

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 03:53 توقيت الصلاة الفجر 4:25

مقالات

A A A A A

دريشة الوطن

كان قصراً من خيال

أحمد محمد الفهد

2012/08/14

03:57 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

تخيل.. أسرة واحدة، قررت بناء قصر فخم، على غرار القصور الاوروبية الحديثة.. فيه 10 صالات استقبال ملكية، و40 غرفة نوم «ماستر»..بحمام، وغرفة للمكياج و«الاستشوار»، وغرفة «للكبتات»! وفيه صالونات وصالات «بالهبل»..«لسوالف» حريم القصر و«للحش» بالناس ! هذه الصالونات تطل على مجموعة من الحدائق، وبيوت الزراعة التابعة للقصر..الحدائق فيها من مختلف النباتات والازهار، وتتوسطها «نوافير» – جمع نافورة - هادئة وجميلة، وتَشرح «النفس» ! بالقرب منها، مظلات من الخشب الابيض..تتسلقها اغصان لورود حمراء وبيضاء، وتجلس تحتها طاولات دائرية وكراسي مريحة، لتناول «الريوق» – وجبة الافطار - او «after noon tea».. على ضوء الشموع واصوات مياه النوافير..وهناك حمامات سباحة، دائرية، الوانها خلابة.. وفي شمال القصر ملاعب للتنس الارضي، وملاعب اخرى لكرة الطائرة، وملعب صغير لكرة القدم.. وفي جنوب القصر، «كراج» كبير، لكل انواع السيارات.. الرياضية والفخمة و«الجيب» و«الكشف»، وحتى.. «القرمبع» ! هذه الاسرة قامت بتربية ابنائها، افضل تربية، وارسلتهم لاقوى المدارس، ثم لأعرق الجامعات، وحصلوا على الشهادات العليا..ثم عادوا لقصرهم العامر..احد الابناء، قام بوضع «ستالايت» كبير فوق القصر، فتشوه شكل القصر !! ثم قام آخر «مِحرار» – وهو الشخص الذي يشتكي من الحرارة، بصورة دائمة – قام بوضع «وحدة» تكييف لغرفته، وانزل من السطح على واجهة القصر «بايب» الغاز للوِحدة ! ثم قام ثالث وهو «مطيّرجي» ويحب الحمام، اكثر من الفراولة «بالكاكاو» ! فوضع برجاً للحمام.. فوق السطح، وصار من يمشي بسيارته على الشارع الرئيسي، يرى القصر وفوقه الستالايت، وبرج الحمام ! ثم قامت البنت، وهي بالمناسبة «شيف» او طباخة ماهرة، تشتري «الكبك كيك» جاهزاً من الجمعية، وتضع فوقه «النوتيلا»، ثم تبيعه على الناس باسعار خيالية..لانه من القصر !! قامت ببناء مطبخ فوق القصر..وغرفة من «الكيبربي» لعمالتها، في احدى الحدائق..وبسبب هذه الفوضى، تفشت حالة من الاحباط، وساد القصر جو من «ضيقة الخلق» والكآبه! وبسببهما صار اهل القصر، يهربون من واقعهم المرير، بتجميل ملابسهم، وبترتيب اشكالهم، وبالتفاخر بممتلكاتهم..ولما زادت المنافسة بينهم، طالبوا بزيادة مصروفهم الشهري.. ولما حصلوا عليها، صاروا يهربون من القصر الى شاليهات وقصور قريبة ! فهل عرفتم القصر.. ومن تسبب بدماره؟!

أحمد محمد الفهد
aalfahad@alwatan.com.kw
@ahmad_m_alfahad

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

1987.0122


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة