

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 09:38 توقيت الصلاة الظهر 11:36

مقالات

A A A A A

أنا مع وضد

الدكتور فاضل نصرالله.... خسرتك الجامعة ولم تخسرها

د. عبدالله يوسف سهر

2014/05/24

09:14 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

أنا

رحمك الله يا دكتور فاضل نصر الله، رحلت وفي يدك تراب من أرض الجامعة، وكانت آخر نظراتك تلتف في كلية الحقوق، فسقطت في وسط احدى قاعاتها وكأنك ترفض الا ان تقول للحبيبة وداعا أيها الدار التي نهلت منها وغذيتها، فهنيئا لك أيها الفارس ذلك الترجل. عندما قدرتك جمهورية فرنسا في عام 2005 بوسام السعفة الأكاديمية من درجة فارس كانت تعرف فروسيتك العلمية والمهنية لذلك أبيت الا ان تكون فارسا على قدر ذلك الوسام تحيط بك رايات الأخلاق التي تزينت بها، وتنتثر من جوانبك شذرات العلم المتلألئة التي فاضت بها علومك. أيها الفارس، أمسيت راحلا بعدما أصبحت معلما وأضحيت مربيا، الى دار الخلود مسجيا خدك على وسادة الآخرة متواضعا عاملا في سبيل الله حتى آخر لحظاتك. أي وربي، وليس مجاملا يا استاذنا، لقد كنت خير عالم اتخذ من الخلق نهجا كي يتشح برداء العلم، لم تعرف الاختلافات الزهيدة حيث زهدت بزخرفها، ولم تصارع في حياة غيرك من أجل مصالحك حيث لم تكن فارسا لنفسك بل لغيرك... عانيت فكتمت الغضب في ذلك الصدر الذي مل الكظم حتى انبلجت شرايينه بدماء ذبيح علم، وآثرت الصبر والحكمة حتى سارا معك ظلا دائما لا يفارقانك قبل وبعد الزوال. لم تكن محتاجا لقبس غيرك كي تقتبس منه بل كنت أنت الرجل الذي يمهد لغيرك كي يقتبس مما يفيض به خلقك الكريم وعلمك القويم. كل ذلك يا استاذنا الفاضل، وكأني أراك من فوق النعش تعلو بهامتك ناظرا لمن كان يحملك الى مثواك فشخصت في كل واحد ممن حملوك فلم تر الا نفر قليل ممن عملت من أجلهم، فبعد ان أغنيت من فيها شحت الجامعة عليك الا برجال قليل من كليتك وأقل من غيرهم ممن كانوا يقلبون اليد باليد حسرة على رحيل عالم جليل. لم يكن في ذلك المسير القصير الممتد من الغسيل الى مثواك الأخير الا القلة، فيا حسرة على من استخسر أو استصعب أو استجهل الوجود المستحق عليه في يومك الأخير. لم تخسر يا دكتورنا الكبير أحدا، ولم تخسر الجامعة في يوم من أيامك الأحد، ولكن الآحاد هم الذين خسروا حينما تخلفوا عن مرافقة عالم معطاء في رحيله الأخير. لقد غاب عن ذلك المسير القصير ممن هم في أعلى السلم الجامعي فلا مدير ولا نواب للمدير ولا أمينا عاما ولا مساعديه ولا أعضاء جمعية التدريس.... فالعذر لمن كان يجهل، لكن المتجاهلين قد تناسوا انهم سيرفعون هاماتهم في يوم من الأيام من أعلى النعش كما فعلت ولسوف ينظرون الى يوم يبعثون. انك يا أستاذنا الفاضل وان كنت ودودا متسامحا نصوحا لكنك لم تعمل قط من أجلهم لأجلهم كي تنتظرهم... وأنا أعي ذلك تماما، لكننا نحن من يعتصر الألم قلوبهم لقلة الوفاء لرجال مؤمنين «صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر». فيا ادارة الجامعة شكرا لكم ذلك التفضل الذي نزلتم به من عروشكم حينما تفضلتم ونعيتم فاضل نصر الله ببيان يتيم وكأن الراحل جسدا مجهولا قد سقط من السماء في قاعة الاجتماعات وليس فارسا يحمل نبراسا على شكل سعفة شجرة أكاديمية كريمة تشرفت باهدائها له دولة عظمى.... فمعذرة يا أخوتي من قسوتي... فياحسرة عليكم لقد خسرتم رحمكم الله، ولم يخسر فاضل رحمه الله.

د.عبدالله يوسف سهر
sahar@alwatan.com.kw

أخبار ذات صلة dot4line

تنبيه الطلاب والطالبات لما عند الدكتور من الضلالات (4-4)

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

766.0057


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة