مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الكويت في دائرة الخطر 2

أحمد الدواس
2014/02/16   08:27 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

مرحلة خطيرة لا نكترث بها ولا نلتفت لمسألة الأمن وهو أهم من الدستور والحريات


ظهر مفهوم في السياسة الدولية خلال سنوات الخمسينات الى الثمانينات مفاده انه اذا سقط نظام في بلد تأثر باقي البلدان، فالصين تبنت النظام الشيوعي فوقعت فيتنام وكوريا الشمالية تحت النفوذ الشيوعي، ولما ضربت الأزمة المالية اليونان عام 2009 تأثرت فيها دول أوروبا قاطبةً، ولقد رأينا كيف سقط النظام في تونس ثم في مصر وليبيا وسورية واليمن، هذا هو تأثير ما يُسمى بتأثير الدومينو، أي ان الحدث يسبب أحداثاً أخرى متتالية وهكذا دواليك في سلسلة من الاصطدامات، ويُستخدم هذا المفهوم في السياسة أو المالية العالمية، تماماً كسقوط قطع الدومينو اذا سقطت احداها على أخرى وهي مجتمعة في صفٍ واحد.
منطقتنا العربية تغلي وهناك تطورات متسارعة باستمرار والكويت مهيأة لمثل تأثير الدومينو، ليس بالضرورة سقوط النظام القائم في الدولة وانما بتدهور الأحوال، أي تأثير الأحداث الخارجية في وضعنا الأمني، فبلدنا الصغير يجري تقويضه من خلال خطابات الفتنة وخرق الحدود بتهريب أسلحة مع تضخم البلاد بالعمالة الوافدة، وهو ما يعني أننا بالفعل في مرحلة خطيرة للغاية لا نكترث بها ولانلتفت لمسألة الأمن وهو أهم من الدستور والحريات، فبدون أمن ستنهار أركان الدولة وسوف نتحسر على يومنا الحاضر بل لن يكون لنا حاضر أو مستقبل، فوضى في كل مكان، وهي أمور خطيرة، كنا نتمنى ان تردع السلطة كل وافد يهدد أمن الكويت ولاتكترث لنعيق منظمات حقوق الانسان، فحتى الدول المتقدمة كبريطانيا وامريكا تعتبر الأمن أهم من حقوق الانسان.
في بيئتنا المحلية نعبث وفي غفلة عن توقع المخاطر فكلا السلطتين الحكومة والمجلس تتجادلان حول أمورٍ مالية أو غيرها ولاتدركان في الواقع حقيقة تأثير الدومينو، لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر أحداث فترة زمنية معينة فلتكن من أغسطس 2012 الى الوقت الحاضر، أي لفترة سنة وثمانية أشهر فقط وسنرى أننا لا نلتفت الى الأمور الخطيرة التالية:
هناك خلايا بعثية موالية للنظام السوري في الكويت، بعض هذه الخلايا يمتهن التجارة في الأسواق الكويتية ومن مصلحتها بقاء النظام السوري لأنه يحقق لها منافع مالية، وقد تتعاطف معه حتى لوتطلب الأمر الاضرار بالوضع الداخلي في الكويت، يكفي ان المحاكم الكويتية كانت قد أدانت شبكة التجسس الايرانية، وعلى الحكومة ألا تتهاون في موضوع الخلايا النائمة كما تهاونت في السابق، وايران والنظام السوري مكملان لبعضهما البعض، وفي بيئة كهذه تنشط الجريمة فقد حاول ايراني تهريب ملابس عسكرية كويتية من ميناء الشويخ الى خارج البلاد قبل القبض عليه ثم اعترافه للسلطات بتكرار تهريب هذه الملابس، وبفحص الملابس تبين أنها تتبع عدة جهات «الجيش والحرس الوطني والقوات الخاصة»، وهناك أيضاً عمليات تهريب خطيرة لأسلحة ومخدرات وممنوعات عبر الحدود الشمالية، ولقد أدت الوساطات، وخاصة التدخلات النيابية في التعيينات والترقيات والقبول في كلية الشرطة، الى وصول عناصر غير كفؤة لمواقع حساسة، والأخطر في هذه الوساطات استبعاد العناصر المنتجة والكفؤة من مواقعها الصحيحة.
السعودية استطاعت القبض على 21 متهماً خططوا لاستهداف أمن الكويت، وهي فائدة عظيمة للكويت، واذا تحدثنا عن العراق نجد مسؤولاً في حزب الله العراقي هو واثق البطاط يعترف بان جماعته هي من أطلقت قذائف هاون على مركز العوجاء السعودي في حفر الباطن، ومن غير المستبعد ان يكون للبطاط أتباع في الكويت قد يتسببون في ايقاع الأذى والضرر بالبلاد، ويوجد في العراق بعض التنظيمات الخارجة عن نطاق الانضباط الأمني، وقد رأينا ماحدث للبايب الحدودي، فما بالنا بوجود تنظيم مسلح مثل حزب الله العراقي.
