مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أبعاد موضوعية

استجواب «الانفعال» وليس «الفعل»!!!

وليد بورباع
2012/02/22   11:50 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الجميع مطالبون أن يكونوا على مستوى المسؤولية والتحديات


في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة في بيانها تمسكها بكل ما جاء في النطق السامي من توجيهات ونصائح حكيمة من شعلة التمسك بالثوابت الوطنية إلى تعزيز ممارسة الديموقراطية الراسخة وصيانة الوحدة الوطنية وصولاً إلى مسيرة البناء والتنمية وإلى شمس بيان الحكومة بأن يدها ممدودة للتعاون الايجابي مع المجلس وتكريس دولة المؤسسات الدستورية وختامها بالإسراع في إنجاز قانون الوحدة الوطنية ومكافحة الفساد.
وفي خضم كل هذا الانسجام بين السلطتين ومع تصويت الحكومة بلا تضامنية في وصول العم أحمد السعدون إلى كرسي رئاسة المجلس وبأوراق مكتوبة يكسر ويعلن النائب د.عبيد المطيري وبعد خروجه من اجتماع كتلة النواب الـ35 وهي تناقش الأولويات التشريعية ولجان التحقيق فيعلن د.عبيد ودون سابق إنذار أو تنسيق، ومن خلال ندوة [بأنه سيقدم استجوابا لرئيس الحكومة مضمونه تطاول السلطة على أبناء القبائل]!! متحديا بانفعال بأنه مستعد لخوض الحرب منفرداً وآخر همه حل المجلس! وهو قرار بعيد من د.عبيد وخال من الشعور بالمسؤولية بعد دفعة من الاعضاء هايف، والوعلان، ومسلم البراك بتأييدهم وتوقيعهم، بينما سيطرت الحكمة والشجاعة في قول الحق ورفع رأي انصر أخاك ظالما أو مظلوما النائب الفاضل فلاح الصواغ وقال لا يعقل أن نعاهد الأمير على التعاون ونوقع على استجواب د.عبيد ولا نؤيد هذه الفضوى «بالمقابل» سيد القلاف الذي كان يبكي أمام التلفزة في حب الكويت والأسرة الحاكمة وطاعة ولي الأمر في حكومة ناصر المحمد اليوم يعلن تأييده للاستجواب بل يسعى لاعداد ورقة عدم التعاون!! ودشتي بعد كلامه للمليفي «أهدرت دمك!» وهو يعيش نشوة الانتصار في صناديق البرلمان الكويتي ويهديه إلى شعب البحرين! يعلن اليوم بأن هذه الحكومة لا تستحق البقاء دقيقة واحدة! إلا أن يظل النائب الحربش هو صمام الأمان ليعلن للدكتور عبيد أسعد الناس باستجوابك المفاجئ أطرافاً تطعن في القبائل!!.
وبعد كل هذا يتضح بكل جلاء «ومن حيث المبدأ» بأن مضمون الاستجواب:
(1) ما هو إلا «استجواب الانفعال وليس الفعل» نعم لأن الانفعال عند النائب منذ أحداث ديوان الحربش والذي كل الكويتيين الشرفاء تعاطفوا وشجبوا ما تعرض له، ومع حدث عدم فوزه كنائب للرئيس وحصوله على 6 أصوات، وبعد تسويقه لخطاب سياسي مليء بالتهديد من 48 ساعة إلى 24! فالنتيجة هو أن الانفعال والصراخ والصخب على قدر الألم وليس هو استجواب فعل كعمل سياسي ضمن الأطر الدستورية!!
(2) فضلا إن د.عبيد ورغم أنه رجل قانون ومرب لأجيال من القانونيين وتخريجهم على يده بملكية قانونية إلا أنه ومع الأسف الشديد في ظل هذه الممارسات اللامسؤولة سياسيا شعاره ليس المرجعية القانونية لا بل انصر أخاك ظالما وليس مظلوما، وبناء على إرادة عواطفه وخصوصا بنوايا تطاول السلطة على أبناء القبيلة!!.
(3) التهديد بالاستجواب بالأنا السياسية وبعيدا عن الوقت المناسب والظرف وقوة الحجة ولا تنسيق مع الأغلبية ليس له إلا أمران، إما خلط الأوراق وإحراج الأغلبية أو عدم معرفة اللعبة السياسية والوقوع في اسر إرادة الغير!!
(4) مضمون الاستجواب تطاول السلطة على أبناء القبائل؟! صيغة مخالفة للدستور من عدة أوجه:
(أ) يكرس بأن القبلية قبل الدولة القانونية.
(ب) تدخل صارخ في أعمال السلطة القضائية وعملها الحقيقي النيابة العامة!.
(ج) مخالفته لنص الدستور بأن العضو يمثل الأمة وهنا هو حنث بالقسم الدستوري بأن احترم الدستور وقوانين الدولة وأبناء القبائل محتجزون من سلطة قضائية وتطبيقاً لحكم القانون!.
(5) التطبيقات في الواقع تؤكد بأن القانون يطبق على الجميع وبمسطرة واحدة فها هما المليفي يحتجز 21 يوما بالسجن، وبالأمس أحد المغردين من الشيعة طبق عليه القانون، فلماذا أبناء القبائل التي نجلُّها ونحترمها ولها تاريخها يجب ألا يطبق عليهم القانون في جرائم تلفزيون «الوطن» وإتلاف أموال ومنقول المواطنين؟!.
ولكن الأكثر عجباً هو قول د.عبيد [التشكيل الحكومي لا يصلح حتى أن يكون فريق كرة قدم.. وحكومتك مثل بيت العنكبوت في نفخة واحدة أطيركم] وهو اسلوب في الخطاب السياسي يحول البلد إلى مزيد من التفكك والمخاطر والاضطراب ويجرئ الأجنبي على هيبة الدولة وسيادة القانون، بالمقابل النطق السامي أعلن لا نقبل المساس بكرامة الناس ويكفي بيان الديوان الأميري في حادثة العديلية وأسباب حرق المقر الانتخابي للجويهل.
نعم نعلنها للجميع نحن مع دولة القانون والمؤسسات الدستورية وضد أي انحراف في استخدام الحق أو تعسف في استعمال السلطة، وإذا كان المجلس السابق مجلس قبيضة فنتمنى ألا يكون مجلس الانفعالية والاصطفافية، فيجب على الجميع أن يكونوا على مستوى المسؤولية وأن يرتقوا إلى مستوى تحديات الوطن ومستقبل المواطنين وخصوصا في ظلال المتغيرات على الساحة الدولية وخطورتها، فكفانا طعناً في الكويت.. فهل من مدكر.

وليد بوربّاع
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3151.9919
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top