مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

لله درك يا كويت!

عزيزة المفرج
2014/01/21   08:50 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الكفاءة صارت بلا مكافأة والثقة تعطى لمن لا يستأهل الثقة


الكويت، حبيبتي الغالية، متعبة مرهقة، عليلة كليلة، منسية مهانة، توارت عنها السعادة والبهجة، واختفى منها النشاط والهمة، وأسباب كل ذلك لم تعد خافية على أحد.الكويت، نهر العطاء، ونبع الخير، الذي سقى البعيد والقريب، والعدو والحبيب، الدرّة التي راحت في سبيل عودتها من بحر الظلمات أرواح، وما كنا نظنّها الينا تعود، تعاني من مرض غريب عجيب، وهو أنها بقدر ما أعطت، وبقدر ما منحت، وبقدر ما أكرمت، بقدر ما هي بعيدة عن القلوب، قلوب حكامها، وقلوب مواطنيها، وقلوب الوافدين اليها، وها هم جميعا يتبارون في ايذائها وبهدلتها ومضايقتها، بلا أدنى احساس بحنان أو بعطف أو بشفقة عليها.كل واحد من هؤلاء له نصيبه من الاساءة اليها، واذا عذرنا وافدا غريبا ليس بينه وبينها رابط حب، فكيف نستطيع ان نعذر ابنها المواطن الذي ترعاه من المهد الى اللحد، واذا وجدنا عذرا للمواطن، الابن غير البار بها، فما هو عذر من يديرون الأمور فيها! لماذا لا يتقدمون بحماسة وجسارة، ويفعلون شيئا ملموسا، وهم يشاهدون اللخبطة، والخراب والفوضى تطول كل شيء حولهم.كيف يهون عليهم ان يغلقوا عيونهم، ويصمّوا آذانهم، ويوصدوا عقولهم ووجدانهم أمام جميع تلك الاشارات التي تدعوهم كل يوم للتصرف، وتناديهم في كل وقت لاستخدام سلطاتهم وصلاحياتهم، وهل يعتقدون ان ذلك التجاهل فيه مصلحة لأحد؟ هذه المباراة الساخنة بين كثيرين من أجل ان تكون الكويت أكثر ضعفا، وأكثر قبحا، وأكثر عجزا، وأكثر تخلفا، وأكثر تدهورا، وأكثر تراجعا، لا تريد ان تنتهي، وهاهي مجالات وجوانب كثيرة في الكويت فسدت، أو تلفت، أو أعطبت، فالتعليم بلغ من الرداءة منتهاه، والصحة تشكي الحال، والأشغال هم وغم، والرياضة متدهورة، والنظافة ضائعة، والثقافة منتهية، والجرائم بكافة أنواعها منتشرة، والقلوب متباعدة، والخلافات محتدمة، والجمرة من تحت الرماد مشتعلة.لم يعد للشرف قيمة، ولا للعدالة أهمية، ولا للمساواة تقدير، ولا للتميز تبجيل، أما الكفاءة فقد صارت في بلادي بلا مكافأة، والثقة تعطى لمن لا يستأهل الثقة.الكذّاب والمتحايل والوصولي والمتسلّق والأحمق والغبي والمتمصلح له في بلادي صدر المجالس، وله الحشيمة والكرامة، والشريف، والعفيف، والمخلص، والقدير يبعد، ويهان، وتمرمط بكرامته الأرض، وعلى رؤوس الأشهاد.لا عقاب للمهمل والكسلان والمرتشي والسارق والضعيف والمتسيّب والمتخاذل، ولا تقدير للنشيط والذكي والنزيه والأمين والقوي والملتزم والمهتمّ، ومسطرة التقييم عند الجميع أبعد ما تكون عن الحق والعدالة، وقل لي على من تستند، أقول لك من أنت.في بلادي من يريد ان يفعل شيئا صحيحا يتراجع ويحجم بعد ان يشاور عقله، لأنه على عكس المنطق - يخشى في الحق لومة لائم – أما من أطاع ضميره، وحزم أمره، وبلع حبة الشجاعة وفعل، فقد لقي الخسارة والخذلان، اما باستبعاده من المشهد، أو باهماله وركنه على الرف، أو بخذلانه بتسفيه قراراته، والنتيجة كما نشاهدها حولنا، فوضى وربكة وغش وتردٍ نشكو منه كل يوم، فرحمتك يا رب العالمين.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2269.0018
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top