منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

منتقى الجمان

2012/07/27   04:18 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
منتقى الجمان



لماذا ضيقنا دائرة التقوى؟


الشيخ علي حسن


اعتبر الله سبحانه وتعالى ان الصيام في شهر رمضان من عوامل تحقق التقوى حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183) وذلك فيما لو أحسن الإنسان الاستفادة من هذا الشهر، لاسيما بلحاظ كل العوامل المساعدة الاستثنائية الواردة في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كاستجابة الدعوات ومضاعفة الثواب وفتح أبواب التوبة والجنان وتكبيل الشياطين والتي يقدمها الله لعباده في هذا الشهر، ويُفترض بها ان تساعد المسلم على تحقيق هذه الغاية المهمة.

مصلحية أم قصور:
وعلى الرغم من سعة مفهوم التقوى ودلالاته، الا أننا عادةً ما نعمل على تضييقه، اما رعايةً لمصالح شخصية تستدعي تصويره بما نشاء، واما قصوراً في فهم حقيقة التقوى.فعندما نأتي إلى آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ان كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (البقرة:278) أو آية: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِيَ الَيْهِ تُحْشَرُونَ} (المائدة:96)، أو ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (اسْتَنْزِهُوا مِنَ الْبَوْلِ، فَانَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ) تجدُ أحدَنا يتوقف ملياً في التفكير في كيفية تفعيل التقوى في هذه العناوين.
وفي المقابل عندما نأتي إلى مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ان بَعْضَ الظَّنِّ اثْمٌ...وَاتَّقُوا اللَّهَ ان اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (الحجرات:12) تجد سوء الظن حاضراً بقوة في تفسير الأمور، فالأصل عندنا سوءُ نيةِ الآخر.بينما يفترض ان يكون الأصل هو البناءُ على حسن النية.فعلى الرغم من ان بعض الظن اثم الا أنه يجب علينا ان نجتنب كثيراً من سوء الظن وفق الأمر الالهي..وهذا جزء من فاعلية التقوى، ومنه تقوى الصيام.

تقوى العلاقة الزوجية:
وهكذا عندما نأتي إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إذا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ الاَّ ان يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا، فَاذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} (الطلاق:1-2) تغيب التقوى مجدداً، فتجدُ كلَّ شئ، من سُبابٍ وبهتانٍ ومنعِ حقوق وهتكِ حرمات وغيبة وفتن..الا التقوى، لأن التقوى عند البعض محبوسة في دائرة النجاسة والطهارة ومخارج الحروف في قراءة السور القرآنية وما شابه..وهي أمور لابد من مراعاتها ولكنها ليست الوحيدة في هذا الاطار.

