مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أنا مع وضد

داعش وداعس... قصة خرافية أخرى لعودة الجاهلية الأولى!

د. عبدالله يوسف سهر
2014/06/14   11:58 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أنا

عندما تقرأ في الأدب العربي في قصة حرب الأربعين عاما التي وقعت بين أقطاب قبيلتي عبس وذبيان وكلتيهما تنتميان الى القبيلة الأم غطفان نجد الكثير مما قد يعتبر نسجا من الخيال أكثر مما هو حقيقة ابتداء من سباق الفرسين داعس والغبراء مرورا بالبطولات المزعومة والأشعار المنثورة التي صنعت قصصاً وروايات متواترة ومبتورة ومصطنعة الى جانب حقائق ضاعت بين هذه وتلك. حكاية داعش لا تختلف كثيرا عن قصص داعس فهي أيضا مبطنة ومغلفة بروايات وحكايات وأخبار متواترة ومبتورة ومصطنعة وفيها من الحقائق وأنصافها ما يجعل المرء في حيرة. على أرض الواقع هناك شيء اسمه مجموعة يطلق عليها داعش ظهرت خلال الثماني سنوات التي مضت في العراق على شكل تنظيم ينتمي الى القاعدة ثم انفصل عنه بقيادة شخص لقبه أبو بكر البغدادي واسمه الحقيقي ابراهيم عوض ابراهيم علي البدري، وكما ينقل بأنه كان مجرد شاب سلفي مسالم احتجزته القوات الأمريكية لثلاثة شهور مع مساجين من شبكة الزرقاوي وبعد خروجه من السجن أصبح أميرا لتنظيم أطلق عليه بالدولة الاسلامية في العراق والشام ومختصرها داعش. ما لبثت هذه الحركة في النمو حتى بز عدد المنتمين لها ومواردها وعملياتها قدرات وقوة التنظيم الأم الأكبر القاعدة. ما يستغرب منه هو ان الجميع دولا أو جماعات مختلفين حول داعس وكل منهم يتهم الآخر بأنها حركة عميلة له، العراقيون والسوريون والايرانيون يتهمون بعضاً من دول الخليج ومجاميع متطرفة بالوقوف خلف داعش، وبعض الدول والحركات الاسلامية مثل جبهة النصرة والجيش الحر يتهمون ايران وسورية والولايات المتحدة بأنهم محركون لهذه المجموعة. ومن حيث الرأي الفقهي المعلن ازاء هذه الحركة فعلماء الشيعة يعتبرونها حركة خارجة عن الدين وإرهابية، وهو ايضا حال علماء كبار أهل السنة والجماعة والذين حصر آراءهم أبراهيم بن عبدالرحمن التركي في مصنفه حيث أورد رأي 17 رأيا من هؤلاء المشايخ مثل الطريفي والعلوان والعرعور والطرطوسي والفوزان جميعهم يؤكدون على عدم صحة موقف هذه الحركة حتى ان البعض حرم الانتماء لها، الى جانب اربعة بيانات لعلماء الشام والسعودية وحلب. ومن جانب آخر، نجد على أرض الواقع توسعاً في عمليات هذه الحركة حديثة الولادة وكذلك نمواً في عدد عناصرها ومواردها حتى صنفت بأنها أغنى حركة ارهابية في العالم، وصدفة وخلال أيام قليلة احتلت ما يقارب %40 من التراب العراقي الى جانب مناطق شاسعة من سورية!!!. هل يمكن تعقل ذلك؟ لاشك ان هناك لغزا بل ألغاز يجب ان تحل لتفهم هذا الانقلاب الأمني من منطلقاته وتداعياته، فكما كان هنالك سرعة في الأحداث ستكون هناك تداعيات سريعة جدا في المنطقة، وبالتالي ليست المسألة مرتبطة بهذا التنظيم والتناقضات التي تحيط به. ومن الملامح الرئيسة للمشهد السياسي القائم يمكن القول بأن هناك صوراً لا يمكن تجاوزها ومن أهمها هو التالي: أولا: خروج داعش من سورية الى العراق يمثل اتفاقا قد عقد بين أطراف ومجموعات تنظيمية في سورية ولربما كانت برعاية بعض الدول. ثانيا: ان توجه داعش الى العراق يستهدف توزيع الدعم الايراني والعراقي المساند للنظام السوري وتركيزه في العراق ليتم التخفيف من الضغط على المجموعات التي تقاتل ضد النظام السوري. ثالثا: ان سرعة سيطرة داعش على مدن كبيرة مثل الموصل لا يمكن ان تتم من قبل تنظيم لا تتجاوز عناصره عشرة الآلاف أو غير ذلك بل تم من خلال خيانات داخل الجيش العراقي ودعم آخر من بعض المجموعات المعارضة في العراق وخاصة البعثيين مما يدل على فداحة الشق الطائفي الذي أدى لقبول داعش على علاتها في مقابل رفض سلطة الحكومة العراقية. رابعا: بعد نزوح الكثير من المقاتلين غير السوريين الى تركيا والقادمين من سورية على اثر تقدم القوات السورية وعدم رغبة الحكومة التركية بتحمل هؤلاء على التراب التركي تمت اعادة شحنهم الى العراق مما أدى الى التحاقهم بعناصر داعش. خامسا: من الواضح بأن هناك رغبة من العديد من الأطراف في اشعال فتيل حرب طائفية في العراق واستخدامها كورقة تفاوضية فيما بين الأطراف المتنازعة اقليميا ودوليا مما يعني احتمال تدويل الملف العراقي مما سيشكل تعقيدا جديدا على ما هو عليه. سادسا: نحن الآن على حافة الولوج في عدة سيناريوهات محتملة اغلبها يهدد المنظومة الأمنية لدول مجلس التعاون بشكل عام والكويت بشكل خاص مما يحتم تشكيل وحدة خاصة لرصد ومعالجة الأزمات. في وسط كل تلك المشاهد هناك قصص وتخيلات وملاحم يصنعها المتخاصمون والقرناء والمستفيدون كما هو حال قصص داحس والغبراء، والذبيح هو الأبرياء والحداثة في مشهد حقيقي لعودة الجاهلية الاولى.

د. عبدالله يوسف سهر
sahar@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
270.0094
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top