مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

دَورِي المُحْبَطْ في تمثيلية حيوانات الغابة

أيوب حسين الأيوب
2012/10/15   10:24 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



عندما كنا صغاراً وأعمارنا تتراوح ما بين الثانية والثالثة عشرة، وفي عام 1944م تقريباً بَرَزَ فينا أحد الصبية وهو عبدالعزيز سليمان الجاسم الذي يكبرنا سناً وعرض علينا احدى التمثيليات الشعرية لنقوم بتمثيلها، فوزع علينا الأدوار مكتوبة على ورق وكانت شبه قصة عن حيوانات الغابة الذين اجتمعوا حول كبيرهم الأسد الذي قام بتمثيل دوره هو، ومنهم الدب والذئب والثعلب والضبع والحمار.
وأخذ الأسد يسأل كل حيوان مفترس عن حِيَلهِ ومغامراته، فأخذ كلٌ يُقصُّ عليه قِصَصَهُ الإجرامية وسطوِه على حظائر الدجاج والأغنام ونبش القبور وغير ذلك من الاعتداءات المنفردة، فيستحسنها لهم الأسد.
ولما جاء دور الحمار قال إنه لم يعمل شيئاً سوى أنه أكل عشباً، وحينئذٍ قامت قيامةُ الأسد واعتبر ذلك جريمة كبرى يعاقب عليها القانون بأشد العقاب حتى الإعدام.
فَحََرَّضَ عليه جميع الوحوش فمزقوه شر ممزق. وهذه تمثيلية عادية مكتوبة في قراءة الصف الثالث في تلك السنوات. وكانت بدايتها (نحن اجتمعنا هاهنا حتى نرى في أمرنا..!) ولكن الذي أقصده من هذا الموضوع أنه لما سمع المرحوم الأستاذ خالد المسلم بأمرنا وهو المدرس بالمدرسة المباركية، استضافنا في بيته الصغير الواقع في (الفريج) وفرش لنا حصيراً في ليوانه ليكون مسرحاً نؤدي عليه أدوارنا وجلس هو وامرأته قريباً منا على كرسيين ليمثلا (جمهور المتفرجين).
وقبل أن أروي ما حدث لي أود أن أذكر أسماء الممثلين وهم:
-1 عبدالعزيز سليمان الجاسم الذي قام بدور الأسد.
-2 جاسم عبدالرحمن الجاسم.
-3 سليمان محمد عبدالوهاب.
-4 وآخر لم اتذكر اسمه.
-5 وأنا.
-6 ثم أحد المشاركين واسمه (عبدالله النابت) الذي أُعطِي دور الحمار في هذه القصة وهو شخصية هزلية لا يعرف القراءة ولم يتلزم بدوره وتَقَمَّصَ لنفسه دوراً جديداً خارجاً عن تمثيليتنا حيث قام بِدَوْرِ قطٍ يحبو على رجلينِ ويَدَيْنِ و(يُنَاوِي) كالقط تماما، وتركهم جميعا ولم يتسلط إلا عليَّ انا. فكلما أردت ان أُأَدي دوري وأنا في غاية الجديَّة يتقدم نحوي حبواً ويشغلني عن أداء الدور فَيُضْحِك عليَّ الجميع الذين تركوا أدوارهم أيضاً وانشغلوا بالضحك وحتى (جمهور المتفرجين) الذين غشوا من الضحك على حركاته الغريبة إذ صار يدور داخل البيت ثم يركب على عتبات الدرج فَيُطِلّ علينا برأسه ثم ينزل حبواً ويكرر إيذاءه لي ولم يجد من يَرْدَعُه أو يَسْتَنكِرْ عليه فِعْلَتَه فوضعني في إحراج شديد بين زملائي و(جمهور المتفرجين) وضيَْع علينا أتعابَنا وحِفْـظِنَا وَجِدِّيَّتِنَا.
ويا ليته كَفَّ عنَّي وذهب لغيري بل استهدفَني بذاتي وقام يتردد عليَّ بين لحظة وأخرى متقمصاً دور القط فمرة يخمشني وتارة (يناوي) بجهي وما زاده على إيذائي إلا ضحكهم عليه، وكم تمنيت أن يوقف هزله معي فينصرف وأتخلص من أذاه.

أيوب حسين الأيوب
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
816.0146
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top