مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أبعاد موضوعية

إلى الجبناء في ذكرى اختلاط الدم الكويتي

وليد بورباع
2012/02/15   11:27 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



كان الرعيل الاول قد تقاسموا لقمة العيش وذاقوا شظف العيش فكانت السفينة الكويتية تحمل السني والشيعي والحضري والبدوي بلحمة وطنية وايثار فريد وكانت الفرجان القديمة هي نسيجنا الاجتماعي الذي تحفه القيم الاجتماعية الاصيلة مع علاقة احترام متبادلة والتصاق بالأعراف الاجتماعية والتراث الكويتي الاصيل في العلاقة بين اهل الكويت وحكامهم، حتى تبلورة هذه القيم الخيرية بنوايا الطيبة فأثمرت عن لحمة وطنية مبهرة ولها موقعها بالخارج، فعلى صعيد الفنون ظهرت ابداعات سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وعبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي وكاظم القلاف والنفيسي رحمهم الله، وفي التجارة البشر والكاظمي وهلم جرا حتى كان شعارهم من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي وتحت راية الصباح الجامعة المانعة لكل اطياف الشعب الكويتي، وبعلاقة دستور عبدالله السالم وتحت ظلال «دولة مدنية» وبعيدا عن ولاية الفقيه او ارهاب القاعدة، حتى جاء الغزو العراقي الذي احتل ارضاً وشرد شعباً ونفى شرعية الا ان وطنية وقمة مسؤولية نداء الوطن قد سيل الدماء الزكية من الشهداء والاسرى في اروع صور التضحية وبذل الغالي والنفيس فاختلط وامتزج فيها دم السني والشيعي والحضري والبدوي من عنفوان الشهيد أحمد قبازرد الشيعي الى الشهيد د.هشام العبيدان السني الى خنساء الكويت، ثم اخت الرجال الشهيدة اسرار القبندي وسناء العامر وسعاد الفودري وختمها حامي ملحمة ابطال شهداء «القرين» الذين كانت صدورهم ودماؤهم لتحرير الكويت في 26 فبراير وعودة شرعيتها اسد التحرير سعد العبدالله وأميرها المفدى جابر الأحمد رحمهما الله، ثم اعادة لحمة بين «المرابطون» و«المهاجرون» فكانوا في قمة الاعمال الوطنية ومسؤولياتها وقدموا دمائهم للوطن بعيدا عن نشوة الانا وحب الكرسي وفساد الذمم واللهث وراء المصالح الضيقة فكان ديدنهم تلبية نداء الوطن دون غيره.
واليوم ومع الاسف الشديد وبعد ان جمعنا واصهرنا الغزو في بوتقة الوطن حتى فرقنا بل مزقنا كرسي الأنا! ورغم اننا بعد بضعة ايام سوف نحتفل بذكرى الاستقلال 25 والتحرير 26 فبراير ورغم مرور اكثر من 21 سنة على اختلاط دم شهدائنا ومن اجل كرسي مجلس الامة صرنا نستمع الى الدعوة الى اخذ الحق بالقوة أو الدعوة الى اهدار دم مواطن أو أخذ ثأر بدم قتيل أو الدعوة الى تحقير وازدراء المذاهب أو الاعتراض على احكام القضاء والمساس بهيبته والتعريض لسمعته أو تنفيذ اجندات خارجية بعيدا عن فلسفة دستور عبدالله السالم بعد اسقاطها على الارض الكويتية باسم ممارسة حرية الرأي والتعبير حتى لو بمخالفة القوانين والمواثيق الدولية؟! وتم تسويق الخطاب التحريضي والاستفزازي باسم تطبيق القانون بالقوة؟!! وانا بالحقيقة هنا لا ابرئ افعال وقرارات الحكومات منذ 2006 الى 2011 وكل تراكماتها منذ سابقة إلغاء المراسيم الى فضيحة المليونية!
ولكن من حقنا ان نتساءل ونحن نعيش احلى ذكرى وطنية والتي اختلطت بها دماء كل شرائح المجتمع وضرب اروع صور التضحية في حب الوطن مع الايثار بالنفس، من هو المسؤول عن نموذج ياسر الحبيب أو محمد المليفي؟ فما يقولانه يهدد امننا الاجتماعي والقومي ويمزق نسيجنا الاجتماعي ولحمتنا الوطنية! نعم من المسؤول عن تسويق خطاب الكراهية ونصرة القبيلة أو فزعة الطائفية أو الحزب أو الاحتماء بالعائلة وكل هذا على حساب الوطن وهوية الدولة المدنية التي يتم فيها الاحتكام الى حكم القانون ومنصة القضاء دون غيرهما؟ ثم أيها «الجبناء» ما مدى مواقفكم وانتم تحتمون بالقبيلة أو الطائفة أو الحزب أو نفوذ العائلة بمن ضحى بدمه من اجل اعادة الكويت وحريتها، وحماية أجيالها ورسم مستقبلها؟ ونختم بان الكويت دولة مدنية وتحكم بالدستور ولها عبق خصوصية النسيج الاجتماعي وحكم القضاء ومن لا يستطيع ان يعيش تحت هذا فليسلم جنسيته الى وزارة الداخلية ويرحل ليس مأسوفاً عليه، فلا مكان للجبناء بيننا.

وليد بوربّاع
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1118.0082
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top