تقوى النزاعات:
وهكذا عندما نأتي إلى قوله تعالى: {انَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات:10)، نجد ان السعي للاصلاح جزء من التقوى.فهل فعلاً ننظر إلى هذا الأمر من هذه الزاوية؟ أم نعتبره أمراً كمالياً يعتمد على المزاج الشخصي؟ ثم انه عندما تتحدث الآية عن المؤمنين، هل تقصد خصوص أتباع المذهب الذي أؤمن به، أم كلَّ مَن دخل في دين الله الإسلام، بغض النظر عن الانتماء المذهبي؟ لقد كان أمير المؤمنين علي عليه السلام واضحاً صريحاً دقيقاً حين قال للأشتر: (الناس اثنان امّا أخ لك في الدّين أو نظير لك في الخلق). فكل مسلم هو أخ في الدين.
وبعد ذلك..هل هذا الاصلاح يخص التخاصمات في الدوائر المحدودة كخصومة بين زوجين أو صديقين؟ أليس السعي للتقريب والتعايش بين المذاهب ورفع أسباب الخصومات بين أتباعها جزء رئيسي من هذا الاصلاح، ان لم يكن من أهمه؟ فما بال الكثيرين منا اليوم لا همّ لهم الا البحث عن موارد الخصومة والشقاق وبث ذلك؟ لماذا نتحول إلى أداة بيد الصهاينة والاستكبار وبيد أعدائنا؟ لماذا نذبح الإسلام كل يوم مرات ومرات باسم التعصب المذهبي؟ تقوى الكلمة: ثم هل اثارة النزاع من التقوى؟ يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} (الأحزاب:70) فعندما لا يكون القولُ سديداً، فلا تقوى اذاً.
فلماذا لا يتوقف الشيعي مرات ومرات أمام هذه الآية قبل ان ينشر مقطعَ فيديو أو نصاً ما، يعمّق فيه الكراهية بين المسلمين بمقدار ما يقف أمام حديث يرتبط بالتحرز من النجاسات مثلاً؟ ولماذا لا يتوقف السني مرات ومرات أمام هذه الآية قبل ان يشتمَ الشيعة ويقذفَهم في أعراضِهم أو ينشر كلماتٍ يُخرج بها اخوانَه من الدين، بمقدار ما يتوقف أمام آية الربا؟ لقد جاءت دعوة السيد حسن نصر الله لانشاء ميثاق الشرف بين السنة والشيعة في محله، اذ يُفترض به ان يمنع علماءُ كلِّ مذهب أيَّ صوت من أتباعه يرتفع ليمزق الصف، ونحن في شهرٍ يُفترض به ان يحقق التقوى، فهل من مجيب؟ ان القلب ليتمزق ونحن نشاهد كل هذا العدد الكبير من العلماء الصامتين عندنا وعند اخواننا من أهل السنة فضلاً عن أولئك الذين يصبون الزيت على النار.
فأين هم علماء الإسلام من كل هذا الانجراف نحو هاويةِ فتنةٍ عمياء يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير؟ ألم تُلقَ عليهم الحجة إلى الآن؟ ونعوذ بالله ان يصل حال المسلمين لاسيما علماءهم إلى ما وصفته الآية: {انَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} (النمل:80).

الحرب الباردة:
ولنتذكر ما قاله الصحافي الأمريكي المطّلع سيمور هيرش في سنة 2007 عن العمل على قدم وساق من أجل اشعال نار الحرب الباردة بين السنة والشيعة، الوصف الذي ورد على لسان مارتن انديك السفير الأمريكي السابق لدى الكيان الصهيوني، وذلك من خلال التعبئة الاعلامية حول فكرة الخطر (الشيعي)، والذي بتعبير الأستاذ فهمي هويدي تمثَّل تارة فيما سمي باقامة (هلال شيعي)، وتارة بالتخويف من التوسع الشيعي في بلاد السنة، وتارة ثالثة بابراز اساءاتٍ لصحابة الرسول ولأم المؤمنين عائشة..وكيف وظِّفت الكتب والقنوات الفضائية المأجورة والتجمعات المتعصبة عند الطرفين لتحقيق ذلك كله.
إن كان شهر رمضان هو شهر التقوى، فمن أعظم التقوى الاصلاح بين المسلمين، وان من أعظم التقوى حسن الظن ببعضنا البعض، وان من أعظم التقوى القول السديد.


alwalaa@alwalaa.com


====



السيّدة خديجة أمّ الرّسالة


عمار كاظم

خديجة القرشية السيدة المرموقة من سيدات المجتمع المكي نسبا وشرفا ومالا ومكانة اجتماعية، الحديث عن خديجة أم المؤمنين الكبرى حديث عن عظمة المرأة المسلمة وقدوتها الرائدة في حياة هذه الأمة واخلاصها لزوجها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتفانيها في نصرة الدعوة بالمال والنفس والاخلاص.
دراسة حياة خديجة بنت خويلد توفر لنا العبرة والوعي وترسم أمامنا سلوكية المرأة القدوة وتكشف عن عظمة الرسالة والدعوة التي صنعت من خديجة هذا المثل النسوي الرائد في عالم الإنسان..خديجة التي شاركت في بناء الحياة وكتابه الفصول المضيئة في تاريخ هذه الأمة وجسدت السلوك الايماني في حياته الرسالية والأسرية والاجتماعية.
خديجة أم المؤمنين القدوة والأسوة والمثل الأعلى للرجال والنساء التي وقفت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنة مؤازرة ترصد ما تملك من جهد وامكان ومال ومشاعر لنصرة الحق وانقاذ الإنسان.
خديجة التي بدأت رحلتها مع الرسالة عندما كان رسول الله يذهب إلى حراء متأملا ومفكرا ومتعبدا كانت تتابعه وتؤمِّن له كل سبل الرعاية حتى لا يشغله شيء عن تأمله وتفكره فكانت تجهد نفسها وهي تصعد الجبل العالي لتوصل له الطعام والشراب، وكانت تشاركه في رحلة تأمله من ذلك المكان المطل على الكعبة المشرفة وكانت عليها السلام تستقبله عندما يعود من حراء بقلب حنون ومنفتح على الرسالة.
خديجة التي ذابت في العطاء من أجل الرسالة والتي حرصت على تأمين الراحة اللازمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشكلت بيتا يمتلئ عاطفة وحنانا ورعاية ينسيه كل التعب عندما كان يُرمى بالحجارة وتوضع الأشواك في طريقه ويُساء اليه.
خديجة عليها السلام التي تحملت نفقات الدعوة إلى الله تعالى وتجلى صبر خديجة وثباتها في سنوات الحصار فكانت الصابرة المحتسبة تشد أزر المسلمين وتساعدهم.
وبذا استحقت أم المؤمنين خديجة ان تكون من أعظم نساء الأرض ومن خيرة نساء الجنة قدوة وأسوة، وبذا استحقت ان تلقى تحية الرب بنقلها جبرائيل اليها عن طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتعرف الأجيال عظمة هذه المرأة فالله تعالى يقرئ خديجة السلام فيكرمها على موقفها العظيم إلى جنب رسوله ليكافئها على دورها في تلقي كلمة الرحمن ومؤازرة زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفنائها في ذات الإسلام (ان جبرائيل أتى رسول الله فقال اقرئ خديجة السلام من ربها فقال رسول الله يا خديجة هذا جبرائيل يقرئك السلام من ربك فقالت خديجة الله السلام ومنه السلام وعلى جبرائيل السلام).
ان في حياة السيدة خديجة لعبرة لكل امرأة تبحث عن قيمتها في الحياة لقد تجردت خديجة من ثروتها الواسعة وحياة الترف والنعيم فزهدت بكل ذلك ووهبت كل ما تملك للدعوة إلى الله لقد اختارت الآخرة على الدنيا اختارت نصرة الحق على الباطل اختارت الوقوف إلى جانب نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فسلام على أم المؤمنين خديجة الكبرى يوم ولدت ويوم انتقلت إلى رحاب ربها ويوم تبعث حية...

