مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

لا حاجة لقانون الوحدة الوطنية

د.شملان يوسف العيسى
2012/03/04   01:22 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

أحزابنا بأطيافها المختلفة اكتسبت شعبيتها من صراعها فيما بينها


تناقش الحكومة في اجتماعها اليوم الاحد بشكل نهائي مشروعي القانونين بشأن الوحدة الوطنية والنزاهة ومكافحة الفساد تمهيدا لرفعها الى مجلس الامة خلال ايام.
إننا إذ نبارك للحكومة تحركها بتشريع قانون يعزز الوحدة الوطنية إلا أننا من منظور سياسي واقعي وعملي نقول إن القضية لا تتعلق بالقوانين التي يجب سنها لتحقيق الوحدة الوطنية.. فالقضية الطائفية القبلية لها جذورها التاريخية الطويلة ولا يمكن معالجتها بالتشريع لأنها بكل بساطة قضية سياسية وليست قبلية ولا طائفية.. سنحاول وضع بعض النقاط اليوم وسنطرح نقاطا اخرى مستقبلا:
اولا: تاريخنا العربي الاسلامي مليء بالأحداث والشواهد التي تؤكد أن هذه القضية قد رسخت في وجداننا.. فكل جماعة لديها رؤية أو مذهب أو منظور مختلف عن الجماعة، وكل طائفة من الطوائف لها رؤيتها ومنظورها الخاص وهي تفتش عن مساحات اختلافها مع الآخرين والتميز عنهم.. لذلك نرى بيان تاريخنا مليئاً بالصراعات والخلافات والعنف الطائفي، لقد ازدادت وتيرة الطائفية في مجتمعنا اخيرا لاعتبارات سياسية، فالولاءات الجانبية ومنها القبلية والطائفية ازدادت بسبب ضعف الدولة وعدم وضوح رؤيتها لطبيعة النظام والدولة.. فالولادات الجانبية اصبحت الطريق السهل للوصول الى السلطة التشريعية والمجلس البلدي والاندية الرياضية والجمعيات التعاونية والمسؤول الاول عن ذلك هو النظام والمجتمع لأن النظام لم يعزز مفهوم المواطنة والمجتمع استغل ضعف الدولة وعدم تطبيقها للقوانين والتزام مفهوم الاداء والتميز والانتاج في التعيينات السياسية، فكيف يمكن تطبيق قانون لحل مشكلة الطرف الرئيسي فيها المجتمع والدولة؟
ثانيا: كيف يمكن تحقيق الوحدة الوطنية اذا كانت مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب والحركات السياسية في البلد معظمها ذات نهج ديني وطائفي، فالاحزاب السنية من اخوان مسلمين – وحركة سلفية – وحزب الأمة وحزب التحرير وغيرها قائمة على أسس دينية ترفض الآخر، ليس الشيعة فقط بل الليبراليون واليسار حتى الاحزاب القومية والوطنية، ونفس الشيء ينطبق على احزاب الشيعة مثل «الائتلاف الاسلامي الوطني» الذي يضم الاحزاب الشيعية المنتهية لجمعية الثقافة الاجتماعية كما يوجد لدينا حزب الدعوة وحزب الله الكويتي.
هذه الاحزاب اكتسبت شعبيتها وجماهيرها وحشودها في صراعهم مع بعضهم البعض واصبح التطرف والعنف الكلامي سمة رئيسة لهذه الاحزاب، فقد سقط المعتدلون والوسطيون من اهل الكويت بسنتهم وشيعتهم لأن المجتمع ككل اصبح ينجرف وراء الحشد الديني والطائفي.
من المفارقات العجيبة ان الاحزاب والحركات الاسلامية بسنتها وشيعتها هم الذين يرفعون شعار الوحدة الوطنية ويدعون بشكل علني الى تعزيز العلاقة بين الطوائف وخلق حوار وطني لتعزيز الوحدة الوطنية لذلك لن نستغرب موافقة التيارات الدينية والقبلية على القوانين المقترحة التي سترفعها الحكومة، صدق من قال «ذبحوا القتيل ومشوا في جنازته».
ثالثا: لا الحكومة ولا الاحزاب الدينية ولا المعارضة من القبائل بلورت مفهوماً جديداً يبتعد عن الدين والطائفة والقبيلة لطرحها مشروعاً وطنياً مدنياً يسعى وجميع المواطنين فيه لتعزيز مفهوم الدولة المدنية الديموقراطية التي يتساوى فيها الجميع.
رابعا: الوحدة الوطنية لن تتحقق في اطار الدولة الريعية فالمواطنة تعزز في كل بلدان المعمورة من خلال مساهمة المواطن في بناء وطنه من خلال الضرائب والخدمة العسكرية.. يا جماعة لا تتعبون انفسكم.. اول من يخالف قانون الوحدة الوطنية هو من شرعها ومن يحاول تنفيذها.

د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
371.012
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top