

	الأربعاء 15/04/1447 هـ الموافق 08/10/2025 م الساعة 04:29 توقيت الصلاة المغرب 17:26

مقالات

A A A A A

أبعاد موضوعية

ملحمة القرين الـ23 وشكراً لـ «دار زايد»

وليد بورباع

2014/02/26

10:25 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

عالم اليوم المترامي الأطراف لم يعد محلاً للدويلات الصغيرة

بالأمس احتفلت الكويت في الذكرى الـ23 لتحريرها من الاحتلال العربي الغاشم الذي اجهض كل قومية عربية – بجمهوريات الخوف – تقوم على ديكتاتورية القرار المجنزر بالعقلية العسكرية لا على حكم مدني ديموقراطي.
حيث قدم الشهداء دماءهم والاسرى معاناتهم لتطهير هذه الارض وعودة شرعيتها ورجوع اهلها واعادة بنائها فلم يذكر التاريخ ان وطنا احتل وشرعيته نفيت وشعبه اصبح لاجئا وعاد بعد «ستة» اشهر حراً أبياً معززاً مكرماً بل لم يذكر التاريخ بأن هناك لاجئين عاشوا (5) ستار!
الا ان اروع ما سطر في فترة هذا الاحتلال العربي هو انصهار التضحيات من كل مشارب واطياف هذا المجتمع في حب هذا الوطن دون سواه «فملحمة القرين» كان يتسابق فيها الدم الشيعي قبل السني ويضحي ايثاراً البدوي قبل الحضري واندمج صدر النيدي والعيمي لتلقي رصاص الغزاة وكانوا جميعا مواطنين دافعوا بفطرتهم عن كرامة وطن لا عن مناقصة ولا عن منصب ولا عن حزب ولا عن قبيلة ولا عائلة ولم تكن جيوبهم ممتلئة بالتحويلات أو الايداعات ولم يخسروا الكويت غرامة الداو ولم يكونوا ادوات للمتنفذين أو اصحاب السلطة أو سبباً لتعطيل مشاريع التنمية حتى يكون لي نصيب من الكيكة وعليَّ وعلى أعدائي!
نعم إن الاهم انه لم يكن لهم طموح «اغلبية الظلام» التي بشعارها «لن نسمح لك» حولت الكويت من بلد الانتصار لمشروعية الدولة الى غوغائية الشارع بحثا عن «الربيع العربي» المزيف تحت سماء الكويت التي هو موجود بها منذ 1963 مع دستور عبدالله السالم.
نعم اليوم يحق لنا ان «نتساءل» ونحن مواطنون كل همنا مستقبل هذا الوطن وحماية أجياله: هل المتنفذون أو المتسلطون وهم بين ظهرانينا قدموا ولو جزءاً بسيطاً من تضحيات «ملحمة القرين»؟ هل نواياهم بعد التحرير في حب الكويت تشمل ولو جزءاً من «ملحمة القرين»؟ هل الكويت عندهم مؤقتة؟ هل همهم جمع المال منها ثم تركها؟ هل تريدون غزواً ثانياً لكي تعتبروا؟ هل تعتقدون بأن العالم سيجتمع مرة اخرى ويحشد كل قواه ليفعِّل المشروعية الدولية بقرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع لكي يحرركم مرة اخرى..؟! فماذا تريدون؟!
خلاص بس انتبهوا فـ«الكويت للجميع» وهي ملاذنا وهي الاصل ونحن الفروع وكل من يريد خرابها ما عليه الا ان يسلم «جنسيته» وهي الرابط الوثيق مع الدولة ثم يرتحل فبلاد الله واسعة وقد مللنا من مهاترات زيد وخدع عبيد وتفرج عمر فهل من مدكر اللهم ارحم شهداءنا وفك قيد اسرانا وارجعهم الى ذويهم سالمين.
وفي الختام نعم شكراً لـ «دار زايد الخير» رحمه الله واسكنه فسيح جناته الذي فتح أبواب كل الامارات لكل الشعب وأمر بعزف السلام الوطني الكويتي مع النشيد الوطني في طابور الصباح للمدارس الاماراتية فبالامس اهدى الشعب الاماراتي اغنية وطنية صاغتها المشاعر العفوية الاماراتية ولحنها وصنع كلامها حب الشعبين وبالامس اثلج صدورنا اعلان حكومة وشعب دولة الامارات العربية المتحدة مباركتهما بعيدنا الوطني وعيد التحرير نعم نحن في الخليج شعب ذو خصوصية واحدة وحكام لهم مقامهم بين الملوك والشيوخ بتاريخ مشترك ومصير واحد وعمق متبادل مستقبلهم «الاتحاد» بعد مسيرة التعاون فالظروف الاقليمية المحيطة والدولية الغامضة ليست كما هي في الثمانينيات التي تكفيها التعاون، فالمستقبل اليوم بـ«الاتحاد» ولنا في الاتحاد الاوروبي اسوة حسنة فلا خيار لنا واذا انفرطت احدى خرزات العقد الست كان مصير الباقي مثلها.
فاليوم هذا العالم المترامي الاطراف والذي تتقاذفه احداث الارهاب وجرائم غسل الأموال والجرائم عبر الحدود لم يعد هناك محل للدويلات الصغيرة مع الانفراد بالقرار بل الاتحادات الكونفيدرالية هي التي تشغل ثقلاً في سياستها العامة الخارجية والدفاع المشترك وسياسة مالية متماثلة وتبادل معلومات عن الجرائم المتطورة بسياسة امنية متكاملة لا متباعدة، نعم انه المصير المشترك بين دول المجلس الست اذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى، فشكراً لدار زايد الخير على هذه المساهمة الكبيرة في معانيها التي تحدث عنها كل بيت كويتي وتفاعل معها التواصل الاجتماعي بكل محبة.

وليد بوربّاع

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

272.0086


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة