مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أنا مع وضد

النفط.... إذا خلص أو رخص... من يهتم؟

د. عبدالله يوسف سهر
2012/07/14   11:23 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أنا

سؤال مهم بل في غاية الأهمية التي تطغى على كافة المحاور السياسية الراهنة وهو ماذا نفعل لو انتهى النفط؟ طبعا هذا السؤال تم التطرق له آلاف المرات من قبل باحثين ومتخصصين ولم يعد يؤثر بنا لأسباب كثيرة لا طائل لذكرها، لكن السؤال الآخر المستحق هو ماذا لو هبط سعر النفط عما هو عليه أي تحت التسعين دولارا للبرميل؟ هذا السؤال أيضا تم التعرض له من قبل بعض السياسيين من نواب ووزراء ونشطاء وغيرهم. ولقد حذرت من هذا السيناريو جمعية الشفافية في تقريرها الشهري مرددة ما ورد في تقرير البنك الدولي الذي حذر هو الآخر من الاعتماد على النفط وزيادة الصرف الاستهلاكي استقطاعا من الدخل النفطي والكف عن دغدغة مشاعر المواطنيين من قبل الجماعات السياسية التي تطالب بزيادة الصرف الأستهلاكي. ولكن يبدو ان مثل هذا السؤال والتحذيرات الناتجة منه ليس لها أصداء مسموعة في وسط الصخب السياسي القائم. ان الأمر ليس بهذه البساطة بل خطير جدا ولا يمكن ان يكون في أدنى سلم الأولويات الوطنية. ان ارتباط التنمية بالنفط وارتباط العيش بالنفط وارتباط كل شيء لدينا بالنفط لا يمكن ان يتم اهماله على النحو المشهود. وهنا تكمن الإشكالية حيث ترتبط معدلات النمو والتنمية بالنفط، وكم كنا سعداء عندما نرى الأسعار تصعد والبعض فينا يذهب الى النجاح في تحقيق نمو اقتصادي، ولكن اليوم هذا البعض لا يتحدث عن أثر هبوط الأسعار على النمو. لقد كتب الأستاذ عثمان الخويطر في صحيفة اليوم السعودية الصادرة بتاريخ 2012-6-13 تحت عنوان الدخل النفطي والنمو الاقتصادي مقالا قيما تناول فيه ضرورة فك الارتباط بين النمو الاقتصادي الحقيقي من الدخل الناتج عن النفط حيث ان الأخير ليس منتجا حقيقا محصلا عن مجهود بشري بل هو استخراج لمخزون من باطن الأرض قابل للنضوب ويتاثر بالتقلبات الاقتصادية صعودا وهبوطا، وبالتالي من الخطورة بمكان اعتباره من النمو الاقتصادي حيث انه لا يعبر عن المجهود البشري المنتج للنمو الاقتصادي. ولقد عبر عن ذلك البعد بكلماته حيث قال «وقلنا ان مدخول النفط عندنا لا يصح ان نحتسبه من ضمن الناتج القومي. كما أنه لا يتناسب مع مفهوم النمو الاقتصادي، لماذا؟ ببساطة ان دخل النفط ما هو الا استهلاك للنفط المخزون في باطن الأرض، واذا افترضنا جدلاً ان زيادة الدخل من الانتاج النفطي هي زيادة في النمو الاقتصادي، فسوف نستخدم المبدأ نفسه عندما ينخفض الدخل من مبيعات النفط، وهو أمر وارد، فهل في تلك الحالة نعترف بأن لدينا انخفاضا في النمو الاقتصادي؟ وما بالك اذا كان الانخفاض ناجما عن هبوط مستمر، مع تراجع في كميات الانتاج خلال عملية النضوب الطبيعي؟ معنى هذا أننا سوف نعلن في نهاية كل سنة عن هبوط جديد في النمو الاقتصادي الى ما شاء الله..... والوضع الأمثل هو فك ارتباط الناتج القومي والنمو الاقتصادي عن دخل النفط، ومن ثم نبني مسألة الناتج القومي (الحقيقي) على انتاج اليد العاملة السعودية كمقياس لتقدمنا والاهتمام بنمو هذا القطاع وحده». ثم يدعو الكاتب الى الاهتمام بالعمالة الوطنية وتشغيلها بالحرف والأعمال التي تقوم بها العمالة الأجنبية التي تمثل أكثر من %90 بالمهن اليدوية وغيرها. التشبيه تقريبا متساو معنا في الكويت الا ان الحالة في المملكة العربية السعودية أفضل حيث هناك مكامن كثيرة للانتاج غير النفطي كما ان الخطط والبرامج التنموية أكثر واعدة وفي طريقها للتعددية في مصادر الانتاج القومي. الآن وبعد التنبيه الأخير لهبوط أسعار النفط الذي كان بمنزلة جرس إنذار حقيقي لكون الأسباب التي دعت للانخفاض لا تزال قائمة على الرغم من تطمينات منظمة الطاقة العالمية التي لم تتوقع هذا الهبوط المفاجئ بالشكل الذي جرى، الآن هل لنا ان نراجع بعض خططنا وبرامجنا وخطاباتنا وأولوياتنا.... انني لا أستطيع التعبير أكثر عما عبر عنه الأستاذ عثمان الخويطر حيث انهى مقاله: «شعبنا بحاجة الى منْ يقول له قم واعمل ولا يغرنكم النمو الزائف، ونستحضر هنا قول الشاعر:
أعيذها نظرات منك صادقة
ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم».

مع

فعلا السمنة ليس شحما أحيانا بل لربما تكون اوراما لا سمح الله بذلك، اننا بحاجة لنهج اقتصادي جديدة يساهم في صناعة نسق سياسي اكثر صحية مما هو عليه الآن. ان التخمة الاقتصادية والسياسية التي نعيشها تحتاج الى خطاب سياسي من نوع آخر شجاع فريد صريح شفاف صادق، وما أكثر ما لدينا من رجال ونساء القوم ممن لديهم مقومات الشجاعة والصدق، ومن هنا ندعوهم لضرورة طرح جديد يبتعد عن منهج التحصيل الرخيص للشهرة والأصوات عبر مكبرات الأنا والفئوية والشعبوية والطائفية.... نريدها منهم ان تكون كويتية وطنية خالصة.

ضد

من الذي يتعين توجيه اللوم له الشعب أم من بيده قرار التشريع والتنفيذ؟ ان مجمل الحراك السياسي الذي تشهده البلاد قد لا يتعاطى مباشرة مع أثر هبوط النفط لكنه دون شك ناتج منه حيث ينتاب الكثير خاصة من فئة الشباب بأن هناك ابتعادا من طموحاتهم المستقبلية ومفارقات وتناقضات لا يمكن القناعة بها، ولابد من ايجاد البدائل السياسية التي تحقق النماذج الاقتصادية الواعدة. ان الشعور بعدم الاطمئنان لدى هؤلاء الشباب لمستقبلهم وما في حاضرهم هو الذي يدعوهم للتفكير بشكل مرتفع حتى لو كان ذلك عن طريق الصراخ.

د.عبدالله يوسف سهر
sahar@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.0059
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top