خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

واشنطن بوست

ماذا ستفعل إدارة أوباما لوقف الكارثة السورية؟

2013/10/30   04:57 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
أوباما باكياً في إحدى المناسبات (صورة أرشيفية)
  أوباما باكياً في إحدى المناسبات (صورة أرشيفية)



يقول وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إن حاكم سورية بشار الأسد يشن الآن «حرب تجويع» ضد أبناء شعبه، وشجب كيري بكلمات قوية على موقعه الالكتروني في وزارة الخارجية الأمريكية قيام النظام، وعلى نحو منهجي، بمنع وصول المساعدة الطبية والإمدادات الغذائية وغير ذلك من مساعدات إنسانية لقطاعات كبيرة من السكان، مضيفاً ان تكتيك النظام هذا من شأنه أن يؤدي لكارثة إنسانية كبرى. وبعد أن وصف ما يجري بـ«غير المحتمل»، قال كيري إن على العالم التحرك والعمل بسرعة.
والسؤال إذاً: ماذا ستفعل إدارة اوباما لوقف هذه البربرية؟
الرد ببساطة: لا شيء سوى إصدار بيانات وتصريحات قوية لا معنى لها.
والحل الذي اقترحه كيري نفسه هو أن يضغط حلفاء سورية كروسيا وإيران على دمشق كي تغيّر سلوكها هذا، وقال: النظام الذي استخدم الغاز ضد أبناء شعبه، ويمنع بشكل منهجي وصول المواد الغذائية والطبية إليهم، لن ينصاع لإدارة المجتمع الدولي إلا من خلال الضغط عليه.
ولذا يتعيّن على حلفاء الأسد، الذين يؤثرون على حساباته، مطالبته بالالتزام بالمعايير الإنسانية الدولية.
والحقيقة أن كيري على صواب في تعليقه على الأزمة الإنسانية السورية التي باتت شديدة جداً. إذ تقول فاليري أموس رئيسة الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة إن هناك ما يربو على مليونين ونصف المليون سوري، منهم 290.000 إنسان، في مناطق تحاصرها قوات الحكومة ولا تصلهم المساعدات الدولية. بل وهناك تقارير موثوقة تتحدث حول موت الأطفال جوعاً في ضواحي دمشق. وهذا عدا عن انتشار الأمراض ومنها «الحمى القرمزية»، طبقاً لتقرير بعث به لاف دي موريس من صحيفة «واشنطن بوست» مؤخراً.

أماني غير واقعية

لكن الاعتقاد بأن روسيا وإيران ستضغطان على دمشق من أجل الإيفاء بالتزاماتها الدولية هو ليس سوى أمنية لا صلة لها بالواقع. فقد كانت روسيا هي من منع مجلس الأمن الدولي في المقام الأول من تبني قرار ملزم يأمر النظام بفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية هذا الشهر.
وظهر هذا واضحاً على أرض الواقع عندما امتنعت السلطات السورية عن إصدار تأشيرات دخول لعمال الإغاثة وأوقفت قوافل الإغاثة عن الحدود ونقاط التفتيش.
ومن المفيد الإشارة هنا الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن استخدم نفس هذا التكتيك في الشيشان قبل عقد مضى مما أدى لوقوع كارثة إنسانية كبرى هناك أيضاً.
أما بالنسبة لإيران، فإن قادتها العسكريين وميلشيا حزب الله التي تعمل بالوكالة عنها هم الذين يقفون وراء محاصرة المناطق التي يطالب كيري بوصول المساعدات الإنسانية إليها.
ولاشك أن هجوم كيري البلاغي والعاجز هذا ما هو إلا نتيجة طبيعية لتراجع سياسة الرئيس أوباما في الشرق الأوسط هذا الخريف.
إذ كان أوباما قد تحدث خلال خطابه في الأمم المتحدة حول سورية باعتبارها مجرد حرب أهلية عادية، وأكد ان الولايات المتحدة لن تعمل من جانب واحد أو تتحرك عسكرياً في المنطقة إلا إذا تعرضت مصالحها الأساسية للتهديد. ومن الواضح ان سريان النفط بأمان كان على قائمة هذه المصالح وغاب عنها بالطبع القيام بأي عمل لمنع أعمال القتل الجماعي.
ويحدث هذا في وقت يمكن التأكيد فيه ان الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع إنقاذ المدنيين السوريين فهي تستطيع القيام بذلك بنفس الطريقة التي فرضت بها على الأسد الاختيار بين إما تلقى ضربة عسكرية مدمرة أو التخلي عن أسلحة كيماوية.
غير أن مثل هذا الخيار لم يعد من ضمن مبادئ أوباما الجديدة، وهذا ما يجعل إدارته غير قادرة على العمل لإنقاذ ملايين السوريين المهددين اليوم بالموت جوعاً وبقصف القنابل والصواريخ وانتشار الأمراض.
أخيراً، يقول كيري: ليس بوسع العالم الانتظار، والاكتفاء بمراقبة الأبرياء وهم يموتون.
لكن يبدو أن إدارة أوباما تستطيع ذلك، فكل ما تفعله الآن هو إصدار البيانات والتصريحات الفارغة التي ليس لها أي تأثير على أرض الواقع.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.9938
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top