مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بصراحة

من منا يشتري الوهم؟

بدر الأصفر
2014/04/06   10:40 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

تعقدت الأزمة الإسكانية وكثُر الطامعون في حلب القضية سياسياً ومادياً


أفضل من يعبر عن مأساة الاسكان هم من عانوا منها، وليس من ينظرون بالوعود والاحلام الوردية، فرئيس مجلس الامة اجرى استبيانا اظهرت نتيجته تصدر القضية الاسكانية لأولويات المواطن، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟
لا شيء، مجرد تنظير فوق التنظير ودراسة تتبع دراسة وهي أمور مللنا منها وحفظناها صم، لأن رئيس مجلس الامة وبمعيته رئيس الوزراء والوزراء ومعظم النواب لا يستطيعون حل مشكلة الاسكان جذريا لسبب بسيط جدا هو أن لا أحد منهم لمس معاناة السكن عن قرب او عايشها، ومن لم يتورط بالمشكلة لن يشعر بمرارتها ولن تكون من أولوياته سرعة ازالتها.
اما الحكومة فهي تعيش في وادي منعزل ولا تعلم عن المشكلة سوى بضع وريقات يكتبها مستشار من هنا أو وزير جاء بتصريحات ووعود ورحلت معه، كذلك مجلس الامة والذي أهمل وعبر تاريخه الطويل هذه القضية وتجاهلها حتى كبرت وعجزت ظهور النواب عن حملها ! وفي الحالات التي استدعى فيها المجلس هذه القضية كانت الاسباب انتخابية بحته وبفعل الضغوط الشعبية، ولكن وكالعادة دون نتيجة، بل ربما تعقدت الأزمة اكثر وكثر الطامعون في حلبها سياسيا وماديا.
واليوم تتحفنا الحكومة التي تخصصت في بيع الوهم بقولها: «انها سوف توزع 34 ألف وحدة سكنية خلال ثلاث سنوات» ونفس هذا الكلام نسمعه كلما طفت القضية على السطح وارادت الحكومة ارجاعها الى القاع مرة اخرى، فاذا كانت الحكومة جادة في تحقيق هذا الانجاز العظيم وبمقدورها فعلا تنفيذه على الارض، وليس على الورق، فهذا يعني ان الحكومة سوف تحل عقدة الازمة خلال عشر سنوات تقريبا لتبدأ وقتها التعامل مع الطلبات الجديدة بنفس القدرة والسرعة المطلوبة، ولكن من منا يشتري الوهم؟
لن تحل الأزمة وتختفي مضاعفاتها طالما تصر الحكومة والمجلس على تسييس المشكلة واستدعائها عند الحاجة، وهو الامر الذي كان له الدور الاكبر في تعقيد القضية، فأي قضية تدخل في دهاليز السياسة سوف ترضخ للمساومات والتفاوض والتنازلات على حساب أصحاب القضية المتضررين مباشرة، والرابح بلا شك هم الساسة الذين يحصدون المكاسب الانتخابية من بيع الوهم على المواطن، فلو ابتعد الساسة عن القضية ووضعت في أيدي اهل الخبرة والتجربة وتوفرت لهم الامكانيات والضوء الأخضر الذي لا ينطفي لتمكنا من حل الأزمة بكل سهولة.

وزارة الداخلية وطريق الوفرة

قال مدير العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بوزارة الداخلية العقيد عادل الحشاش في الرد الذي بعثته الوزارة على ما كتبته قبل اسبوعين عن طريق الوفرة: «ان كافة الشكاوى الواردة عن هذا الطريق تم التعامل الفوري معها وخاصة من الناحية الفنية، مؤكدا ان هناك متابعة حثيثة لقائدي الشاحنات» ومع احترامي وتقديري لكل مايبذله الأخ العقيد الحشاش من متابعة واهتمام دائم لكل ماينشر عن قطاعات الوزارة وتجاوبه السريع مع وسائل الاعلام، الا ان قصة المتابعة الحثيثة لقائدي الشاحنات ليست ضمن هذا الاهتمام الذي تحدث عنه، فأنا شخصيا استخدم هذا الطريق 3 مرات على الأقل في الاسبوع وفي اوقات مختلفة، وفي كل مرة أرى بعيني فلتان قائدي الشاحنات الذين لا يلتزمون بقواعد المرور ويقتحمون الطريق في كل وقت وفي ذروة الازدحام ومن معابر ترابية اخترعوها عنوة مما يهدد حياة مستخدمي الطريق، ونشرت بعض صور هذا الفلتان ولدي الكثير منها وأخطرها مايحدث ليلا، ولو أخذنا بتأكيد الأخ العقيد الحشاش عن «المتابعة الحثيثة» فما السبب الذي دعا وزارة الداخلية الى وضع لوحات ارشادية تُحذِّر مستخدمي الطريق وتطلب منهم تخفيف السرعة لافساح المجال لعبور الشاحنات؟ بينما يفترض ان توجه التحذيرات والتعليمات والعقوبات الى قائدي الشاحنات لأنهم هم مصدر الخطر وليس المواطنون الذين يستخدمون الطريق، ولنا عودة في الحديث عن هذا الطريق ومخاطره التي تهدد سلامة مرتاديه.

بدر الأصفر
@balasfar
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3261.0033
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top