مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

خطوات على الطريق

الكويت والماء

علي يوسف المتروك
2014/02/22   09:16 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



بعد هطول الأمطار الغزيرة في بداية فصل الشتاء تكونت بحيرات صناعية كبيرة بفعل مياه الأمطار على جانبي طريق الشاليهات، فكنت أرى وأنا راجع الى الكويت عصر الجمعة قبل الغروب زرافات من طيور النورس البيضاء، طائرة وهابطة باعداد كبيرة، بعضها يستحم في المياه، وبعضها يشرب الماء على ضفاف تلك البحيرات، مما شكل منظرا رومانسيا خلابا غير مألوف في بلد يفتقر الى مثل هذه المناظر.
في بداية عصر المرحوم عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه، كان لابد للكويت من ايجاد وسيلة للحصول على الماء، بدلا من جلبه بالسفن من شط العرب، ويومها عرضت العراق انشاء ترعة الى داخل الكويت لاسالة الماء من شط العرب، وبالذات من (سد القرنة) الأقرب الى الكويت ونظرا لما بين الكويت والعراق يومها من توترات تطفو أحيانا على السطح وتختفي، فقد انقسم الرأي العام بين الموافقة على هذا العرض أو اقامة محطة لتحلية المياه، فرأى المرحوم عبدالله السالم بثاقب رأيه ونزعته الديموقراطية المتأصله في نفسه وحبه للمشاركة الشعبية بعدم الانفراد بالقرارات المصيرية، لذلك فقد ترك هذا القرار للكويتيين ليختاروا بين عرض العراق أو اقامة محطة تحليه للمياه، فدعا مجموعة من وجهاء البلد وأولي الرأي الى الاجتماع بقصر السيف، ليتخذوا قرارا حول هذا الموضوع، فكان قرار المجتمعين رفض المياه من العراق، واقامة محطة تقطير لتحلية المياه.
كنت يومها شابا يافعا، ولكن مشاغل الشباب وطموحاته لم تلهني عن التفكير بالهم العام، فحزنت لهذا القرار، وقلت لأحد المجتمعين وكان جارا لنا لو أنكم قبلتم اسالة المياه من العراق واعتبرتموه رافدا ثانويا بجانب محطة التقطير لكان ذلك اقرب للصواب، لحاجة الكويت الماسة للماء، وفي هذه الحالة يمكن الاستفادة من مياه العراق ان وجدت، وان قطعت لأي سبب لم تكن هي الاساس، فقال لي رحمه الله:لو سمعت هذا القول منك قبل الاجتماع لتبنيته، ولكن سبق السيف العذل.
سفير ايران السابق السيد جنتي زارني قبل سفره مودعا، واثناء الحديث قال متخليا عن دبلوماسيته: أنتم بالكويت مصابون بايران فوبيا، أي الخوف من ايران، فقلت له: ولم؟ فقال: عرضت ايران على الكويت اسالة المياه من نهر كارون بدلا من صبه بالبحر، وكذلك الغاز بأسعار منافسة ومناسبة، الا ان الكويت رفضت هذين العرضين، دون ان تبدي سببا وجيها للرفض.فأجبته لا أستطيع ان أجيبك عن السبب وأغلب الظن ان ايران تقع تحت المقاطعة الدولية، ومشاركتها بمشاريع اقتصادية ربما يؤثر في الكويت، وكما يقولون فالغائب حجته معه.والى هنا انتهى الحديث.
من حيث المبدأ التعاون مع دول الجوار أمر واجب ومحبب لما يحقق من مصالح مشتركة للجميع، وهاهي ايران باتفاقها مع امريكا والدول الغربية تسعى للخروج من المقاطعة الدولية، لتأخذ دورها الفاعل سواء على مستوى الاقليم أو العالم، وقريبا تصبح دول الجوار وايران تحت مظلة واحدة، وقد يتيح هذا الأمر للكويت اعادة النظر والتفكير بأمر مشروع الغاز، واسالة المياه من نهر كارون، لنرى هذه البحيرات التي نشأت وقامت بفعل المطر على جانبي طريق الشاليهات وغيرها من الطرق تتغذى من نهر كارون أو شط العرب.
< ما يثير الضجر هذه الأيام ونحن نحتفل بالعيد الوطني رؤية بعض المطربات والمطربين العرب يرددون أغنيات كويتية كالبغبغاوات فهم لا يحسنون اللهجة الكويتية، ولا يفهمون المفردات أو الايقاعات الخليجية، وقد اقدموا على هذا العمل إما بفعل الخجل أو للحصول على المال، فليت القائمين على برامج الأعياد يفتحون الأدراج ويعيدون المشاهدين الى عصر الكويت الذهبي بعرض البرامج الشعبية القديمة وأغنيات أساطين الفن الكويتي الأصيل كالمرحومة عودة المهنا وعواد سالم والجيماز وعوض الدوخي وعبدالرحمن الضويحي وغيرهم ممن أغنوا الساحة بفنهم الأصيل وحفظوا تراثا ظل عرضة للاهمال وعدم المبالاة تحت طائلة النسيان.

علي يوسف المتروك
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
427.0123
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top