الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
07:31
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الظهر 11:36
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=357551&yearquarter=20142&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
القيمة الفنية في أعمال (فرحان٭) القصصية (2 – 2)
فاضل خلف
2014/05/12
10:15 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 0/5
قد يواجه الدارس للقيمة المعرفية للأدب مصطلح «نبرات الشعور» ومصطلح «العنصر المعرفي» كذلك مصطلح «المسافة الجمالية» ففي المصطلح الأول دلالة على أن الأدب قادر على انتاج هذه الظاهرة الشعورية ظاهرة الاستغراق وقدرة الأدب على ذلك يمكن أن نعدها أمراً مهماً على نحو حاسم، وعلى ذلك يجب على كل «فلسفة جمال» جادة أن تأخذها في الحسبان متغاضية عما اذا كانت اقصى درجات تكثف الاستغراق ظاهرة مستحسنة او مستهجنة.
ان دور المشاعر وليس الأفكار هو الذي يستحق انتباهاً خاصاً في مثل هذه الحالات التي تحدث في الذات؛ فالإدراكات الحسية التي تنشأ هنا، تبدو كما لو كانت مزودة بشحنات وجدانية، وتميل الى ان تتأسس وفقاً لعلاقات الشعور.ومن الواضح ان ما يحدث بشكل ملحوظ في التأمل الذي يستحثه موضوع خارجي، يحدث أيضاً الى حد ما – في كل مسارات التعامل الجمالي، ويكون مسؤولاً عن احدى خواصها المميزة – فكما ان العاشق - في اثناء خلوته بمحبوبته يقوم باستجابات حسية ليست مسبوقة او مصحوبة بلمسات التفكير الاستدلالي. كذلك فإن القارئ في فعل الادراك الجمالي يمكن أن يتتبع تطور موقف أدبي ما دون أن يتعقل حالات التوتر المادية والصورية،. والقول بأن الخبرة الأدبية تكون ملونة بنبرات شعورية، هو في الحقيقة قضية لا خلاف فيها، والقول بأن هذه النبرات تؤدي الى تحوير الادراكات الحسية والعمليات العقلية، إنما هو أمر يمكن التسليم به (راجع المصدر السابق ص 26).
ومن مدلول المصطلح الثاني (العنصر المعرفي) يقر الدارس بأنه ليست هناك أهمية في الاعتراض على ما ذكر بأنه كان هناك لعشرات السنين حيود في النظرية الجمالية - اغلب الظن انه كان حيوداً من ورائه هدف تزكية الفن في نظام اجتماعي يرجح كفة العلم لما فيه من منفعة لا تداني حسب اعتقاد اصحابه الذين هم انفسهم واضعو هذه الحيود للتقليل من شأن العنصر الوجداني في الخبرة الجمالية لمصلحة العنصر المعرفي وغلب الظن انهم الفلاسفة واصحاب العقلانية العلمية الذين هيمنوا على عالم النقد المعاصر في ايامنا هذه واذكر منهم واحداً اراد ان يخضع قصيدة من «ديوان الشابي» لنطرية «التفكيكية» ولسوء حظه كانت منسوخة باسلوب لا يقرؤه صحيحاً غير الشاعر فما كان من صاحبنا إلا أن نقلها نقلاً أخل بالوزن العروضي فيها فهل من مثله يرجى تقييم فني لعمل أدبي؟!.
ان القول بأن العنصر المعرفي يكون حاضراً ايضاً في الخبر، هو قول كما يقول الدارس يمكن التسليم به عن طيب خاطر. فالعقل تكون له فاعلية في كل نواحي اتصالاته بالعالم الخارجي ولا يسجل ابداً بطريقة سلبية المؤثرات التي تصطدم بالأطراف العصبية؛ فالعقل – بخلاف ذلك – يحول المؤثرات الى انطباعات تدخل في مركبات تمثل صورا كلية، يتم تسجيلها في النهاية على انها ضرب من المعرفة (راجع المصدر السابق ص27) وهل هذه العملية تختلف في شيء عن عملية الابداع الجمالي؟.. انها قريبة الشبه جداً من حالة الابداع اللفظي والتخيلي الذي يثمر الأدب.. ولا يغيب عنا أن كثيراً من علماء اللغة والنقاد قد أقروا بأن كل فكر حتى وان كان عملياً على نحو دقيق ما هو عند التحليل النهائي سوى اسطورة فبقدر ما ننجح في خلق عالم الانطباعات الحسية من مصادر خارجية فحالنا في هذا هو حال الشاعر عندما يبدع إذ هو يلائم في وحدة واحدة بين صور حسية ومقابلاتها من الرموز اللغوية وتكون النتيجة النهائية هو تجميع الجزئيات في اطار كلي موحد هو القصيدة.
ونحن إذا كنا لا ننظر من منظور عفى عليه الزمن يصف الشاعر - أو أي فنان آخر - على أنه يحاول فقط ان يضفي تعبيراً منمقاً على فكرة ما أو شعور سبق العملية التأليفية واستمر بعد انشائها بلا تغير، فإن ذلك يعني أنه من المستحيل ان ننكر ان الفن - وخاصة الفن الذي تكون اداته الكلمات – له قيمة معرفية. من هذا نخلص الى ان الشعر أو اي فن آخر تقوم دلالته كلية أو حتى بشكل اساسي، على كونه معرفة. وجهود نقاد الأدب التي تحاول التدليل على اننا في المستقبل يجب ان ننظر الى الشعر بوصفه بديلاً عن الفلسفة أو الأخلاق او العلم جهود لم تحظ الا بالقليل من المؤيدين اذ هي لم تتخلل اطار الدعوى الغامضة وغير المفهومة.
واحقاقاً للحق ان هذه الجهود قد نجحت في تبيان اعمال معينة تنطوي على طبقات من المعنى بعضها مبسوط فوق بعضها لولا أن الاسلوب الفني فيها قد اسلم نفسه بسهولة الى نوع من المحاكاة الهزلية ولولا ان هذا النوع من الكتابة قد أدى الى تبديد الاحساس بالكل التأثيري الذي يميل الى تخلل القراءة المستغرقة مما جعل انصار المعرفة الجمالية انفسهم يرون ما ذكرناه سابقاً بخصوص ماهية الخبرة الجمالية في عصيانها على ان تكمن ككينونة في عملية معرفية ذات ابعاد خارجية تحكمها ضروب من الحدس وانما تكمن في كونها ضرباً من الاشباع النفسي الذي يحاول الانسان تحقيقه من خلال تناغمه مع المؤثرات الخارجية التي يتعامل معها او يستهلكها. ومن هذه الناحية فإن الخبرة الجمالية لا تختلف عن سائر خبرات الحياة؛ ولكن لأنها تنطوي على ضرب من الوحدة والتكامل مصدرهما العمل الفني، فإنها تحقق اشباعاً ومتعة جمالية مكثفة تميزها عن سائر الخبرات (انظر موقف البطل مع العاشق المزيف في قصة سخريات القدر للفرحان)، (كذلك انظر موقف الخادم من سيده في قصة ثمن الوفاء لكاتبنا الفرحان ايضاً). اذن فأنصار المعرفة الجمالية أنفسهم يعلنون أن الأدب ليس معرفياً فحسب؛ وتبعاً لهذا فإن فلسفة الجمال السديدة من الضروري ان تضع في حسبانها العناصر الاخرى التي تدخل في عملية الخبرة. ومن مدلول المصطلح الثالث «المسافة الجمالية» نفهم ان الوعي بصدد الكتابة الفنية مهما بلغت كثافته واحاطته بالنص الكتابي لا يمكن مقارنته بالوعي الذي يكون في حالة الاستغراق الجمالي والمقصود هنا هو انه برغم تأكيد نظرة المسافة الجمالية فإن عنصر الوعي الذي يبتعد عن العالم الواقعي، هذا الوعي نفسه يكون على مسافة ما من العمل الفني ايضا، ومن ثم لا يكون مستغرقا فيه.. ومن هنا يحق لي ان اقيم الفرحان فنيا ففي قصة «آلام صديق» رأيت البطل وهو يشهد شبح الموت وهو يدمر مستوى عشقه الاول فراعني فرار الحبيبة منه لتلتصق بجدران قلب البطل وقلت عن الجثمان الذي واراه التراب انه تراب، وفي مستوى عشقه الثاني رأيت الحبيبة الاولى الملتصقة بشغاف القلب تثني البطل عن الاعتراف بحبه للمحبوبة الثانية فما كان من الثانية الا ان رحلت لتتزوج من رجل آخر في المدينة الاخرى.. بقي المستوى الثالث وهو العشق القائم على الاستمتاع الرخيص وهذا لا يهم الحبيبة الاولى في دنيا الأشباح اذ ان الروح هي جل همها فقبضت عليها فصار شبح البطل في لقاءاته الغرامية مع الحبيبة الثالثة بغير روح وكان ذلك مبعثا لضجر البطل منها.
اما في قصة «لم يفتها القطار» فبدأت المشاهد تستعرض صورة فتاة تعد ما فات من عمرها بإحصاء خشبات السقيفة في غرفة نومها.. ترى اعوامها ترتمي الى غياهب الماضي متواليات وفي النهاية يتحول الوجه الباكي الى وجه باسم استعاد اعوامه المتواليات وبين البداية والنهاية العديد من المشاهد والمآسي المؤلمة لكم من فتاة فاتها القطار اذرفت الدمع وهي تستعرض المشاهد الاليمة التي كانت فيها البطلة هي الشخصية الرئيسية في اللوحة أو المشهد وكم من أب تنازل عن جبروته عندما انطبعت هذه المشاهد بوجدانه.
وفي قصة «ثمن الوفاء» عندما قبلت البطلة أخا البطل أكانت تراه فعلا انه اخوه.. لو كانت تراه كذلك لما اقبلت على تقبيله!.
اقول هذا واعلم ان من يقول بأن القراءة تتطلب معايشة عقلية سوف يصافحه على الفور النقاد المعاصرون في حين ان القائل بأن القراءة تتطلب مشاركة انفعالية فأظن انه يلقى مقاومة في دوائر معينة ورغم ذلك اساند انصار الفكرة القائلة بأن التذوق الجمالي يعد متماثلا في النوع مع الابداع الجمالي واذا كان يمكن اظهار ان الابداع يكون مغمورا بطابع شعوري، فانه يمكن خلق استعداد لقبول القول بان المشاعر – تماما مثل العقل – يجب ان يكون لها دور فعال في التأمل الجمالي، والدليل على ذلك هو ان الكتاب النفسيين الذين يتعرضون للكتابة عن العملية الابداعية نجد انهم يلحون على المشاعر بشكل قوي ومدهش وهذا صحيح فالمتأمل في قصة «فاتن» اما ان يكون من النوع الذي يقول ان هذه القصة تدور حول فكرة هروب الشاب الكويتي للبحث عن الحب في مدن اخرى وهي تشابه سخريات القدر من الناحية الموضوعية ويسكت بعد حصوله على لذة الفهم التي تحدد الاستعداد العقلي للدخول في عالم الافكار واما ان يكون من النوع الذي يفتش عن العالم الملموس الذي خلقه كاتبنا الفرحان ذلك العالم المتميز عن الطبيعة والمنافس لها بمشاعر وجدانية.. المتأمل الاول المعتمد في تأمله على عقله يقر بأن «فاتن٭» غير موجودة ولا يدري انه بهذا يهدم القصة من اساسها اذ ان فاتن هي الشخصية الرئيسية في القصة او هي المحور الرئيسي الذي دارت عليه كل الاحداث وانكار وجوده هو هدم اهم عناصرها هذا المتأمل الاول تمثله شخصية صديق البطل السارد لاحداثها بضمير المتكلم على الرغم من انه قال: «بل رحت اقسم له انها ماتت ايضا يرحمها الله..».. في حين ان المتأمل الثاني يقر بان «فاتن» موجودة وستعيش طالما البطل يعيش اذ هي من صنعه هو نفسه جسدتها له «الانا» في «عالم فوق الواقع» فرآها بعينين لم تخلقا لاخر غيره والدليل على ذلك هو قوله بعد ان ادرك دناءة ووحشية ذلك التحليل عليه لاستلابه: «هل صحيح تزوجت فاتن ام ذلك مجرد ادعاء اولئك الاشرار المجرمين»، اذن فـ«فاتن» موجودة بصورة واضحة في كل احداث القصة وقد استطاع الفرحان بأسلوبه الفني ان يطلع قارئه عليه في ثلاث صور مختلفات الاولى: صورة فتاة ذات جمال آسر بملامح فاتنة تعرفها العاصمة اذ هي فتاة مجتمع من الطراز الاول في ريعان الشباب جذابة جميلة، مرهفة ذكية، مثقفة تنظم الشعر وتجيد العزف على البيان بمهارة فائقة لا تكاد تتحدث معها دقائق حتى يسحرك منطقها واسلوبها في الحديث فتجذبك لباقتها، كثيرة الاختلاط في المجتمعات العامة ومن هنا بدأت شهرتها، سهلة المنال في تفكيرك صعبة النوال عند اقدامك.. اضف الى هذه الصورة الوميض الملون بألوان الشوق الذي اضفته «الانا» لدى البطل عليها بهذا تكتمل الصورة الاولى كما ارادها كاتبنا الفرحان.
