الأربعاء
15/04/1447 هـ
الموافق
08/10/2025 م
الساعة
05:41
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
العشاء 18:45
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
منوعات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=206293&yearquarter=20123&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
منتقــــى الجمــــــان
2012/07/06
06:40 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 0/5
المهدوية والهروب إلى الأمام
هل يمثل الإيمان بالمهدوية حالة من الهروب الى الأمام، بمعنى ان المجتمعات الإنسانية حين تشعر بالضعف عن مقاومة الظلم، فإنها تبحث عن قادم في المستقبل القريب أو البعيد الذي سيخلصها من نير الظالمين، لتستكين الآن الى الوضع القائم وترضى به مرغومة، إيماناً منها بأن الخلاص لن يتحقق مادام ان هذا المخلِّص لم يظهر بعدُ؟
هذه الإشكالية يطرحها عدد من الكتاب الذين يعتبرون ان العقيدة المهدوية لا تعدو ان تكون أسطورة من نسج خيال الإنسان الضعيف على مرّ التاريخ، يبرر بها استسلامه للباطل والظلم، وأخذت مسميات عديدة، كما هي عقيدة اليهود في ايليا، وعقيدة النصارى في المسيح، وعقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام.
انتظار المخلِّص
انتظار المخلِّص بشكل عام واطلاق البشارات بظهوره في زمن قادم أمرٌ اعتادته الرسالات السماوية، وعرفه المؤمنون بها في أزمنة مختلفة، وهي جزء من الحالة الإيمانية التي تمزج عالم الشهادة بعالم الغيب، وتربط الحاضر بالمستقبل، من خلال الوحي الذي يُعتبر من أهم ركائز الإيمان بالرسالات السماوية، ومثال ذلك البشارة بظهور النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله قبل قرون من بعثته وانتظار المؤمنين لتحقق تلك البشارة جيلاً بعد جيل، الى أن شاء الله سبحانه أن يتحقق ذلك بعد أكثر من 500 عام من زمن اطلاق البشارة: {وَاذ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إسْرَائِيلَ انِّي رَسُولُ اللَّهِ الَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمهُ أحْمَدُ} (الصف: 6)، دون ان تتحول هذه البشارة، أو يغدو هذا الانتظار حالة من الهروب الى الأمام، ورضا بالواقع الذي عاشه المؤمنون بالرسالة العيسوية، بل كان مفتاح الأمل الذي يدفعهم دائماً للصبر في الله، والثبات في طريق الابتلاءات العظيمة والاستعداد للحظة الحقيقة، لا الصبر السلبي الذي يخنع فيه الإنسان للظلم فيتخلى عن إيمانه وقيمه في مقابل انتظار من يأتي ليغيِّر له الواقع على الراحة الى ما هو أفضل: {وَلَتَجِدَنَّ أقرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ انَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأنَّهُمْ لأ يَسْتَكْبِرُونَ، وَاذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ الَى الرَّسُولِ تَرَى أعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، وَمَا لَنَا لأ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ ان يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ} (المائدة: 84-82).
أقسام الانتظار
ولعل من يتحدث عن الهروب الى الأمام من خلال الاعتقاد بالمهدي المنتظر انما يتحدث عن نوع من الانتظار السلبي، دعا اليه البعض ممن أخطأ قراءة العقيدة المهدوية، اذ يمكن القول ان بين أيدينا ثلاثة أقسام من الانتظار:
1 - الانتظار الإيجابي: وهو الذي يتمسك فيه الإنسان بعقيدته ومبادئه وقيمه، ويسعى جاهداً لاصلاح الواقع الذي يعيشه ما استطاع، باعتبار ذلك جزءاً من مسؤوليته أمام الله وأمام الإنسانية في كل زمان، وباعتباره رافداً من روافد الاستعداد لاستقبال الظهور المنتظَر لمخلِّص البشرية جمعاء، ولو في قرون لاحقة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً). فكما أننا نحصد ما زرعه مَن سبقنا، فعلينا ان نزرع ليحصد اللاحقون ما زرعنا.
2 - الانتظار السلبي: اذ يدعو البعض الى الرضوخ الى الواقع القائم مهما كان سيئاً، لأن الحقيقة الغيبية وفق ادعائهم تنص على ان أية حركة رافضة للظلم، وثائرة على الباطل فهي أيضاً ظالمة، وعلى باطل مادامت غير منضوية تحت لواء المهدوية، فعن الامام محمد الباقر عليه السلام: (كل راية تُرفع قبل راية القائم عليه السلام صاحبها طاغوت!). وقد حقق بعض أهل الاختصاص هذه الروايات وخرجوا بنتيجة مفادها ان هذه الروايات اما ضعيفة واما أنها تخبر عن الرايات المرفوعة من قبل أناس يدّعون المهدوية قبل ظهور المهدي الحقيقي، أو يدّعون النيابة الخاصة عن المهدي ليحققوا لأنفسهم مكاسب خاصة بعيدة عن الحق.
3 - الانتظار السلبي الفاعل: وهو القسم الأخطر من سالفه، اذ يدعو الى تحقيق مقدمة ظهور المهدي في عنوانه الأبرز: (كما ملئت جوراً وظلماً)، والمساعدة على تحقق هذا الظلم الفادح على الأرض، من خلال السكوت تارة لتيسير السبيل أمام (القوى الشيطانية) لتفسد في الأرض بأسرع صورة ممكنة، بل ومن خلال المعاونة على انتشار الجور بتقديم خدماتها الى الظالمين إسهاماً منها في تحقيق المقدمة الحتمية لظهور المهدي! ومن الواضح تعارُض هذا مع مبدأ كل إنسان مؤمن يتحمل مسؤولياته في كل زمان بغض النظر عن المسألة المهدوية، ومن ضمن مسؤولياته الدعوة الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ الَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104)، فهل يمكن لمسلم عاقل ان يقول ان تكليفه لا يتوافق مع ما في الآية القرآنية بذريعة انتظاره لظهور المهدي في آخر الزمان؟ وقد ذم القرآن قسماً من بني اسرائيل بسبب تخليهم عن مسؤولياتهم تجاه الباطل: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي اسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة: 79-78). والملاحظ ان اليمين المسيحي المتطرف في الولايات المتحدة عمل خلال عهد حكومة (بوش الابن) من منطلق عقائدي على تقديم الدعم الهائل لكل المشاريع الصهيونية، والدفع بقوة نحو حالة صدامية بين الحضارات، لتحقق لليهود من خلال دولتهم قوة وسلطاناً وامعاناً في الفساد والظلم كي يكون ذلك مقدمةً لظهور السيد المسيح! وهو توجه لا يبتعد في منحاه الام عن القسم الثالث من الانتظار.
خطأ مفهومي
بات من الواضح الآن ان من يتحدث عن سلبية الإيمان بالعقيدة المهدوية لأنها تؤصّل الرضا بالباطل، وتخدم مصالح ذوي السلطة، وتدفع للهروب الى الأمام بدلاً من مواجهة الواقع السلبي، انما يتحدث عن أصحاب القسمين الثاني والثالث، فحقيقة الانتظار تأتي بمعنى ان ننتظر المهدي عليه السلام لا انتظار الغافلين، ولا انتظار المرتاحين، ولا انتظار المعينين على الفساد والظلم، بل انتظار الرساليين الذين يحملون همّ الإنسانية المعذّبة، والواقع الفاسد، والجور المتفشي، والظلم المستفحل، فيعملون بما أوتوا من قوة لتغيير ذلك كله الى الأحسن، متقربين بذلك الى الله سبحانه، منتظرين ظهور من يملأ الأرض كلها عدلاً وقسطاً، دون أن يمنعهم ذلك من أن يحاربوا الظلم في واقعهم، ويسعوا لرفع الجور ما أمكن.. لأن المهدي رسالة نعيش روحانيتها في الحاضر، ونفعّل أهدافها في الواقع، وننتظر حركتها الشمولية في المستقبل.
الشيخ علي حسن
alwalaa@alwalaa.com
=================
لابد من منقذ
الشيخ حسين الراضي – الإحساء
إذا نظر الانسان بواقعية للمجتمعات البشرية الحاضرة على اختلاف طبقاتها وحضارتها ومدنيتها وتقدمها المادي والعلمي وما توصلت اليه في جانب التكنولوجيا الحديثة، كل ذلك لم يمنعها لأن تعيش التخلف الأخلاقي والإيماني وأصبحت هذه المجتمعات مثل الوحوش الضارية يفترس بعضها بعضاً ويقضي قويها على ضعيفها وصحيحها على سقيمها وغنيها يأكل فقيرها بلا وازع ولا مانع ولا عطف ولا حنان ولا رحمة.
إن فكرة المنقذ البشري والمخلص للعالم هي الفكرة التي لابد للعالم أن يؤمن بها الآن أو في المستقبل للحاجة الضرورية الماسة اليها. الإسلام الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات الى النور وهو يعلم حاجاتهم وما يصلح أمورهم ويحل مشاكلهم وقد وضع لهم فكرة الرجل المصلح الذي سوف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ولن يحل مشاكل البشرية حلاً جذرياً وناصعاً إلا الإمام المهدي عليه السلام كما أخبر به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من حديث. وهذا لا يدعو الى الخضوع والخنوع والانتظار السلبي حتى يخرج الإمام المنتظر عليه السلام، بل يجب الاستعداد التام لخروجه وانتظاره والمشاركة في تغييره للعالم وهذا يحتاج الى درجة كبيرة من الوعي والاستعداد التام للتشرف بحضوره.
الديموقراطية الحديثة
إن ما يجري في عالم التمدن والتقدم حديثاً هو عين ما جرى وأكثر مما جرى في زمان الجاهلية الأولى بل لا يوجد بينهما نسبة. ولأجل هذا فإن المولى سبحانه أجرى السنن الإلهية في هذه الأمة كما أجراها في الأمم السالفة، فأقام الحجة عليها كما أقامها على غيرها، ففي ما مضى أرسل الأنبياء والمرسلين وأقام الأوصياء لئلا تكون للناس على الله الحجة بل لله الحجة البالغة على خلقه. وكذلك في هذه الأمة بعد ان {أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} وختم النبوات والرسالات بنبوة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وجاء من بعده الأئمة الأوصياء الاثنا عشر عليهم السلام، وحتى لا تخلو الأرض من حجة فإن آخرهم الإمام محمد بن الحسن العسكري بن الإمام علي الهادي عليهم السلام الذي تمر في هذه الأيام ذكرى ولادته والتي وقعت في 15 من شهر شعبان المعظم سنة 255هـ وهذا هو الحجة لله على خلقه.
الإمام الحجة
إن الأدلة الشرعية التي تثبت بكل وضوح ان الحجة لله سبحانه على خلقه كما في قوله تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلأ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) هذه عامة في كل زمان ومكان فليس لأحد على الله حجة قبل هذه الأمة وبعدها فالحجة قائمة عليهم، إن الإمام الثاني عشر من أئمة الهدى هو الحجة على هذه الأمة بعد جده المصطفى وآبائه الأحد عشر عليهم السلام.
الحكمة من الغيبة
لما كان الهدف من بعثة الأنبياء والرسل هو دعوة الناس الى الله والهداية اليه وإظهار أحكامه وتنفيذها فمتى ما تمكنوا من القيام بهذه المهمة وجب عليهم ذلك وهم بين أفراد الناس ومتى لم يتمكنوا علانية وجب عليهم القيام بذلك ولو سراً وحينئذ فالأنبياء على قسمين:
1 - المستعلنون: أي الظاهرين للعيان بين الناس.
2 - المستخفون: وهم المستترون عن أعين الناس وذلك في صورة عدم تمكنهم من مزاولة مهماتهم ظاهراً.
قال تعالى: {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} بناء على ان الذين لم يقصصهم القرآن الكريم هم المستترون، فتدل الآية ان بعض الأنبياء ظاهرون وبعضهم مستخفون. وفي رواية حكاها عبدالحميد بن أبي الديلم قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: (يا عبدالحميد إن لله رسلاً مستعلنين ورسلاً مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين).
التمهيد للظهور
فعلى هذا متى ما كانت أرضية وإمكانية إقامة العدل الإلهي على ربوع المعمورة وعلى الناس كافة مهيئة فسوف تتحقق عوامل ظهور الإمام وقرب الفَرَج، والأوصياء انما يستترون لعدم إمكانية إظهار دعوتهم وعدم توفر عوامل النجاح في تطبيقها فيضطرون الى الاستتار، ومتى ما أحسوا بعوامل النجاح ظهروا وأشاروا الى أنفسهم. فكذلك الإمام المهدي عليه السلام على هذا الهدي وهذه السنّة الإلهية.
=================
سبل تحقيق الزهد
عن أمير المؤمنين علي عليه السلام كما في نهج البلاغة: (أيُّهَا النَّاسُ، الزَّهَادَةُ قِصَرُ الأمَلِ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ النِّعَمِ، والورعُ عِنْدَ الْمَحَارِمِ، فَإنْ عَزَبَ ذلِكَ عَنْكُمْ فَلأ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَكُمْ، وَلأ تَنْسَوْا عِنْدَ النِّعَمِ شُكْرَكُمْ، فَقَدْ أعْذَرَ اللهُ الَيْكُمْ بِحُجَج مُسْفِرَة ظَاهِرَة، وَكُتُب بَارِزَةِ الْعُذْرِ وَاضِحَة).
يبيّن الإمام علي عليه السلام في هذه الخطبة سبل تحقيق الزهد، معتبراً أنها تتلخص في ثلاثة عناوين:
1 - قصر الأمل: وعلاقة ذلك بالزهد واضحة، فقصر الأمل يعني ألا يعيش الإنسان الأمل في البقاء طويلاً في الحياة بالصورة التي يتحول فيها الارتباط بالدنيا وكأنه ارتباط أبدي، أو كأن الموت سيكون بعيداً جداً. والزهد في واقعه قطع الارتباط الشعوري بالدنيا بالمستوى الذي عبّر عنه الإمام عليه السلام في كلام آخر له قال: (الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} ومَن لم ييأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه).
2 - الشكر عند النعم: وتتجلى العلاقة بينه وبين الزهد من خلال كون الشكر إحساساً بأن الأمور بيد الله سبحانه، وهو مقدّر الأرزاق، وهي فكرة منتزعة من الآية المباركة: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقْدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلا مَتَاعٌ} (الرعد: 26)، فالذي يؤمن بهذه الحقيقة لا يفرح فرح البطر الذي يُفقده توازنه، فيطغى ويخوض في الحياة وكأن الموت غافل عنه، وينسى الآخرة وكأن الحساب فيها ليس من شأنه، بل يعتبر أن ما وصله من النعم انما هو من الله، وبعين الله، والله قادر على أن يسلبه إياه في لحظة، وهو لم يرزقه إياه لكي ينساه، بل لكي يعيش الشكر اللساني، والشكر القلبي، والشكر العملي، الذي يترجمه الى استقامة في السلوك وتوازن في العلاقة بين الدنيا والآخرة.
3 - الورع عند المحارم: وعلاقته بالزهد قد تبدو غامضة للوهلة الولى، إلا أنه بالتمعن في حقيقة الزهد ندرك أن الإنسان الذي لا يتورع عن المحارم إنسان مقبل على الدنيا بشغف، وقلبه متعلق بملذاتها، يحزن لفقدها ولو كانت محرّمة، ويفرح لنيلها ولو كانت بمعصية، فكيف يكون مَن لا ورع له زاهداً؟
وبعد ذلك ينطلق الإمام ليبيّن ان الإنسان الذي لا يستطيع أن يحقق العنصر الأول لتحقيق الزهد، فعليه أن يبذل جهده ليحقق العنصرين الآخرين ما أمكن، فهما من ركائز النجاة في الآخرة، وقد أقام الله حججه واضحة في بيان الحرام وفي لزوم الشكر بما لا يستطيع الإنسان المسلم أن ينكرها أو يدّعي جهله بها.
=================
في انتظار المهدي عليه السلام
سجلت كتب الحديث العديد من النصوص التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وآله أمته بما اطلع عليه من غيب يتعلق بتبليغ رسالته ومسيرة أمته، ليوضح لها الطريق وليضعها على الجادة، وقد أخبر صلى الله عليه وآله بظهور المصلح المهدي وثبت للأمة كثيراً من معالم الظهور فرواها المسلمون من مختلف مذاهبهم. فعن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وآله قال: «يكون في أمتي المهدي ان قصر فسبع وإلا فتسع فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئاً والمال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ». وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلزال يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً يرضى عن ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً، فقال رجل ما صحاحاً؟ قال بالسوية بين الناس». وتؤكد الروايات في أن المهدي عليه السلام من قريش كما أخرج أحمد والمارودي ان النبي صلى الله عليه وآله قال: «أبشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي، يخرج في اختلاف من الناس وزلزال فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً». كما أخرج بن ماجة في سننه «كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: المهدي من ولد فاطمة».
المهدي المنتظر عليه السلام ولد في النصف من شعبان سنة 255هـ في سامراء، وكانت ولادته في عهد الخليفة العباسي المهتدي. ولد عليه السلام في كنف أبيه الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام الذي أحاطه بالرعاية والسرية التامة خوفاً عليه. وجود المهدي عليه السلام يمثل الامتداد المتواصل للطف الإلهي الطف الذي دعي الإنسان الى انتظاره، هذا الانتظار مقرون بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وللدعوة الى الاسلام والجهاد في سبيله، لئلا تتعطل شريعة الهدى ويسود الظلم والفساد، وقد تحدث القرآن عن مسؤولية الإنسان المؤمن ودعاه الى طاعة الله والرسول المتمثلة بالعمل بكل ما جاء به النبي الهادي ودعا اليه الله بشكل جعل من الاستخلاف والتمكين في الأرض نتيجة طبيعية لطاعة الله والرسول وأثراً سببياً لها {قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وأن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين} (النور: 54). إن الدعوة الحقة التي دعا اليها القرآن وأوضحها رسول الله الهادي البشير هي دعوة العمل والجهاد والإصلاح في الوقت الذي تنتظر فيه البشرية ظهور المصلح الموعود ويمهد العاملون الإسلاميون لوراثة الصالحين ولمرحلة الاستخلاف المنتظر في الأرض. لابد من الاهتمام بقضية الإمام المهدي عليه السلام وربط الإنسانية بمصلح منتظر والعمل الجاد من أجل الالتحام بقيادته المرتقبة والسير تحت لواء مصلح عظيم لتنمية روح الجد في الإصلاح ولابد من الإكثار من الدعاء والتوجه الى الله سبحانه وتعالى أن يعجّل خروج هذا المصلح العظيم ليمارس دوره ومهمته.
عمار كاظم
amak_14@yahoo.com
=================
المسائل الشرعية
الصلاة جالساً على الكرسي
< هل يشترط وضع المساجد السبعة على الأرض بالنسبة للعاجز عن الصلاة قياماً، ما تعليق سماحتكم على ذلك؟
- المرجع الديني محمد حسين فضل الله: إنما تجوز الصلاة مع الجلوس على الكرسي في مورد عدم التمكن من السجود بالشكل الطبيعي أو تحقيق السجود على بعض المساجد، فمن يصلي على تلك الكراسي إنما ذلك في حالة العذر، فيقف في مواضع القيام ان تمكن ثم يجلس على الكرسي لأداء السجدتين ثم يقف للركعة الثانية وهكذا.
< ما الطريقة البديلة للصلاة اذا كان الشخص غير قادر على السجود لأسباب طبية كأمراض الظهر مثلاً؟
- المرجع الديني محمد حسين فضل الله: يمكنه الصلاة من جلوس.. أو بالإيماء للسجود.
< والدتي لا تستطيع أن تركع وتسجد وهي قائمة، فهل يجب عليها أن تصلي من قيام وأن تومئ للركوع والسجود، أم هي مخيرة بينه وبين الجلوس علی كرسي؟
- المرجع الديني السيد علي السيستاني: يكفي في الركوع الانحناء قليلاً بحيث تصل رؤوس الاصابع الی الركبة، فإن لم تتمكن حتی من ذلك كفاها الإيماء قياما ولا يجزي الجلوس. وأما السجود فهي مخيرة بين الإيماء له قياماً وبين الجلوس علی الكرسي والسجود علی الطاولة، بل الثاني أفضل.
< واذا كان يجب عليها الصلاة من قيام، ولكنها تتعب في الركعة الثانية، فهل يجب أن تبدأ من قيام ثم تجلس عند التعب، أم يجوز لها الجلوس ابتداء؟
- المرجع الديني السيد علي السيستاني: تبدأ بالقيام وتجلس عند التعب ولكنها تقوم للقيام المتصل بالركوع.
< اذا كانت وظيفتها القيام ولكنها كانت تصلي من جلوس جاهلة بالحكم، فما حكم ما فاتها من الصلوات؟
- المرجع الديني السيد علي السيستاني: تقضيها.
< شخص يستطيع ان يصلي من قيام ولا يستطيع أن يجلس أو أنه قد دار أمره بين الصلاة قائماً فقط أو جالساً فقط وقدم القيام على حسب الفتوى، هل عليه ان يركع ويومئ للسجود برأسه؟
- المرجع الديني السيد علي الخامنئي: يصلي من قيام اذا كان قادراً على القيام حال القراءة ثم بالنسبة للركوع إن استطاع الركوع عن قيام فهو وإلا ركع من جلوس مع القدرة على الجلوس بأي نحو ممكن حتى بنحو الجلوس على الكرسي، وهكذا الحال بالنسبة للسجود يعني يجلس على الكرسي ويضع الطاولة أمامه ويسجد عليها. ولا تصل النوبة الى الإيماء إلا اذا عجز عن السجود والركوع مطلقاً حتى من جلوس.
< أعاني من آلام خفيفة في الركبة وقد نصحني الدكتور بالصلاة بحالة الجلوس فهل عليّ إثم؟ وهل يحسب نفس الأجر؟ وما الطريقة للصلاة على الكرسي؟
- المرجع الديني السيد علي الخامنئي: اذا كنت عاجزاً عن القيام أو كان في القيام خوف حدوث المرض أو بطء برئه جاز لك الجلوس. وأما الأجر فهو بيد الله عزّ وجلّ. والصلاة عن جلوس هو أن تنحني وأنت جالس وتضع جبهتك على ما يصح السجود عليه بوضعه على شيء مرتفع.
< والدتي تستطيع الوقوف وفي حالة الركوع تستطيع أن تميل ظهرها ولكن ان سجدت لا تستطيع الوقوف ثانية لإتمام الصلاة لأن ذلك يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً. علماً انها لا تستطيع الصلاة على كرسي لأنه عند الجلوس على كرسي يكون الارتكاز والثقل على القدمين وهذا يؤلمها كثيراً. لهذه الأسباب تجلس وتصلي ما وظيفتها حال أداء الصلاة؟
- المرجع الديني السيد علي الخامنئي: اذا كان بإمكانها القيام في بعض الركعات ولو في الركعة الأولى يجب ذلك، ومع تعذره في الركعات الأخرى تصلي من جلوس. وأما السجود فمع عجزها عن السجود على الأرض، يجوز أن تضع التربة على طاولة وتسجد عليها.
< شخص مصاب بجرح حيث لا يستطيع أن ينحني في السجود والركوع فماذا يفعل؟
- المرجع الديني السيد صادق الشيرازي: في فرض السؤال يكفي الانحناء للركوع والسجود بمقدار ليس فيه ضرر.
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.9989
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top