مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أين الدليل يا شيخ سالم الطويل (3)

عبدالعزيز بوطيبان
2014/01/24   12:59 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

إنها مسألة خلافية ولكل دولة إسلامية الحق في أن تأخذ ما يناسبها من الآراء المختلف فيها


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد.
فقد كتبت مقالا في الرد على الشيخ سالم الطويل حفظه الله في اعتراضه على قطاع الإفتاء، على خلفية فتوى صدرت من قطاع الإفتاء تجيز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ثم عندما رأيت الشيخ لايزال مصراً على رأيه، أتبعته بمقال آخر وذكرت فيه الأدلة من الكتاب والسنة على جواز التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته، ورتبته على أن يكون هذا هو الرد الأخير على الشيخ، حيث إن ما ذكرته في المقالين الأول والثاني من قول السلف وفقهاء المذاهب وعرض أدلتهم من السنة كان كافياً لمن أراد البحث عن الحق في هذه المسألة بشكل عام وإجمالي.
ولكنني تفاجأت بأن الشيخ قد واصل في الرد على مقالي الثاني. وهنا أذكر ما نبهت عليه في مقالي الأول من أن الشيخ يريد جر القطاع إلى جدال في هذه المسألة.
وإنني سألتزم بما قلته في بداية مقالي في الدفاع عن فتوى قطاع الإفتاء، وسأتابع ردي على مقالات الشيخ من هذا المنطلق على ما يأذن به الله تعالى.
استدراك وتوضيح:
لا يظن ظان إنني عندما علقت على الحديث الذي استشهد به الشيخ وهو عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «الدعاء هو العبادة» إنني أقلل من شأن الدعاء: فحاشا لله أن أعتقد ذلك، وإن فهم مني ذلك فإنني استغفر الله وأتوب إليه. فدعاء الله عز وجل والتذلل إليه والفرار إليه مما سواه هو الأصل وهو الواجب، قال القاضي: هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمى عبادة لدلالته على الإقبال على الله تعالى والإعراض عما سواه، أي ولإظهار العبد من نفسه العجز والاحتياج لله تعالى والاعتراف بأنه قادر على إجابته. ا.هـ.
وأما التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو إما جائز أو مندوب خصوصاً عند زيارة القبر الشريف كما هو مقرر عند فقهاء المذاهب الأربعة، وإنما كان تعليقي على كلام الشيخ في سياق الدفاع عن مشروعية التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس إلا.
قلت في مقالي الأول «لا يحق للشيخ سالم الطويل أن يفرض على قطاع الإفتاء في الكويت أن يكون منساقاً أو تابعاً لأي جهة إفتاء في العالم الإسلامي».
فرد علي الشيخ بمقال «النصح والبيان» - 2- بتاريخ 2014/1/6.
قال الشيخ: والإسلام دين واحد لا يختلف من مكان إلى مكان ولا من زمان إلى زمان فالتوحيد هو التوحيد قديماً وحديثاً والشرك هو الشرك في الشرق والغرب، والحلال هو الحلال في الليل والنهار، والحرام هو الحرام في الشمال والجنوب. أهـ.
أقول: وأكرر ما قلته لك يا شيخنا الفاضل في المقال الأول. إن هذه مسألة خلافية منذ القرن السابع الهجري. وان الكلام الذي تتكلم عنه إنما ينطبق على المسائل القطعية والمتفق عليها. وأن الذي نتكلم عنه هنا التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وانها مسألة خلافية ولكل دولة إسلامية الحق في أن تأخذ ما يناسبها في الآراء المختلف فيها.
وإنني لم أذكر هذه العبارة إلا لأنك أقحمت لجنة الإفتاء لدولة عربية لكي تستشهد بها في ردك على قطاع الإفتاء في بلدك، وأهملت الدول العربية الأخرى التي يوافق رأيها ما أفتى به قطاع الإفتاء في بلدك.
قال الشيخ: فقولك يا أخ بوطيبان: (فكل بلد له خصوصيته، فمفتوه وعلماؤه أولى به) باطل ظاهر البطلان، وأكبر دليل على بطلانه ان المسلمين- وأنت منهم- ما زالوا يستدلون بكلام علماء ليسوا في مصرهم ولا عصرهم فيقول المصري مثلا: قال الإمام أبو حنيفة إلخ…
أقول: نحن لا نختلف معك يا شيخ في هذا! ولكن أيضا فإن لكل بلد خصوصية يختلف بها عن البلاد الأخرى، من عادات وتقاليد وعرف وغيرها. لذلك عندما سأل الإمام الليث وهو في مصر الإمام مالك وهو في المدينة رحمهما الله عن مسائل وقعت في مصر، فقال له الإمام مالك أنت إمام واجتهد فيما تراه موافقاً للشرع أو كما قال، ومثله قال الإمام ابن القيم «الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان».
الشيخ يناقض كلامه: ففي فترتين متقاربتين قال الشيخ: وهكذا المسلمون كانوا وما زالوا يستدلون بفتاوى علمائهم ولو كانوا من خارج بلادهم، ثم بعدها بفقرة يقول: «ثم لو سلمنا جدلاً بما ادعيته فلجنة الفتوى في وزارة الأوقاف الكويتية ليسوا جميعاً كويتيين فمنهم المصري ومنهم السوري ومنهم الفلسطيني ومنهم الكويتي من أصل إيراني، ومن هنا دخلت على الكويت هذه الفتوى الشركية الباطلة».