الصورة الثانية منسلخة عن الاولى لتلائم الواقع ولهذا لم يتعرف عليها البطل للوهلة الاولى لخروجها من دائرة الانا لديه: شابة حسناء طاغية الانوثة واجمل ما فيها سحر يفيض من عينيها البراقتين.
الصورة الثالثة وهي صورة فاتن الحقيقية عبارة عن مزيج بين صورة «الانا» وصورة «فتاة القطار» التابعة لافراد العصابة اذ هي الصورة التي بقيت بعد انتهاء القصة.
ان من يتأمل على هذا النحو لابد ان تحدث له اللذة الجمالية فهي التي تشهد بانه يستطيع الوصول الى عالم الكاتب نفسه وهي بهذه الصفة قادرة على ارشاده عما يتعلق بهذا العالم وهي لذة مركبة لكل من الجسد والروح نصيب فيها.
ان من يقيم الفرحان فنيا يجده واقعا في قبضة موضوعه يستلذ لاستحواذه عليه اذ ان هذا الاستحواذ يبدو بانتظام مصحوبا بمتعة واذا كان الموضوعيون يقولون عن اشياء «الفرحان» انها معرفية فان الجماليين يقولون عنها انها يمكن الشعور بها، وهي في الحقيقة يشعر بها بقوة لدى كل متذوق جمالي.
وهنا اقول صراحة اذا اردتم ان تقرأوا الفرحان فلا تقرأوه قراءة فتوحات «الاسكندر المقدوني»، بل اقرأوه من زوايا «ليوناردو دافنشي» في لوحته الغالية المشهورة الخالدة «الموناليزا».
(٭) هو الأديب القصصي الكويتي فرحان راشد الفرحان (1975/1928)
(٭) اقرأ قصة «فاتن» في «سخريات القدر للفرحان» ص117.
فاضل خلف
أخبار ذات صلة
مرزوق.. يستفتينا ويكشت فينا!!
تبرير الطوام بحجة أنهم عوام (1 - 2)
«يا شيخ عبدالرحمن أفتنا في عين سلوان»
أُغلوطات الأشاعرة فيما ينسبونه لمذهب أهل السُّنة والجماعة
كان الله في عون «الداخلية»!!
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
مقالات ذات صلة بالكاتب
فرحان راشد الفرحان 1928 – 1975
فاضل خلف
09/06/2014 10:08:22 م
القيمة الفنية في أعمال (فرحان٭) القصصية (1 – 2)
فاضل خلف
18/04/2014 09:41:06 م
25 فبراير
فاضل خلف
17/02/2014 09:20:09 م
أم البَواقي الجزائرية
فاضل خلف
12/02/2014 10:48:14 م
مهمة الأديب
فاضل خلف
06/02/2014 10:31:25 م
لحظات.. مع تولستوي
فاضل خلف
30/01/2014 09:37:42 م
الذكرى الخالدة
فاضل خلف
16/01/2014 01:42:03 ص
شخصيات أدبية (2-2)
فاضل خلف
10/01/2014 09:47:43 م
شخصيات أدبية (2-1)
فاضل خلف
09/01/2014 10:36:12 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
270.0143
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top