مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

خذ وخل

فأر الطائفية ودمار الفيل

جاسم محمد كمال
2012/03/08   11:30 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

نحن الذين نختار نواباً يكبرون ويترعرعون بها


الفأر حيوان صغير الحجم جدا مقارنة بحيوان الفيل صاحب الجسم الكبير، واليوم نقدر أن نقول إن الطائفية هي الفأر الذي يبدو بحجمه صغيرا ولكن دماره المتوقع هو دمار ذلك الفيل، وها نحن نعيش اليوم صراعا طائفياً يقوده بعض النواب بشكل علني خفيف وخفي بشكل كبير، والجلسات الأخيرة لمجلس الأمة الجديد أكبر دليل على كلامي، فهو جديد بدور انعقاده ولكنه قديم بطائفيته التي زرعت من أجل دمار الحياة الديموقراطية الكويتية، ولكن تحول تدمير الحياة الديموقراطية الكويتية مع الوقت لدمار كامل للمجتمع الكويتي يضرب النسيج الداخلي والوحدة الوطنية التي باتت هشة بسبب انتشار فئران الطائفية، وباتت المواقف والآراء تحسب وتفسر على حسب مذاهبهم وعقائدهم متناسين أنهم كويتيون قبل كل شيء وأن الكويت أهم من أي شيء.
وان كنت لا استغرب أن يكون حال مجلس 2012م طائفياً بحتاً لكوني تلمست هذا من خلال تركيبة المجلس الجديد، ولكنني توقعت أن يخجل فأر الطائفية قليلا ويختبئ حتى يكون لهذا المجلس دور بتصحيح وتعديل الحال الكويتي الذي ينكب من مجلس لآخر ويتدهور من حكومة لأخرى والعيب ليس بمجلس الأمة ولا بالحكومة الرشيدة بل فينا نحن الذين تختار نواباً يكبرون ويترعرعون بالطائفية وهي ثوبهم الذي لا يخلع عنهم وإن خلعوا ثوب الطائفية بانت حقيقتهم، وأكبر دليل على أن البعض من النواب يتواجد بالطائفية تجده يستغل الأحداث داعيا ربه بعدما قام بطلب تعديل على لوائح إحدى الوسائل الإعلامية بطلب من المعزب الذي يدفع ويصرف وصدق المثل القائل «أترس الفم تستحي العين»، وهذا النوع لا عين تنترس ولا وجه يستحي أصلا، وهذا حال نائبنا الذي يشكر العلي القدير على وجود الطائفية والتي لولاها لما كان نائبا، وكلنا يعرف أن الطائفية هي ذلك الفأر الذي يخيف الفيل وينشر الأمراض والأوبئة بين الناس، والناس هنا اليوم نحن والفأر هي الطائفية وكل من يغذيها، لذا يجب علينا لزاما أن نحارب فأر الطائفية حتى تعمر وتبنى الكويت وتبقى لأهلها عامرة.
ويجب علينا أن نتعلم من الدروس التي مرت علينا مثل لبنان والعراق التي كانت الطائفية تلعب بهم وبمقدراتهم لحد الدمار التام الذي وصلوا إليه، والسبب هو ذلك الفيل الذي خاف من فأر الطائفية فبات يركض يمينا وشمالا يحاول الخلاص من مرعبه فحطم كل شيء جميل حوله حتى بات خرابا تنعق فيه الغربان، والحقيقة يجب ألا ننساها كمواطنين مسؤولين عن وصول هذه النوعية من النواب أصحاب النفس الطائفي المريض الذي لا يخدم أحداً سوى أجنداتهم التي لا تحب الخير للكويت ولا لأهلها.

جاسم محمد كمال
JKamal@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1430.9968
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top