مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

دريشة الوطن

خصم بارد لمستشفى حار!

أحمد محمد الفهد
2014/09/22   11:32 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



في تايلاند.. غير محبب للسائح، ان «يكاسر» او يساوم على سلعة، ويطالب بتخفيض سعرها.. ثم يمشي ويتركها! ويقال بأن التايلانديين يهجمون على السائح.. او ينتظرونه حتى يشتري سلعة اخرى، ثم يسرقونها منه! وفي تركيا يقوم الباعة في السوق المصري او «بالجراند بازار».. بمتابعة السائح من محل الى محل.. ويقومون بإبلاغ المحلات التي يدخلها، بآخر سعر وصل له.. حتى لا يشتري بأقل من سعر السوق! وفي سوق الحميدية بسورية.. يعرض البائع سلعته بالاكراه على المارة، ثم يجبرهم على شرائها بلا تخفيض! وفي يوم من الايام دخل ثري كويتي، احد المحلات، واشترى منه دون طلب تخفيض فلس واحد! فاستغرب البائع.. ووصف البيعة بالباردة! مقاول بناء مستشفى الجهراء.. الذي رست عليه المناقصة بظروف استثنائية! قبل اسبوعين تقريبا، وصله كتاب من ديوان المحاسبة (وليس من لجنة المناقصات المركزية) يطالبة بتخفيض قيمة البناء او اعادة البناء.. فرد على كتاب الديوان بالموافقة على التخفيض، بقيمة تصل الى 15 مليون دينار!! دينار وليس توماناً ايرانياً، ولا جنيهاً مصرياً، ولا حتى ليرة لبنانية! والعم عبدالعزيز العدساني رئيس ديوان المحاسبة موجود بيننا، وبإمكان كل اهل الكويت سؤاله عن التخفيض الذي قدمه المقاول، هل هو صحيح ام غير صحيح! لا اخفيكم انني فرحت لهذا التخفيض او الخصم، ويمكن «طرت» من الفرحة.. لأنه يصب في صالح المال العام، ولأنه ظهر في الكويت، من قد يحاسب بعض المقاولين، على المبالغ الطائلة التي يحصلونها، من وراء المشاريع الحكومية التنفيعية.. لكني بنفس الوقت حزنت لان في الموضوع «صيدة» او جهة مغفلة! فالمبلغ يكفي لشراء مجمع تجاري بالسالمية، ومعه عمارة بسكانها «جنها مولك»! والمبلغ يمكن به شراء فندق «تشطيب» جديد بطاقمه ومطاعمه و«حماماته»! والمبلغ يمكن شراء قصر في لندن وتحويله الى مجمع مطاعم!! ومع هذا يتنازل عنه المقاول بكل بساطة.. وعلى «قولة» البياع السوري: شو هالبرود! لكن السؤال الذي يفرض نفسه من هم الصيدة بالموضوع؟! هل هم مهندسو وزارة الاشغال الذين لم يحسنوا تسعير المشروع، ورضوا بالسعر الخرافي والخيالي؟! ام هم اللجنة التي وافقت على العطاء لأنها غير متخصصة بهذا النوع من العطاءات؟! ام المقاول الذي اكتشف ان السعر مبالغ فيه، وقال حرام «اللي تسوونه» بالكويت، وقرر تخفيضه من نفسه.. ارضاءً لضميره؟! ام الشعب الذي صدق ومازال يصدق بان الشفافية والممارسات الشفافة موجودة بالكويت.. وان عصر التنفيع خرج ولم يعد؟! شخصيا لا ادري، لكني اضم صوتي لصوت بائع سوق الحميدية السوري، واقول «شو هالخصم البارد»، الذي تم بلا «لغوة» وبلا معارك سياسية او اعلامية!.

أحمد محمد الفهد
aalfahad@alwatan.com.kw
@ahmad_m_alfahad
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
399.0147
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top