مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

القلم والحقيقة

قانون الهيئات السياسية قبلي طائفي مدمر

نصار العبدالجليل
2012/03/11   11:40 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

مأزق الديموقراطية في العالم العربي يكمن في الأحزاب الفئوية


نشرت بحثاً مختصراً بعنوان «مأزق الديموقراطية الكويتية الأسباب والحلول»، خلاصة هذا البحث ان الحل الجذري للخروج من مأزق الديموقراطية الكويتية هو الذهاب الى الحكومة الشعبية المنتخبة، وهذا يكون بالتفاهم والتراضي مع السلطة الحاكمة.لكن قبل الذهاب الى الحكومة الشعبية.... يجب ان نهيئ الظروف ونتخذ الاجراءات الوقائية التي تعالج تشققات النسيج الاجتماعي وتقوي الولاء والروح الوطنية لدى المواطنين وذلك بتفعيل مادة الدستور 43 وتكوين جمعيات سياسية ذات مبادئ وطنية وبرامج عمل والحذر من ان تتكون او تتحول تلك الجمعيات الى احزاب فئوية (قبلية او طائفية) تدمر وتعمق تشققات النسيج الاجتماعي كما هو حال تاريخ وواقع الأحزاب السياسية في العالم العربي والشواهد كثيرة مثل لبنان والبحرين والعراق والآن ليبيا.
قبل أسبوع او اكثر بقليل تقدم خمسة من الاخوة النواب باقتراح وبصفة الاستعجال تأسيس هيئات سياسية على الا تقوم تلك (الاحزاب) او الهيئات على اساس طائفي او جغرافي.... الا انني اظن ان الاخوة النواب وان شاء الله بحسن نية وايضا بصفة الاستعجال انهم لم ينتبهوا لبعض الثغرات في المقترح.فانا احذر الشعب الكويتي وجميع النواب والحكومة الحذر وكل الحذر من هذا المقترح او جزء من المقترح في المادة رقم (4)، خصوصا وللأسف اننا تعودنا من بعض اعضاء مجلس الامة انهم لا يقرؤون المقترحات كاملة فهم فقط ينظرون لعنوان المقترح وأسماء المقترحين ولنا في قانون الخصخصة وقانون التنمية اكبر دليل عندما صوت بعض النواب وان لم يكن معظمهم بدون قراءة المقترحات، وبما ان هذا المقترح مقدم بصفة الاستعجال ومن اخوة نظن بهم كل خير ان شاء الله الا انني اظن انهم وبحسن نية لم يدركوا خطورة المادة الرابعة في المقترح وللاسباب التالية:
في البداية يجب ان نعلم في الكويت والخليج اننا مجتمعات في غالبيتها مجتمعات قبلية بالدرجة الاولى وان الولاء للقبيلة كبير.ولقد رأينا وجربنا خلال الـ50 عاما من الديموقراطية كيف يمكن تسييس واستغلال القبلية في الحراك السياسي والانتخابي وانعكاسات تلك في تشققات النسيج الاجتماعي، بل اكثر من ذلك ان تستغل القبلية في اخذ الحقوق باليد كما حدث قريبا في حرق مخيم الجويهل والهجوم على «تلفزيون الوطن» ولنا في التاريخ القديم والحديث شواهد كثيرة وكلنا يذكر مقتل مئات الآلاف في راوندا نتيجة الصراعات السياسية القبلية.ايضا كلنا يدرك ويشاهد الآن خطورة الصراعات الطائفية في العراق ولبنان والبحرين والخليج.... فالمادة الرابعة في المقترح لم تضع الضوابط القانونية لتجنب تحويل تلك الاحزاب الى احزاب قبلية او طائفية فهم فقط ذكروا بان تلك الاحزاب (لا تقوم على اساس طائفي او فئوي او جغرافي او على اساس التفرقة بسب الجنس او الاصل او العرق او اللغة او الدين او العقيدة او المذهب). هذه الجزئية من المادة لا تفي ولا تمنع ولا تضبط تلك الهيئات من ان تكون هيئات قبلية او طائفية او ان تتحول تلك الاحزاب لاحقا الى احزاب قبلية او طائفية مهلكة للأوطان ومدمرة للمجتمع، اضافة الى ذلك لم يحدد مقترحو القانون من سيراقب تلك الاحزاب بعد تأسيسها بالنسبة للمنتسبين الجدد خصوصا وان عدد المؤسسين في المقترح (50 مؤسساً) وهو عدد بسيط جدا؟ وهل سيكون هناك نظام الكوته للقبائل والطوائف عند تأسيس الحزب؟ ثم اخيرا وليس اخرا من سيتحكم في التسجيل الجديد للمنتسبين الجدد؟ فهل ستكون هذه الاحزاب مفتوحة للانتساب اليها او انها ستكون حكرا على المؤسسين لقبول الانتساب للحزب.
في النهاية نحن ندرك ان تكوين الأحزاب عنصر اساسي في الديموقراطية.لكن لتعلم الحكومة ونواب الأمة والشعب الكويتي ان مأزق الديموقراطية في العالم العربي وغيره هي الاحزاب الفئوية القبلية والطائفية وانها هي المدمرة للعملية الديموقراطية ومهلكة للمجتمعات والأوطان، فهل يدرك الاخوة المقترحون خطورة قصور المقترح لعدم وجود المواد القانونية والضوابط التي تمنع تأصيل وتعميق القبلية والطائفية في تشققات النسيج الاجتماعي الكويتي... فهل من مدكر؟!

م.نصار العبدالجليل
@alabduljalil123
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
323.0067
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top