أقول: وزيادة على ما في كلام الشيخ السابق من التناقض، فإن فيه دليلا واضحا واعترافا غير مباشر على ما ذكرنا من قبل في أن ما أفتى به قطاع الإفتاء، في الكويت في هذه المسألة موافق لما عليه جمهور العلماء في العالم العربي والإسلامي.
وهنا نسأل فضيلة الشيخ: من أين تخرج هؤلاء العلماء الأفاضل؟ أليس من جامعة الأزهر في مصر وجامعة دمشق في سورية وجامعة الزيتونة في تونس وجامعة عمان في الأردن وغيرها في الدول العربية والإسلامية، فهل هذه الجامعات الإسلامية العريقة تدرس الشرك وتخرج علماء لا يعرفون التوحيد؟!
فيا شيخنا الفاضل إن راية التوحيد لا تزال مرفوعة في جميع العالم الإسلامي وستظل بإذن الله، نعم سيرفع العلم كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ولكن هذا ليس وقته ولا زمانه.
أما الآن ونحن في زمن العلم وانتشار العلم فلا، فمن بحث عن العلم الصحيح وجده ووجد أهله إن ترك التعصب والتنطع والغلو وأخلص النية لله تعالى. والشرك موجود في العالم وبكثرة ولكن ما نقصده هو أمة الإجابة المسلمين الموحدين، فهو وإن ظهر فيهم فإنه قليل والسواد الأعظم بريئون منه ولا يخفى على علماء الأمة الراسخين في العلم.
قال الشيخ: وأما قول الأخ بوطيبان (إن هذه الفتوى جاءت لتؤكد أن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كانا أمراً غير مستنكر عند أهل الكويت قديماً حيث لم يعترض أحد على هذه الفتوى حين صدورها).
قال الشيخ أقول: هذا الذي دفعني للكلام والاستنكار، وقد صدرت من جهة حكومية رسمية دون استنكار مع أنها مخالفة لأصل دين الإسلام ومناقضة للتوحيد، فكيف أسكت عنها؟!.
أقول: عندما قلت هذا القول لا أقصد فيه وقت صدور هذه الفتوى قبل عشرين سنة، ولكني كنت أقصد أهل الكويت قديماً وهناك شواهد لا يسع المجال لذكرها، وحتى لو عرض هذا السؤال على أهل الفتوى قبل ستين سنة وهو بداية تأسيس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لأجابوا بنفس الجواب. لأن الذي يفتي في تلك الفترة المباركة من الوزارة والتي كانت تعكس عبق الماضي المبارك عند أهل الكويت، هم المصري والسوري والأردني والفلسطيني!
ثانيا: إن قولك هذا يفيد معنين لا ثالث لهما! الأول: إما إن جميع أهل الكويت قديماً وحديثاً من أهل العلم والدعاة والعامة لا يعرفون شيئاً عن التوحيد. الثاني: أو أنهم علموا أن هذا شرك ومناقض للتوحيد وسكتوا عنه. فهذا ما يفيد معنى كلامك. فأنت إذاً بين أمرين أحلاهما مر في تقريرك لهذا الكلام واعتراضك على قطاع الإفتاء.
قال الشيخ: وهكذا المسلمون كانوا وما زالوا يستدلون بفتاوى علمائهم ولو كانوا من خارج بلادهم. وفي غير زمانهم، ولا ينكر ذلك إلا مكابر. ثم قال فائدة: فذكر كلاماً نقل فيه قولاً عن التوسل للشيخ ابن تيمية رحمه الله، (ولا يخفى أن كلام الشيخ عن التوسل والإستغاثة كله مأخوذ عن ابن تيمية بطريق مباشر أو غير مباشر).
نقول للشيخ: على العين والرأس وها نحن نستدل بفتاوى علمائنا كما فعلت أنت ذلك.
قال شيخ الإسلام تقي الدين علي السبكي الشافعي رحمه الله تعالى: وكان معاصراً للإمام الذهبي وابن تيمية قال في كتابه «شفاء السقام» الباب الثامن في التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلي الله عليه وسلم.
اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ولم يذكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع في زمن من الأزمان، (شفاء السقام) ص153 لذلك ننصح بقراءة هذا الكتاب القيم في بابه. وقد ألفه للرد على من أنكر التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا أردت أن تعرف المنزلة العلمية لشيخ الإسلام التقي السبكي، وقد ولي مشيخة دار الحديث وخطابة الجامع الأموي بدمشق ومدحه الذهبي بقوله:
ليهنَ المبر الأموي لما
علاه الحاكم البحر التقي
شيوخ العصر أحفظهم جميعاً
وأخطبهم وأقضاهم علي
ونزيدك نافلة من العلم. قال: الإمام القدوة، حامي السنة وقامع البدعة ابن الحاج المالكي رحمه الله المعاصر لابن تيمية أيضاً في كتابه (المدخل) في فصل زيارة القبور، بعد كلام طويل ونفيس (فصل) وأما في زيارة سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه، فكل ما ذكر يزيد عليه أضعاف أعني في الإنكسار والذل والمسكنة، لأنه الشافع المشفع الذي لا ترد شفاعته ولا يخيب من قصده، ولا من نزل بساحته، ولا من توسل أو استغاث به. اهـ.
فهل هذان الإمامان لا يعرفان التوحيد ويدعوان إلى الشرك؟! {سبحانك هذا بهتان عظيم}. فكيف يقال هذا الكلام عنهما وعلمهما لازال العلماء وطلبة العلم ينهلون منه ويدرس في الجامعات.
اللهم اشرح صدورنا للحق وارزقنا اتباعه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

عبدالعزيز بوطيبان
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3208.9892
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top