لكن الأخطر من هذا كله هو «ان استمرار مشاركة عناصر كويتية بالقتال في سورية والخارج سيؤدي حتماً الى ان تكون البلاد مصدراً كبيراً للارهاب» فقد تلقت الكويت معلومات تحذر من ان «جهاديين سعوديين يقاتلون في سورية يخططون لاتخاذ الكويت مقراً لهم خوفاً من امكانية ملاحقتهم وسجنهم في حال عودتهم الى بلادهم»، تطبيقاً للأمر الملكي السعودي تجريم وسجن أبناء المملكة الذين يقاتلون في الخارج، وأسباب عودة الجهاديين السعوديين من سورية أنهم «آثروا الانسحاب من الميدان السوري بسبب الاشتباكات بين فصائل ومجموعات المعارضة السورية، والتي أدت الى مقتل سعوديين يقاتلون في صفوفهم، والخوف من ان تتخذ هذه المجموعات من الكويت مقراً بديلاً عن السعودية».
هذه المخاوف بالذات، أي الخوف من ان تتخذ هذه المجموعات من الكويت مقراً بديلاً عن السعودية، تتزامن مع دعوة وسيط الجماعات الجهادية السعودي عبدالله المحيسني الكويتيين والقطريين والسعوديين للمساهمة في تحرير سجن مدينة حلب! (أي توريط الكويت بأمور خارجية فما أسوأه من تفكير فاسد وتطرف عنيف) ثم جاء تحذير معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد بأن «أحداث سورية صارت على أبوابنا» وان خطرها سيمتد الى المنطقة كلها، وأخيراً خرج علينا مسؤول في الائتلاف السوري المعارض هو خالد شبيب يطلب فيه ان تتبنى الكويت تدريب قضاة سورية الجدد عبر دورات قضائية وقانونية لما للكويت من رصيد ناصع في مجال القضاء، هذا اللي ناقص!.
هذه الأحداث جرت فقط خلال سنة وثمانية أشهر فقط، وهي غيض من فيض، فما بالنا لواستعرضنا مزيداً من حوادث ادخال السلاح واثارة الفتن، وبتأثير الدومينو أيضاً من كان يتصور ان يحدث انفجار سيارة في البحرين، نعم حدث الانفجار في موقف مسجد عيسى بن سلمان بمنطقة الرفاع وقت أداء الصلاة في رمضان الماضي، بل من كان يتصور ان تحدث تفجيرات في مصر؟!!.
نأمل من وزارتيّ الداخلية والدفاع الضرب بيدٍ من حديد وإبعاد أي وافد يقوم بأعمال تمس الوحدة الوطنية أو يُشتبه في انتمائه الى جماعة الاخوان، والمراقبة الشديدة لخلايا البعث الموالية للنظام السوري في الكويت، مع ضرورة انشاء هيئة دائمة لادارة الأزمات ومواجهة الكوارث وتداعيات الحروب، وتنفيذ خطة محكمة على مستوى الحدث من شأنها المحافظة على أمن الكويت وسلامة مواطنيها وتأمين سلامة منشآتها، وعلى الكويت ان تأخذ الحيطة والحذر وأن تعمل على وضع خطة للطوارئ، وتفعيل قانون الدفاع المدني لسنة 1970.
وسواء كانت هناك اتفاقية أمنية مع دول الخليج كماهو واقع الحال الآن أو لم تكن أصلاً، فهل نتقاعس عن حماية أمننا الوطني؟!! هل نفسح المجال للعناصر المجرمة لكي تحيل أمن بلادنا الى جحيم؟ واقعنا المحلي يثير الأسى والألم، لم نحسب جميع الاحتمالات واختلطت علينا الأولويات وأصبحت الكويت في فوضى من التركيبة السكانية الشاذة، وبفعل تأثير الدومينو قد يأتي يوم تكون فيه معظم مدخرات أجيال الكويت القادمة مخصصة لبناء ما تدمر في المنطقة العربية، فالدول العربية ستطرق أبواب الدول الخليجية تطلب المساعدة، هم يخطئون ونحن ندفع الثمن، قمة التخلف! وأقصى مانخشاه ان تنقلب الكويت من بلدٍ وديع الى مصدرٍ لتربية ارهابيين وساحة لدعاة قطع الرؤوس.
آه ياوطن!.

أحمد الدواس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3185.0025
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top