

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 11:44 توقيت الصلاة العصر 14:57

مقالات

A A A A A

خُبْرُ الحياة

وسمية المسلم

2014/02/20

10:06 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

علينا ألا نغالي في أفعالنا وألا نتجاوز الحدود في سلوكياتنا

الكفاءات البشرية وخبراء العلم والثقافة ثروة توازي بقيمتها المعادن النفيسة والثمينة بل تتفوق عليها في أهميتها وقيمتها لذا يجب عدم التفريط والاستهانة بها فهذه الكفاءات البشرية قد هضمت وتحصنت بالكثير من التجارب الحياتية والعلمية لذا من اللازم الاستعانة بها وعدم التفريط بها والحياة كلها تجارب ومدارس، فأول مدرسة تعلمت منها أهم دروس الحياة منزلي من والدي ووالدتي وأختي الكبرى رحمهم الله جميعاً وأختي الغالية نورة حفظها الله ورعاها وأطال الله عمرها، فقد تعلمت منهم الشيء الكثير منحوني العطف والحنان والارشاد والتنبيه والحث على العلم والدراسة.
اما المدرسة الثانية فهي جامعتي جامعة الكويت تعلمت من الجامعة الاستقصاء في البحث المستمر وعمق الدروس والاعتماد على النفس والصبر على الرجوع الى المراجع المختلفة واحتمال العناء في التحصيل العلمي فتفتحت أذهاننا واتسعت ثقافتنا وتعلمنا على يد علماء أفاضل برتبتهم العلمية العالية غالبيتهم من الشقيقة العربية مصر وأقلية من الشقيقة العربية العراق ولهم تجاربهم في الحياة ويتمتعون بسعة الأفق استمدوها من أعمالهم ومناصبهم واطلاعهم الواسع وقد كنا نستنير بآرائهم وتوجيهاتهم.
اما المدرسة الثالثة فهي وزارة التربية ففي اول يوم دراسي للعمل في مهنة التدريس، شعرت بغموض ينتابني كغموض الليل ولكن على ان اثق بنفسي وان ابذل جهدي للمسار التربوي واسبر اغوار هذه المهنة وهي من انبل المهن وأشرفها.
دلفت حجرة الدراسة الخاصة للمعلمات شعرت بالوجل والوقار في جو مفعم بالعلم والمعرفة يوجد بهذه الحجرة ثلاث طاولات خشبية كل طاولة تتسع لست معلمات ولكل معلمة درج خاص بها بدأت حياتي في مهنة التدريس لاعمل مع اخوات فاضلات غالبيتهن من الاشقاء العرب من مصر وفلسطين والاردن عركتهن الحياة وعركنها وكن اكبر مني سنا واكثر مني خبرة في الحياة وهن على اختلاف تخصصاتهن العلمية كنت أستمتع استمتاعاً مفيدا اثناء مناقشتهن حول موضوع دراسي محدد واكثر ما يشوقني عندما نناقش موضوعاً جغرافياً معيناً وعندما يحتد النقاش فيما بيننا ارى الاطالس الجغرافية العالمية والإقليمية والعربية قد أُخرجت من الأدراج لتدار فيما بيننا لتحديد موقع مدينة او اسم نهر او تحديد منطقة صناعية في دولة ما، واسباب قيام الصناعة في هذه المنطقة، وهكذا ولكن في النهاية نخرج بنتيجة ايجابية ومرضية ومفيدة وفيها الكثير من الإثراء العلمي وقد يزيل الشك واللبس إن وجد، وقد تحدث اختلافات في الرأي فهنا تختلف ردود الفعل من شخصية الى شخصية اخرى، قد تمررها شخصية بسرعة البرق وقد تقف عندها شخصية أخرى لتمحصها وتفحصها وترد عليها وشخصية ساخطة ومتبرمة وشخصية اخرى واسعة الصدر والنفس فتتقبلها بروح من الشجاعة والايجابية وغيرها من ردود الافعال المختلفة وهذا يرجع الى ما اكتسبه الفرد من السلوكيات من بيئته التي احاطت به والفروق الفردية فيما بينهم لذا علينا ان لا نغالي في افعالنا وألا نتجاوز الحدود في سلوكياتنا والتكيف والانضباط مع المجاميع البشرية على اختلاف اعمالهم وتخصصاتهم والاعتدال في الامور هو الطريق الآمن والسالك.
وخبرة الحياة التي مررت فيها سابقا استفدت منها لاحقاً وكل هذه الخبرة اختزنتها في نفسي وفكري وقد أسعفتني كثيرا في حياتي ومستقبلي فعندما احتاجها كنت ألجأ اليها لتسعفني، وكل ما تلقته حواسنا او دار في خلدنا أثناء حياتنا يستقر في قرارة انفسنا وهو العامل الاكبر والحاسم في تكوين شخصيتنا.

وسمية المسلّم

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

991.0112


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة