مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

خطوات على الطريق

رسالة من بدون

علي يوسف المتروك
2014/04/05   10:56 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



اتلقى رسائل كثيرة من جماعة البدون في كثير من الاوقات، والكل يطلب معونة مالية، اما لدفع ايجار البيت، أو للعلاج، أو ادخال طفل للمدرسة وما الى ذلك من الأمور المعيشية العادية التي يعاني منها البدون، ولكن رسالة من بين هذه الرسائل استوقفتني مليا، ارسلها أحدهم وهي تحمل في طياتها بذور غضب عارم، وتمرد مستتر، أخشى ألا يلبث طويلا حتى يظهر على السطح، فيطال السلم الاجتماعي لهذا البلد الأمن، بعد ان تسرب اليأس الى هذه الفئة من الناس.بأنه ليس هناك حلول جذرية تخدم قضيتهم، ومما جاء في هذه الرسالة قول صاحب الرسالة إنه يعول ثلاثة عشر فردا، ويسكن بيتا بالايجار، وليس لديه وظيفة.
ثم يستطرد قائلا: الحر لا يقبل بالذل والخضوع أبدا، والبدون لا يشعرون الا باستعباد السلطة لهم، حتى اصبح الفرد البدون لا يشعر بالحياة ولا يحصل على قوته الا باستجداء الناس طلبا لمعونتهم، والى متى ونحن جالسون نتذمر ونشكو في المجالس والدواوين وهذا البلد لم يتطور الا بسواعد آبائنا وأجدادنا، وليس لنا بعد هذا من سبيل الا التوجه الى ساحة الحرية دفاعا عن حقنا، والرسالة طويلة ولكني اخترت منها هذه المقاطع.فتذكرت قول الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري حين قال: عجبت لما لا يجد قوت يومه ألا يخرج على الناس شاهرا سيفه.
قضية البدون ككرة الثلج تتدحرج فتزداد حجما، وتتعقد مع مرور الأيام وتنتقل من أدراج الحكومة الى أورقة مجلس الأمة، فتكثر فيها الأقوال وتبقى في النهاية بلا حل يبعث الأمل في النفوس، ويخفف من معاناة المنتظرين، لأن هذا الجمود وهذا التغافل لا يجديان فكم هو عمر الانسان حتى يقضي نصف عمره بانتظار الجنسية، وما يعمل بها وقد وصل الى أرذل العمر.
كان لي شرف المشاركة باللجنة التي شكلها المجلس الأعلى للتخطيط السابق لبحث قضية البدون، ويومها اقترحت ولا أزال أقترح واطالب بالحل التدريجي والسريع لهذه المشكلة، بعد تصنيف فئات البدون حسب الأوليات والبدء فورا باصدار اقامات دائمة لهؤلاء، واذونات عمل، ثم استدعائهم حسب الأوليات لمقابلة لجان فرعية تعمل يوميا للتحقيق في أوضاعهم، وانجاز ملفاتهم تحت مظلة لجنة رئيسية ترفع اليها التوصيات لتنفيذها، وبهذا نصل الى بداية الطريق لحل هذه القضية حلا جذريا.
هناك أيضا قضية أخرى لا تقل أهمية عن البدون بحاجة الى معالجة بحس انساني مفعم بالوفاء لابناء الوافدين الذين ولدوا بالكويت، وتترواح أعمارهم من العشرين وما فوق، فهم تعلموا في مدارسها وتحدثوا بلهجة مواطنيها، ولم يعرفوا وطنا غير هذا الوطن، وليس من الذوق السليم وما جبل عليه الكويتيون من خلق رفيع اخراجهم من البلاد، لأن القانون لا يسمح بالتحاقهم بعائل بعد بلوغهم هذا السن، وان اقل ما يمكن ان يعمل تجاههم اعفاءهم من رسوم الاقامة لمن يرغب في الاقامة في البلاد.
الوطن بخير يتسع للجميع كما قال أحدهم:
وما ضاقت الأوطان يوما بأهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق

ويخاطب هذا الرجل الكريم الذي عرف بهذه السجية العظيمة حاتم الطائي زوجته منشدا:
أيا ابنة عبدالله، وابنة مالكٍ،
ويا ابنة ذي البُرْدينِ والفرَسِ الوردِ
اذا ما صنعت الزاد، فالتمسي لهُ
أكيلاً، فاني لست آكلهُ وحدي
أخا طارقاً، أو جار بيتٍ، فانني
أخافُ مَذَمّاتِ الأحاديثِ من بعدي
وانّي لعَبْدُ الضّيفِ، ما دام ثاوياً
وما فيّ، الاّ تلكَ، من شيمة العَبدِ
وَحَسْبُكَ دَاءً ان تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ
وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ الَى اَلْقِدِّ

اللهم اجعلنا ممن يستمع القول ويتبع أحسنه.


علي يوسف المتروك
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
302.0077
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top