصورة واضحة وواقعية وعملية فإنها حتما ستسقط من ضربات جماعات الاسلام السياسي مثل داعش والنصرة، وخصوصا ان هذه الجماعات يوجد بينها كوادر شبابية خليجية.
مطلوب من دول الخليج توحيد سياساتها في مكافحة الارهاب بالتنسيق مع الدول الغربية والولايات المتحدة التي لديها رصد واضح ودقيق عن المنابع الفكرية والمالية والكوادر الدينية التي تدفع بالشباب الخليجي للعمل الجهادي.
واخيرا تحتاج دول الخليج الى اصلاحات جديدة تضمن كسب ورضا شعوبها بإشراكهم في القرار السياسي ضمن دولة مدنية ديموقراطية يحكمها القانون والدستور.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
557.0096
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top