مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

فوز الاخوان المسلمين في الانتخابات المصرية

أحمد الدواس
2012/01/27   11:14 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

النتيجة تعني ظهور شكل من الإسلام المتسامح على الساحة السياسية العربية


فوز التيار الاسلامي بثلثي مقاعد مجلس الشعب المصري منذ أيام كان مفاجأة للتيار العلماني في مصر، وهو دليل على ان الحكومات المصرية القديمة والمتعاقبة قبل حكم الرئيس مبارك كانت تحرم قطاعاً كبيراً من المجتمع المصري المحافظ دينياً من حقه في التمثيل بالبرلمان، ويعكس أيضاً ثقة الشعب بالاسلاميين فقد وقف وراء السلف كثير من الناخبين في الأرياف اعتقاداً منهم ان السلف اقل فساداً أو لأن الاحزاب العلمانية فشلت في بناء قاعدة مقبولة على الساحة المحلية، ومهما يكن الأمر فان النتيجة تعني شكلاً من الاسلام المتسامح والأكثر برغماتية بدأ يظهر على الساحة السياسية العربية من خلال صندوق الانتخابات لا من خلال العنف.وبفوز حزب العدالة والحرية ممثلاً عن الاخوان المسلمين بنسبة %38 وحزب السلف بنسبة %29 والثلث الآخر للعلمانيين والمستقلين فان هذا لايعني ان الاخوان والسلف لهم وجهة نظر واحدة، فالاخوان صقلتهم التجارب عبر السنين أما السلف فهم جٌدد على السياسة المصرية التي تشهد تطورات متلاحقة.
أما وقد حازت الجماعة على ثقة الشعب فلديها الآن واجب ثقيل ومسؤولية ضخمة فيجب ان يكون الاخوان أكثر حكمة في معالجة المسائل السياسية والاقتصادية وهو امر مطلوب من أجل استقرار مصر، فهناك صورة كئيبة عن وضع الاقتصاد المصري فاحتياطيات الدولة من العملات الاجنبية انخفضت ستة وثلاثين مليار دولار الى عشرة مليارات دولار وقد تنفذ في مارس القادم، والجنية المصري تحت ضغط شديد وبانخفاض الجنيه سترتفع نسبة التضخم، والبطالة مرتفعة في وسط الشباب بنسبة خمس و%20، ويوجد في مصر %60 من المواطنين تقل أعمارهم عن الثلاثين عاماً، علماً بأن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول الخليج قد وعدت كل منها بتقديم المساعدة المالية لمصر، لذلك على حزب الحرية والعدالة ان يتحمل مسؤولية ترتيب الأولويات الاقتصادية طالما ليس هناك رئيس منتخب الا في يونيو القادم، وان تكون توجهاته الاسلامية لاتقوض الاستثمار في قطاعات حيوية مثل قطاع السياحة، ولاتؤثر في مسودة بنود الدستور الجديد الذي سيقوم البرلمان بكتابتها بل عليهم واجب ان يمثل الدستور الجديد كل أطياف المجتمع من اسلاميين ومسيحيين وليبراليين وغيرهم.
الموقف الاسرائيلي متفاوت في وصفه للتغيير السياسي في مصر فقد وصفت الصحافة الاسرائيلية نتائج الانتخابات المصرية فقالت عنها «انها عاصفة مٌدمرة بل طوفان أو تٌسونامي»، ويؤخذ عن وزير الدفاع الاسرائيلي قوله انه «منزعج للغاية»، واحد الكتاب الاسرائيليين ذكر ان اسرائيل تفضل الاحتفاظ بالوضع القائم القديم قائلاً «لايعنينا عالم الغد..فالقيادة الاسرائيلية تحب الاحتفاظ بالوضع الراهن، انها تنظر الى الأمس، وتسبح ضد تيار التاريخ وتتفادى أي تغيير»، ورأي اسرائيلي ثالث يدعو الى فتح صفحة جديدة مع الحكومة المصرية بمسارها الجديد، وعلى المستوى الرسمي تخشى اسرائيل من ان يؤدي فوز الاخوان في مصر الى تقوية حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة بين اسرائيل ومصر ويٌحرك الشعور الديني في شبه جزيرة سيناء المصرية لدى البدو والمسلحين الاسلاميين الذين تتجنب اسرائيل اثارة أي عمل ضدهم حتى لاينقلب الوضع الى ساحة حرب معهم، وتخشى اسرائيل كذلك قيام الاسلاميين بتغيير وضع سيناء المنزوع السلاح حسب اتفاقية اسرائيل مع مصر، أو ان يتبنى السلف الجهاد ضدها أو حتى رفض الاسلاميين لاتفاقية السلام الموقعة مع اسرائيل، لذلك قامت في وقت سابق بانشاء حائط اسمنتي طويل مع مصر يبلغ طوله مائتين وأربعين كيلومترًا مع ان البيان الرسمي لجماعة الاخوان يذكر انهم يحترمون الاتفاقيات الدولية لمصر.المصريون يرون ان الثورة المصرية لم تنته بعد طالما ان هناك الآلاف من المدنيين تتم محاكمتهم أمام محاكم عسكرية وأن من قتل مئات المحتجين أثناء الثورة لم تتم محاكمتهم بعد، ففي صدور المصريين غضب شديد ضد النظام الديكتاتوري الذي استمر كاتماً على انفاسهم طوال ستين عاماً استخدم خلالها الشرطة السرية الضرب والتعذيب والاعتقال في دٌجى الظلام.
هذا ولم يتغير النظام بازاحة الرئيس مبارك فقط وانما تغيرت أيضاً العلاقة بين الحكومة والشعب، فلم يعد واجب المواطن الآن هو ارضاء النظام وانما النظام هو من يسعى لدى عامة الشعب للحصول على شرعيته، هذه هي أسس الديموقراطية التي سيبني عليها المواطنون مستقبلهم، انها ديموقراطية تحتاج للمساعدة المالية والدبلوماسية على حد سواء، وستكون الأشهر القادمة من تاريخ مصر صعبة حيث يتم خلالها كتابة مسودة الدستور وتجري فيها انتخابات الرئاسة حينئذٍ سوف يتخلى المجلس العسكري الحالي عن السلطة والتحول نحو الحكم المدني.

أحمد الدواس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0105
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top