خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

واشنطن بوست

المأساة السورية.. أخيرا ضوء في نهاية النفق

2015/05/14   07:12 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
ديفيد أغناطيوس
  ديفيد أغناطيوس



بقلم – ديفيد أغناطيوس:

يمكن القول ان التطورات الأخيرة في سورية تعزز عشية اجتماع بعض القادة العرب مع الرئيس أوباما لبحث أمن الشرق الأوسط، حملة المعارضة للاطاحة بالنظام أخيرا.
فما يدفع المعارضة الى الأمام في هذا البلد هو علاقة العمل الجديدة القائمة الآن بين المملكة العربية السعوية وقطر وتركيا أي البلدان الرئيسية الداعمة للثوار في الجزء الشمالي من سورية.
كانت هذه البلدان كما هو معروف على خلاف منذ ان بدأت الثورة السورية عام 2011 وانعكست هذه الخلافات والحروب التي كانت تدور بالوكالة في سورية على المعارضة الأمر الذي أدى لاضعافها.الا ان التحالف الجديد عاد وعزز الآن فرص هذه المعارضة بل وأدى لتحقيق مكاسب رئيسية على الأرض.

تقارب

والحقيقة ان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع تركيا لعب دورا في بروز هذا التحالف الثلاثي ازاء سورية.ومن الواضح أيضا ان هذا التقارب يعكس ذلك التغيير الملحوظ في سياسة الملك سلمان، عاهل المملكة العربية السعودية الجديد، الذي دفع بلاده نحو تعاون أوثق مع قطر وتركيا عقب سنوات من الخلاف في عهد سابقه الملك عبدالله.
فقد نجحت هذه البلدان الثلاثة بتقديم السلاح للثوار السوريين عبر الحدود التركية، وفي تشكيل تآلف جديد للمعارضة تحت اسم «جيش الفتح» الذي تمكن بالفعل من تحقيق مكاسب هامة خلال الشهرين الماضيين في محافظة ادلب ومناطق أخرى في الشمال الغربي من سورية.اذ يبدو ان الجيش السوري النظامي قد أصبح منهكا بعد أربع سنوات من القتال ولم يعد يستطيع الاحتفاظ ببعض المناطق التي يسيطر عليها.لكن من الملاحظ ان الصعوبات التي يواجهها الأسد مرتبطة بالوضع الأشمل للشرق الأوسط بسبب اعتماده على ايران.
فمع سعي ادارة اوباما لابرام اتفاق نووي مع هذه الدولة، تحرك حلفاء واشنطن العرب لتحدي طهران ومؤيديها على نحو مكشوف، وذلك من خلال التدخل العسكري ضد الحوثيين الذين تدعمهم ايران في اليمن أولا، وانتهاج سياسة أقوى في المسألة السورية ثانيا.بل ويمكن القول ان ايران وحلفاءها الشيعة باتوا يواجهون اليوم ولأول مرة منذ عقود ضغطا كبيرا ومتزايدا من جانب مجتمعات السنة في العالم العربي.

مشكلة شائكة

لكن ثمة مشكلة هنا وهي ان الثوار يقاتلون الآن مع مجموعة تدعى «جبهة النصرة» التي هي فرع للقاعدة.الا ان بعض المصادر ذكرت ان هذه المجموعة سوف تعلن قريبا انفصالها عن القاعدة وانضمامها لجيش الفتح.واذا ما حدث هذا فسوف يتغير الوضع في الشمال ليظهر تآلف واسع موحد ضد نظام الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية معا.
بل وثمة تغير محتمل آخر في اللعبة يتمثل على ما يبدو في استعداد أمريكي جديد لتأييد فكرة اقامة منطقة حظر جوي على طول الحدود السورية - التركية.وسوف تسمح هذه المنطقة اذا ما دعمها سلاح الجو الأمريكي لبعض اللاجئين السوريين بالعودة الى وطنهم، وتوفر أيضا نقطة انطلاق لهجوم متوقع يقوم به جيش سوري جديد تشكلت أولى وحداته أخيرا وسيخضع افراده لتدريب أمريكي من أجل محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في عاصمته الرقة.

دور روسي

ومهما يكن من أمر، لا شك في ان الدور الروسي مهم في تطور الدراما السورية.ولهذا زار وزير الخارجية الأمريكية جون كيري روسيا هذا الأسبوع لعقد محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتن تتناول الدور الروسي المحتمل في عملية سياسية انتقالية لا دور لنظام الأسد فيها.من المفيد الاشارة هنا الى ان الرئيس الروسي كان يرفض منذ وقت طويل أي اتفاق يجعل من رحيل الأسد شرطا مسبقا لمحادثات السلام، لكن هذا الموقف أصبح ضعيفا على الأرجح في ضوء التطورات الأخيرة على الأرض في سورية.
وفي هذا السياق، من الملاحظ ان السعودية وقطر وتركيا تتعاون فيما بينها الآن في محاولة لايجاد قادة جدد من الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الأسد ليشاركوا في قيادة البلد خلال المرحلة الانتقالية.ويمكن القول ان هذه الاتصالات تسارعت على نحو ملحوظ في الأيام الأخيرة على الرغم من محاولات النظام سحق أي منافسين علويين محتملين.
لكن من الواضح ان موقف الأسد بات يضعف باستمرار، وأحدث مؤشر على الفوضى والخلافات في صفوفه هو وضع اللواء علي مملوك رئيس الاستخبارات وأحد أفراد الدائرة الداخلية للأسد، رهن الاعتقال المنزلي في دمشق.والأمر الاخر الذي ينطوي على مغزى مهم أيضا هو ان هذا الاجراء يأتي بعد موت رستم غزالة الذي هو ضابط رفيع آخر في جهاز استخبارات الأسد.وسط كل هذا الاضطراب والتحولات السريعة على الأرض يعقد الرئيس أوباما هذه الأيام محادثات مكثفة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي لبحث شؤون الأمن والسلام في الشرق الأوسط.ولا شك في ان المشاركين في هذه المحادثات سيتمكنون الآن على الأقل بعد أربع سنوات من عقدة دامية مستعصية في سورية من مناقشة سبل التغيير الممكنة في هذا البلد.

تعريب - نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
92.0099
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top