amak_14@yahoo.com




=======



المسائل الشرعية

اشتراط العلم والعمد


المفطرات المذكورة في باب الصيام كالأكل والشرب انما يبطل بها الصوم إذا فعلها الصائم: عالماً.
ومتعمداً.
س1: متى يكون الصائم جاهلاً فلا يفطر مع اتيانه بالمفطر؟
ج2: المراد بالعالم: العارفَ بأنَّ ما يتناوله من المفطرات، وبالتالي:
-1 فمن كان جاهلاً عن قصور لا عن تقصير بأنَّ الجماع على سبيل المثال مفطر فجاء به معتقداً عدم مفطريته لم يفطر به.
-2 ومن كان معتقداً على سبيل المثال ان ما في الحقنة جامداً فاحتقن به فظهر أنه مائع، لم يفطر به.
-3 ان كان الجهل بالمفطرية ناشئاً عن التقصير بحيث كان يمكنه التحقق والسؤال فلم يفعل، فانه يفطر مَن يتناوله.
-4 يفطر الصائم في صورة ما لو كان المفطِّر حراماً وكان عالماً بحرمته، فانه يفطر به الجاهل ولو عن قصور.
-5 الجاهل بأصل وجوب الصوم عليه، فانه يجب عليه قضاء ما لم يصمه من الأيام بسبب هذا الجهل الحاصل عن قصور (أي عدم امكانية معرفة الحكم الشرعي، وعدم احتمال الوجوب) أو تقصير (بحيث كان يحتمل الوجوب أو يمكنه معرفة الحكم).
س2: ما هو التعمد الذي يشترط في تحقق الافطار؟
ج2: المرد بالتعمّد: حالة الالتفات والوعي عند القيام بالعمل، وذلك في مقابل غير القاصد ولا الملتفت، لغفلة منه وسهو أو نسيان، وبالتالي:
-1 مَن أفطر لعذرٍ كالمرض يعتبر متعمداً، وان لم يكون مأثوماً.
-2 مَن أفطر تجرؤاً وعصياناً للّه تعالى، يعتبر متعدماً ومأثوماً.
-3 المكرَهُ على تناول المفطر ان خضع لذلك الاكراه فأخذ المفطر بيده وتناوله فانه يفطر به.
-4 المكرَه على تناول المفطر ان أُدخِل الطعام في فمه بيد المكرِهِ نَفسِه فابتلعه الصائم قهراً عنه، لم يفطر به.
-5 تناول المفطر مع السهو لا يُبطِلُ الصومَ بجميعَ أنواعه.
-6 لا يبطلُ الصومُ ممن دخل المفطرُ في جوفه فجأةً من دون توقع، كأن يدخل الماء في فمه لتنظيفه أو من أجل المضمضة للوضوء، فينزل فجاة..ولكن الأفضل الاحتياط بالقضاء في صورة ما إذا لم يكن ادخال الماء إلى الفم من أجل المضمضة لوضوء الصلاة خاصة.



=====



ابتهال

فليكن في دعائك كل يوم وليلة من شهر رمضان ما روي عن الامام الصّادق عليه السلام حيث قال: تقول في كلّ ليلة من شهر رمضان: اَللّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ ان تَجْعَلَ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ في الاَمْرِ الْحَكيمِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ ان تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، اَلْمُكَفَّرِ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ، وَأنْ تَجْعَلَ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ، ان تُطيلَ عُمْري في خَيْر وَعافِيَة، وَتُوَسِّعَ في رِزْقي، وَتَجْعَلَني مِمَّنْ تَنْتصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري.




=======



طفلك في شهر رمضان


شيوع جو خاص في ايام شهر رمضان المبارك على حياة الاسرة المسلمة مختلف عن الجو العام المعتاد لها طيلة ايام السنة يترك اثره لدى الطفل حتى ولو كان غير مكلف، وعلى الاغلب فهو يحب الاندماج في هذا الجو الجديد (لبعض الوقت)، فنراه قد يمتنع عن تناول وجبته الصباحية، وقد يمتنع عن تناول الماء وعن الحلويات التي يحبها، وغير ذلك..واذا عرضت الوالدة عليه هذه الاشياء بادرها بالقول لا انا اريد ان اصوم.
ويفترض بالأم ألا تقتل هذه الممارسة البريئة من الطفل بأن تقول مثلاً: (ما زلت صغيرا)..لكن من المفيد فعلا استغلالها لصالح تعويده على عبادة الصوم، وعليها ان تسمعه عبارات التشجيع والمديح على هذا العمل، وتدعه إلى ان يشعر هو انه لم يعد يطيق صبرا، وحينها تقدم له وجبة تلبي حاجته.
ومن المفيد بعد ان ينهي الطفل وجبته ان تقبله الأم وتضمه بين ذراعيها وأن تثني على قدرته على التحمل إلى هذا الحد فتقول له مثلاً: (احسنت، بالفعل انت بطل، انك صبرت إلى هذه الساعة، وغدا سوف تصبر اكثر قليلا، انا واثقة من قدرتك على التحمل) فمثل هذه العبارات تخلق لدى الطفل دافعا للمتابعة والاستمرار في المحاولة.وهكذا تشجيعه أمام والده واخوانه، أو حتى الأهل عند التزاور.
والطفل عندما يكون قريبا من سن التكليف يحتاج إلى ان يُعوَّد على الاستيقاظ في موعد السحور، حتى ولو كانت الأم متأكدة بالفعل انه سوف لن يقدر على الامتناع عن الطعام والشراب الا لمدة محدودة، فلا بأس في هذا، اذ المهم بالنسبة له التعود على اجواء الشهر الفضيل وما يتخللها من برنامج مرتبط بالصيام.


