مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

خطوات على الطريق

تأصيل دور الديوانية الكويتية في حياة المجتمع

علي يوسف المتروك
2012/01/28   10:49 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



أثناء حضوري على مدى يومين في عزاء المرحوم فهد أحمد البحر، رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، لمواساة أخي الفاضل الأستاذ عبدالعزيز أحمد البحر، والاسرة الكريمة، سمعت الكثير من الاطراء والتشجيع على البادرة التي قمت بها على مدى أسبوعين، لاستقبال المرشحين على اختلاف دوائرهم، وانتماءاتهم، على ان نستكمل هذه البادرة يوم الاثنين القادم، ان شاء الله تعالى.
كان القصد من اقامة تلك الندوتين تأصيل دور الديوانية الكويتية، ليقف المرشح وجها لوجه أمام الحاضرين، ليسمعوا منه وليسمع هو منهم ما يدور في أذهانهم من شؤون وشجون تهم المجتمع.
الديوانية في الأصل منتدى سياسي، يتناول فيه الزوار مختلف الشجون والشؤون الاجتماعية، والسياسية، فهي برلمان مصغر، وممارسة ديموقراطية حقيقية غير مؤطرة، وسمة حضارية، اختص بها شعب الكويت منذ القدم، لما يتمتع به هذا الشعب من حرية عفوية، جبل عليها في ظل نظام متسامح الى حد كبير، لا يحصي على الناس أنفاسهم، بحيث لا يجد المواطن من ينتزعه من فراشه آخر الليل لكلمة قالها هنا، أو أخرى سمعها هناك.
في هذا المنتدى الشعبي استقبلنا مرشحين من كافة المناطق على السواء، عدا من حامت حولهم الشبهات، ومع أننا لم نمنع أحدا منهم، ولكن أكثرهم وصلته الرسالة بطريق أو بآخر، فوفر علينا أراجيزه التي لا تسترها الأعذار.
جرى حديث بين اثنين حول الايداعات المليونية والرشاوى، فقال أحدهم للآخر: لا تشكل ذمتك وتبني موقفك على الظن فان بعض الظن اثم فقال له الآخر: اذن ما تفسيرك لمن دخل المجلس وهو في حالة من الكفاف وخرج منه وهو بمظهر فاضح من الثراء، فمن أين جاء بهذه الثروة التي ينافس بها ثروة قارون؟.
دخل نبي الله زكريا على مريم عليهما السلام، فاستنكر ما وجد في غرفتها من طعام وفواكه، فسألها من أين لك هذا؟ فاجابت: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، فهل تلك الثروة التي نزلت على البعض هي من عند الله، أو من عند غيره؟ والجواب حتما عند أولئك الذين تحوم حولهم الشكوك والشبهات.
عندما استمعت لبعض المرشحين والمرشحات من الجدد ممن طرحوا آراءهم وأفكارهم على مدى شهر تقريبا، عبر محطات التلفزيون، من غير ذكر الأسماء، انتابتني حالة من الفخر والاعتزاز، لوجود مثل هؤلاء الأشخاص بيننا، ولو أتيحت الفرصة لآخرين لاكتشفت ان هذا البلد الصغير يزخر بكثير من الكفاءات ذات الاستعدادات العالية للبذل والعطاء لخدمة هذا الوطن، لو أعطيت لهم ولهن الفرصة للقيام بذلك.
المسؤولية مضاعفة في هذه الانتخابات، فالناخب كالمحلف، حين أوكل اليه سمو الأمير حفظه الله ان يختار، فيحسن الاختيار، ليحدد للكويت مسارها الى مزيد من العقلانية، والعمل الجاد والمثمر، أو لمزيد من الجدل والمزايدات، فينفتح الباب ثانية لمتكسبين جدد عبر عضوية البرلمان فيختلط الحق بالباطل، وندخل في دوامة وحلقة مفرغة لا تزيد ليلنا الا ظلاما.


علي يوسف المتروك
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
399.018
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top