مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نافذتي

الإعلام الكويتي ونبذ الكراهية!

د.خالد القحص
2012/10/09   10:18 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

تقاطع دوائر السياسة والاقتصاد مع الإعلام يجعلنا أمام ثالوث خطير


يأتي الحديث الذي أدلى به حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، خلال اجتماع لمجلس الوزراء ترأسه سموه في قصر السيف، يأتي الحديث في وقت أحوج ما تكون الكويت اليه، حيث تطرق سموه لمجموعة من القضايا الملحة، والتي تشغل بال المواطن الكويتي، كما أنها تشغل بال المتابعين للمشهد السياسي في البلاد، ويأتي هذا الاجتماع بعد صدور مرسوم ينص على حل مجلس الأمة 2009، وبالتالي نحن أمام استحقاق انتخابي في الأشهر القليلة القادمة، الأمر الذي يؤكد أهمية المحاور التي تطرق لها صاحب السمو أمير البلاد، خاصة حين أكد سموه «على ثقته التامة في وعي الشعب، وادراكه لخطورة الأوضاع المضطربة التي تعيشها العديد من دول المنطقة وانعكاساتها وآثارها، والتي تستوجب اتخاذ كل وسائل الحيطة واليقظة والعمل على تماسكنا وتعاضدنا وتقوية لحمتنا الوطنية». كما دعا سموه في حديثه الى أهمية العمل على انجاز عدد من مشروعات القوانين، ومنها مشروع قانون نبذ الكراهية وصيانة الوحدة الوطنية، وتجريم كل عمل يمثل المساس بوحدة الكويتيين وتلاحمهم المعهود.
ان المراقب للمشهد الاعلامي الكويتي، وتحديداً الاعلام الخاص بشقيه الصحافي والتلفزيوني، سيلحظ أننا أمام ضبابية كثيفة، تنعدم معها الرؤية، تقود الاعلام الكويتي الى أداء متذبذب، وربما مضر أو مسبب لمجمل الأمور التي نعاني منها كمجتمع في موضوع الوحدة الوطنية، وتفشي خطاب الكراهية والتخوين والاقصاء، بطريقة لم يسبق للاعلام الكويتي ان أوغل فيها، مما حدا بظهور ممارسات خاطئة، بل مشينة ومعيبة لمسيرة الاعلام الكويتي، والذي يتوقع المرء أنه بعد كل هذه التجارب والخبرات التراكمية للاعلام الكويتي، ان يرى اعلاماً ينضح بالمسؤولية، ويتميز بالأداء المحترف، ويُعنى بالمهنية، لكن هذه الأماني تذهب أدراج الرياح، حين نرى ضعفاً في الأداء المؤسسي لبعض القنوات الفضائية الخاصة ولبعض الصحف الكويتية، يأتي من انعدام الخبرة، أو ضعفها لدى من يدير تلك الصحف أو القنوات، ويعضد ذلك انعدام المهنية والاحترافية في ممارسة العمل الاعلامي بحسب قواعده المعروفة، وأصوله المتبعة، ويصاحب هذا كله تقاطع دوائر السياسة والاقتصاد مع الاعلام، الأمر الذي يجعلنا أمام ثالوث خطير، له القدرة على صياغة وتشكيل الرأي العام، جعلت بعض الصحف الكويتية وبعض القنوات الخاصة، تتخلى عن دورها في نقل الأحداث لتكون مشاركة في الأحداث بفعالية، وغدت لاعباً مؤثراً في المشهد السياسي الكويتي، مما جعلها أيضاً تنحاز للنخب السياسية والاقتصادية في المجتمع، بدلاً من ان تقترب من الجمهور، وتنحاز له.
ان وسائل الاعلام في المجتمعات الحديثة تحاول ان توازن بين الأمور، فمن ناحية هي لها مصالحها وتوجهاتها وحتى علاقاتها مع النخب، بحكم طبيعة عمل تلك المؤسسات، ومن جهة أخرى تحاول ان تضطلع بوظيفة المراقبة، للكشف عن أخطاء الأداء الحكومي، ولتوعية الناس لما يحصل في مجتمعهم، وحوله.
ولذا حتى لو كان لتلك الصحف أو القنوات توجه سياسي محدد، فانها تقوم بذلك بطريقة مهنية، قدر المستطاع، لكي لا تتحول الى وسيلة اعلامية مؤدلجة، وأحادية في وجهة نظرها، ومنحازة بكل وضوح، وربما بكل صفاقة، الى أحد الأطراف السياسية الفاعلة، الأمر الذي يفقدها جمهورها المتابع، أو معظمه، اذ لا شيء يضايق أفراد الجمهور أكثر من وسيلة اعلامية ترى بعين واحدة، وتتكلم بلغة واحدة مكررة، وتعرض وجهة نظر واحدة ممجوجة.
الجمهور يبحث عن الخبر وعن المعلومة، لكي يلبي حاجة فطرية في نفسه في ان يعرف ما يدور حوله، ولذا يبحث عن مصادر يعتمد عليها، ويثق بها في تلقي الأخبار والمعلومات منها. وسائل الاعلام تقدم بضاعتها للجمهور الذي يتعاطاها، ويتعامل معها، ويجربها، فان وجد فيها ضالته، والا مضى. وبالتالي، فأي خطاب أحادي، أو منحاز، أو ربما حتى كاذب أو مخادع، تطرحه بعض الصحف والقنوات الكويتية، ربما لن يكون له صدى أو قبول، لأن الناس بخبرتها وتجربتها، تعودت على طبيعة ذلك الخطاب، الأمر الذي يجعله يفتقد التأثير المطلوب، خاصة اذا علمنا ان الناس لها مصادر أخرى موازية، وحتى بديلة لوسائل الاعلام، فهي ليست مضطرة لكي تتابع تلك الوسائل المنحازة، والتي تتحدث بلغة رخيصة ومبتذلة، وبأسلوب يقترب من الهواة.
حديثي هنا بطبيعة الحال عن الجمهور النشط، الذي يستطيع تقييم الأمور بشكل صحيح، وهو الجمهور الذي يكون له تأثير في مجتمعه، والا فهناك شرائح من الجمهور، ربما يستهويها خطاب الاثارة، والتخوين، وكل ما يهدد الوحدة الوطنية، لكن هذه الشرائح، تميل الى ان تكون ضعيفة التثقيف، ومتدنية في مستوى التعليم، أو حتى المشاركة الفاعلة في الحياة العامة للمجتمع، وعليه فتأثيرها محدود، على الرغم من اتساع هذه الشريحة.
ان وسائل الاعلام الكويتية بشقيها الرسمي والخاص معنية بترشيد الممارسة الاعلامية، وتنقية الصف الاعلامي، وتشذيبه وتهذيبه، وتخليته وتحليته، حتى نرتقي بالمضمون الاعلامي، ويصبح للاعلام الكويتي قيمة مضافة، بدلاً من ان يكون معول هدم، بيد من لا يدرك ذلك.

د. خالد القحص
kalqahas@alwatan.com.kw
@drkhaledalqahs
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
324.009
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top