======



طعامك في شهر رمضان


المطلوب في الصيام أن تصبح الإرادة الإنسانية جزءاً من الإرادة الالهية، اذ يفترض ان تكون إرادة الإنسان تمثل إرادة الله تعالى في الأرض، لأنه خليفته فيها، قال تعالى: {وَاذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ انِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة:30).
ومن اجل تطويع الإرادة الإنسانية، عمد الشارع المقدس إلى تدريب هذه الإرادة على اطاعة ارادته والخضوع لها، فاختار وسيلةً سهلة لذلك، وبرنامجاً مبسطاً يستطيعه كل إنسان مكلف، يلتزمه شهراً كاملا في كل سنة، وحاصله: ان يترك المكلف بعض المباحات مثل (الطعام) و(الشراب) و(المعاشرة الزوجية) وغير ذلك نهاراً كاملاً، ليقوى بذلك على ترك المحرمات.وبذلك تتحول النفس، من نفس مقهورة مغلوبة، إلى نفس مختارة حرة، ومن هنا يمكننا ان نفسر الكثير من الأحاديث التي تنكر ان تكون الغاية من الصوم هي الامتناع عن الطعام أو الشراب، فعن الامام جعفر الصادق عليه السلام: (ان الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، ان مريم عليها السلام قالت: «اني نذرت للرحمن صوما» أي صمتاً، فاحفظوا ألسنتكم، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، فان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب).

السحور: عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فيما يخص السحور: (تعاونوا بأكل السحور على صيام النهار)، وعن الامام جعفر الصادق عليه السلام: (لو ان الناس تسحروا ولم يفطروا الا على ماء قدروا على ان يصوموا الدهر).وهناك حث على تناول مواد تحتوي على السكر من قبيل التمر والزبيب، ففي حديث عن جابر الجعفي عن الامام محمد الباقر عليه السلام قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفطر على الأسودين، قلت: رحمك الله، وما الأسودان؟ قال: التمر والماء، والزبيب والماء، ويتسحر بهما).

الافطار: وهكذا بالنسبة إلى الافطار، ففي الحديث عن الصادق عليه السلام: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول ما يفطر عليه في زمن الرطب، الرطب وفي زمن التمر التمر).وعنه أيضا: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أفطر بدأ بحلواء يفطر عليها، فان لم يجد فسكرة أو تمرات، فاذا أعوز ذلك كله فماء فاتر، وكان يقول: ينقي المعدة والكبد، ويطيب النكهة والفم، ويقوي الأضراس، ويقوي الحدق ويجلو الناظر، ويغسل الذنوب غسلا، ويسكن العروق الهائجة، والمرة الغالبة ويقطع البلغم، ويطفيء الحرارة عن المعدة، ويذهب بالصداع).
وفي الأحاديث التأكيد على استحباب أداء صلاة المغرب ثم الافطار، فعن الامام الصادق عليه السلام: (ابدا بالصلاة فانها أفضل من الافطار، وتكتب صلاتك وأنت صائم أحب الي).ولكن هذا الاستحباب مشروط بالقدرة والطاقة، وان النفس لا تنازع الإنسان على الافطار، ففي الحديث: (ان كنت ممن تنازعك نفسك للافطار وتشغلك شهوتك عن الصلاة فابدأ بالافطار ليذهب عنك وسواس النفس اللوامة)، وكذلك يفضّل تقديم الافطار فيما لو كان معه قوم ينتظرونه على الافطار، لما في ذلك من احترام للآخرين ورعاية لمشاعرهم.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0476
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top